مقالات

هزيمة الحوثيين تمكين الجنوبيين من إدارة الجنوب.

محمد علي الحريبي

محمد علي الحريبي

رئيس الرابطة الاعلامية الجنوبية سما
رغم أنهم يرفعون شعار الموت لأمريكا.. إلا أن أمريكا تعرف إنما الشعار غطاء، الهدف منه كسب تأييد شعبي بإعتبار أن التغذية للعداء الأمريكي أتت من جهات إسلامية (معروفة) وغير إسلامية، وهنا نتوقف ونتسائل هل سمعتم أن الحوثيين أستهدفوا منشأه أمريكية!، الأمريكان ينظرون لحركة الحوثي حركة متطرفة تواجه حركات متطرفة إسلامية، ليس كما صور له النظام السابق والحالي والذي كان الهدف منه هو إستغلال الصراع المذهبي للحصول على دعم، وكذلك لكبح جموح الهاشميين المتعطشين للسلطة وإعادة الإمامة.
الصراع الحقيقي في العمق هو بين القبيلة من جهة، والهاشميين من جهة أخرى، القبيلة التي وأسقطت الإمامة وأستولت على الحكم مع أن القبيلة زيدية إلا أن الصراع في العمق بين الهاشميين والقبيلة في ظل سيطرة القبيلة همش دور الهاشميين بل وعانوا الإضطهاد وواجهوا عدت حروب.
من يراقب حركة الحوثيين وكيف نشأت سيدرك جيدًا أن هذه الحركة بدأت قريباً إلا أنها أستطاعت أن تكسب تأييد مجتمعي؛ بداية في رفعها شعارات شعبية مطالبة بالعدالة ورفع المعاناة، ومن ثم أنتقلت لمرحلة متقدمة أثناء قيام ماتسمى ثورة فبراير حيث أعلنوا أنفسهم ككيان سياسي بأسم “أنصار الله”؛ هنا بدأ جموحهم يزيد وبدأت حركتهم تقوى، بعدها أستطاعوا إستغلال الصراع الدامي مابين “الإخوان والرئيس السابق” لينطلقوا للإمام مندفعين في مشروعهم ونجحوا في القضاء بداية على الخصم الذوذ “الإصلاح” الذي سلم وهرب من ثم القضاء على الرئيس صالح وما كان يمثله. الإصلاح وصالح كانوا يمثلون القبيلة التي أنهارت عن بكرة أبيها وسقطت بيد “الهاشميين”.
فما الذي ساعد الحركة لما وصلت إليه؟، الحقيقة المتابع والمراقب للشأن اليمني سيجد أن ثورة فبراير أتت لوجود مظالم وفساد مستشري نخر الدولة وأضعفها والشعور العام لدى الشعب بأن النظام الذي يمثل القبيلة تراكمت عليه تبعات ذلك الفساد وأصبح لابد من الخلاص منه هذه القناعة الموجودة لدى الشعب لن تغفر لكل من شارك النظام وهنا أقصد الطرف الثاني “الإصلاح” والذي أعلن الثورة وهذا ما أستغله الحوثيين بالضبط وهو جمع كل البيض الفاسد في سلة واحدة.
لهذا الشرعية لم تستطع بكل محتواها أن تقنع الشعب في الشمال أن مشروعها أتى لإنقاذه، هذه الحقيقة رغم الغطاء الدولي الذي حصلت عليه والإقليمي كافي.
فبينما الشرعية تفقد شرعيتها، والحوثيين يتمددون بالأرض ويكتسبون شرعية دولية من خلال سيطرتهم على الأرض وإدارة الأرض التي يسيطرون عليها بإقتدار، بالأمس سقطت صرواح وربما تسقط مأرب.
•أسباب فشل الشرعية:

  • عدم وجود حكومة كفاءات وطنية تمثل إرادة الشعب الذي خرج في ثورة فبراير.

  • إحتوائها لرموز فاسدة وسيطرة الإخوان عليها أفقدها القوة؛ بل أضعفها جدًا.

  • المناطق المحررة في الجنوب مناطق لم تنجح الشرعية من خلالها تسويق نموذج يدفع الشعب في الشمال للثورة، بل إن الشرعية مثلت بحد ذاتها النموذج الذي ثار ضده الشعب في الجنوب والشمال.

•أخطاء التحالف العربي:

  • أستند التحالف العربي على هذه الشرعية دون النظر لمحتواها وما تمثله للشعب في اليمن.

-أعتقد التحالف العربي أن الشرعية تمتلك حاضن قبلي سيدعمها بالعودة وهذا مافشلت في إثباته عندما حاول الرئيس السابق إستنفار القبيلة فكانت النتيجة تصفيته وتصفية مايمثله في صنعاء.

  • دعمت الإخوان دون النظر أيضًا، لما يمثلوه في الشمال كشريك في النظام السابق وأيضًا لحالة الخذلان الذي تسبب فيها بعد هربه.

•أخطاء الحوثيين:
-محاولتهم للسيطرة على الجنوب، كلفهم غالي جدًا وهذا ما أدركوه في الأخير ونظرتهم الجنوب لاتختلف أبداً عن نظرة الآخرون.
-جعل المشروع يأخذ طابع مذهبي عقائدي خطير جداً تبعاته ستكون في النهاية خطيرة عليهم.
يتسائل البعض حول إمكانية هزيمة الحوثيين؛ الحقيقة هزيمة الحوثيين لن يتحقق بشرعية مثل هذه أبدًا.. هزيمة الحوثيين تأتي من خلال تمكين الجنوبيين في إدارة الجنوب بكل مقوماتها كدولة قوية. هناك مناطق في الشمال قد ربما تتعزز لديها القناعة بالخلاص من هيمنة “الأمامية الجديدة” وربما وجود دولة في الجنوب يشكل حالة غليان وسخط في الشمال قد تتولد عنها حركات مناهضة الحوثيين والمشروع الإمامي الفارسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى