مقالات
اليمن المتشظي المغدور من ابناءه
ماذا حدث لبلادنا ؟ من اوصلنا إلى ما نحن فيه؟ فهل هي محنة لها جذور قديمة وجديدة ؟
وطن يدمر وشعب يموت ودويلات تنشئ بحكم الحرب والمصالح والمستجدات وغبئ السياسات .
عندما تغيب الضمائر الحية وتصبح رهينة للعمالات. هذه هي مصيبتنا وهذا هو واقعنا، دولة في صنعاء واخرى في مأرب ، وشرعية خارج الوطن ،والعين على عدن.
إذا من يحكم اليمن؟ فهل غاب حكماء اليمن ودهاته؟ هل فقدنا وطنيتنا وتغلبت علينا مصالحنا ؟ ماذا قدمنا لليمن في الأربع السنوات العجاف، كروش انتفخت وخزائن امتلأت وعقول تبخرت والنتيجة خراب يعم الوطن من شماله إلى جنوبه، حروب تقتل البشر وتقلع الحجر والشجر .
فسحات وراحات تنقلات وزيارات. من جنيف السويسرية إلى الكويت الخليجية، من عمان السلطانية إلى السويد الملكية.
طائرات خاصة ومخصصات سخية، مطابخ سياسية واعلامية تقرر وتخرج المحاور والتحاور والحاضرين مقنعون بالمسميات اليمنية. فلماذا نتبادل الاتهامات؟
والبعض يتغنى بالانجازات على من ولمن ؟
كيف ونحن خارج المسارات ننقاد ولا نقود ، قراراتنا مودوعة في الاقليم في الحفظ والصون .
شعارات ساذجه ”الموت لامريكا واسرائيل والنصر للإسلام”. صرخة ايرانية بغلافات دينيه، تقابلها شرعية مهاجرة خارج الوطن وحدود قراراتها على بركة الله، وفسادها تجاوز الحدود.
لم نحتكم للتاريخ واوقواله ”ما يحك ظهرك إلا ظفرك”.
تقوت الحركة الحوثية بالدعم الايراني، استولت على اليمن بفضل الخلافات الداخلية،
استغلت علي صالح ومناصيره وحرسه ومواليه واخذت البلاد واسرت العباد، اغلقت بعض كهوفها في صعدة وجبال مران وفتحت معسكراتها وسجونها في كل مكان.
ماذا حدث في السويد وماذا بعد ؟
قالوا إختراق وقالوا إنجاز، كثر الكلام والاتهام.
على ماذا وانتم مجرد أدوات؟ لا داعي للبطولات والمناكفات شبعنا كلام وإتهام .
ورأينا كيف أشاد المبعوث الأممي وأحاط مجلس الأمن بالانجاز ونجح في استخدام ادواته للضغط على من لا يملكون القرار، قيادات سياسية ليس لديها أبسط مقومات السيادة، أكانو في الكهوف او في قصورالضيافه .
اليمن الذي نعرفه قبل 2015 انتهى والجديد بعد السويد انطلاق مرحلة الحروب الداخلية.
فالسلاح متوفر للجميع والنتيجة دمار وخراب ومقابر مليئة بالضحايا، واطفال دون رعاية، والأرامل في كل مكان، أحقاد وثأرات وجرحى ومعاقين ومفقودين.
هذه هي نتيجة ونهاية من سلم قراره ”’ يستاهل البرد من ضيع دفاه ”’.
أصبح لدينا مدارس للبياعين، تعلمو ويعلموا البيع السياسي على أصوله. مليشيات متعددة وجيوش كثيرة مسيرة وموجهة.
قد يختلف معي البعض فيما ذهبت اليه ولكن حكم التارخ وتوثيقه كفيل بالرد على من يعتقدون بغيره…
ومن هنا دعونا ننظر إلى ما يتم ويخطط له، فالكل يعلم ان المواقف الامريكية والاوروبية تنظر إلى المصالح ومبيعات الاسلحة التي تدفقت إلى بلدانها بالمليارات، فالحرب تجاوزت خطوطها الحمراء.
فهل نحن أمام مرحلة تشظر اليمن كما فسرها وقسمها الباحث الامريكي غرغوري جونسون؟ …
توقع أن تشهد اليمن فترة حرب طويلة ودموية. وعن ذلك يقول السيد جونسون ” إن تداخل اطراف عده متعددة كان سبباً في إطالة أمد الحرب الذي كان يفترض أن تنتهي في ثلاثة أسابيع”.
ويفنّد الكاتب الحرب في اليمن، مشيرا بأنها انتقلت من السيئ إلى الاسوأ، مخلفة عشرات الألاف من القتلى ومئات الألاف من المدنيين المعرضين لخطر المرض وسوء التغذية.
ويشير جونسون إلى حروب ثلاثة:
اولا – الكفاح ضد الإرهاب، وثانيا- الحرب الاهلية، وثالثا- الصراع الاقليمي.
وقال « ببساطة، لم يعد اليمن واحداً، هناك يمن متشظي ولا يمكن لفرد واحد أو مجموعه القادرة على إعادة توحيده.
واختتم جونسون مقاله باستنتاج مفاده إن اليمن « ستستأنف فيها الحرب الأهلية، والتي اتخذت المقعد الخلفي للصراع الإقليمي على مدى السنوات الثلاثة الماضية، بكامل قوتها في نهاية المطاف.
وعندما يحدث ذلك، فإن القتال الذي ينتجه سيكون دموياً وطويلاً»..” انتهى الاقتباس”
اللهم الطف بوطننا وشعبنا وحقق السلام في ربوع بلادنا
يقول الشاعر السوداني ابراهيم بدوي في واحدة من اروع قصائدة :
مالي وأبواب الملوك وأنت من
خلق الملوك وقسم الأملاكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا