نازحو شعب طور الباحة: معاناة شديدة و إهمال من السلطات في المديرية و المحافظة

يرزح نازحو منطقة شعب بمديرية طور الباحة محافظة لحج و الفارين من نيران الحرب و ضراوتها إلى محافظة عدن تحت وطأة المعاناة الشديدة القاسية نتيجة لافتقارهم لأبسط الإحتياجات الضرورية من مقومات الإغاثات الإنسانية التي هم بأمس الحاجة إليها بعد أن أجبرتهم الحرب الحوثية الكهنوتية المعتدية الغازية على ترك مساكنهم و أموالهم و ممتلكاتهم و أرغمتهم على حياة التشرد و الضياع دون أن يحملوا معهم شيئآ من متاع الحياة و مقوماتها الأساسية الضرورية التي يحتاجون إليها في حلهم و ترحالهم لتعينهم على تكاليف الحياة ، فكان نصيبهم حياة البؤس و الشقاء و الحرمان يكابدون آلام التشرد و ويلات الضياع دون أن يلتفت أو يمد إليهم يد العون و المساعدة أحد و كأن الجميع لا يعنيهم من أمر هؤلاء الذين فرضت عليهم ظروف الحرب الجبروتية العبثية الرعناء واقعآ جديدآ لم يكن لهم فيه ناقة و لا جمل شيئآ فكان مصيرهم أن أصبحوا شيئآ منسيآ لا يكترث بهم أحد من القائمين ًعلى السلطة المحلية في المديرية و المحافظة أو المنظمات الإغاثية و الإنسانية أو يقدم لهم شيئآ يذكر أسوة بنظرائهم من نازحي المحافظات الشمالية الذين يحظون بالكثير و الكثير من المعونات و المساعدات و الهبات …. و هنا يوجه الكثيرين تساؤلآ مفاده ، هل هؤلاء نكرة هذا المجتمع ؟ أليسوا من أبناء هذا الوطن الذي قدموا من أجله فلذات أكبادهم في التصدي للقوى المعتدية الغازية من عتاولة هذا الزمان الذين باعوا دينهم ووطنهم للشيطان و قدموا كل غال و نفيس من أرواح و دماء و ممتلكات حتى آلوا إلى ما آلوا إليه من حياة بائسة بعد أن دمرت الآلة العسكرية الحوثية الحاقدة منازلهم وروعت أطفالهم و أحرقت ممتلكاتهم و حرمتهم من أبسط سبل العيش الكريم في مناطقهم و عزلهم و قراهم ليكون مصيرهم ذلك المصير المظلم القاتم حالك السواد في ظل ذلك الصمت الرهيب من قبل الجهات المعنية في مديريتهم الذي يتوجب عليهم عمل الكثير و الكثير من أجلهم ليتمكنوا من التغلب على ذلك المصير المجهول الذي وضعوا فيه جبرآ و كرهآ ….!!!!!!
فهاهي منظمة إكسفهام تلك المنظمة الوحيدة اليتيمة التي نظرت إلى الواقع المرير الذي يعيشون تحت وطأته أبناء منطقة شعب طور الباحة م/ لحج و الذين أجبرتهم ظروف الحرب إلى ترك كل ما يحتكمون عليه من حطام هذه الدنيا و الفرار بأنفسهم و ذراريهم من لهيب نارها ليجدوا أنفسهم في محافظة عدن التي نزحوا إليها بلا نصير أو كفيل سوى هذه المنظمة التي تعهدتهم بإعطائهم مساعدة مالية شهرية تقدر ب ‘ 29500’ لمدة ثلاثة أشهر تختتمه في هذا الشهر ليتخلى عنهم الجميع و تركهم لمصيرهم المجهول مرة أخرى … فهل من عاقل لبيب ينظر إلى حال هؤلاء و ينتشلهم مما هم فيه من لا مبالاة و إهمال ؟!!!!!
أن مبلغ التسعة و العشرين ألفآ و خمسمائة لا يغطي من تكاليف الحياة شيئآ في ظل هذا الغلاء الفاحش ناهيك عن إيجارات المساكن المرتفعة و لكنه كان بالنسبة لهم النواة التي تسد فم الزير … و هاهم اليوم يعودون إلى التخلي عنهم من فبل الجميع في الوقت الذي يدرك فيه الجميع ما تعانيه مناطقهم من انعدام الحياة و التدمير التام للبنى التحتية و أكل الحرب الحوثية العبثية للأخضر و اليابس …!!!
و عليه فأننا بإسم نازحي منطقة شعب في م/ عدن و الذين وجدناهم اليوم يستلمون الدفعة الثالثة و الأخيرة من المساعدة الشهرية من منظمة إكسفهام أثناء نزولنا الميداني إليهم لتلمس أحوالهم و شرحوا لنا الظروف القاسية التي يعيشون فيها بعد أن تخلى الكل عنهم و لم يعرهم أحد اهتمامآ أو يمنحهم التفاتأ نناشد الأخ محافظ محافظة لحج اللواء الركن/ أحمد عبدالله تركي و كافة المنظمات الإغاثية و الإنسانية أن ينظروا إلى نازحي منطقة شعب طور الباحة و المتواجدون حاليآ في محافظة عدن بعين الرحمة و يعاملونهم المعاملة الإنسانية التي يستحقونها أسوة بالآخرين من النازحين من المحافظات الأخرى الذين تكفلتهم المنظمات بكل الإحتياجات …
كما نأمل من الجهات ذات العلاقة أن تنظر إلى منطقة شعب بعين الرعاية و الإهتمام لتعود إليها الحياة و يتمكن أهلها من العودة إليها بعد أن ازدادت معاناتها وباتت اليوم أكثر من أي وقت مضى تفتقر إلى أبسط المقومات للحياة الإعتيادية البسيطة دون أن تجد أذنآ صاغية من الجهات ذات العلاقة من القائمين عليها !!!!
فمنطقة شعب طور الباحة التي قدمت كل ما تستطيع من النفس و الولد من أجل الوطن منذ قيام الثورة الأكتوبرية و ما زالت تقدم حتى يومنا هذا تستحق منا جميعآ الوقفة الجادة حتى يعود إليها اعتبارها و تحظى بما تستحقه من الرعاية و الإهتمام … !!!!!
هذا و لنا وقفات أخرى و في مواضيع أخرى مع أبناء هذه المديرية !!!!