مقالات

حرب وطغيان اعلامي

كتب/ أ. سالم محمد الضباعي

في ظل تواصل المباحثات الصعبة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية حول الملف النووي الإيراني بمشاركة دول الخمسة + واحد في جنيف أقدمت الولايات المتحدة عبر وزارة العدل فيها على تقييد عدد من القنوات الرسمية الإيرانية والتابعة لكتائب حزب الله في العراق وقناة المسيرة التابعة لأنصار الله الحوثيين في اليمن وقناة نبأ السعودية المعارضة ومصادرة هذه القنوات من التواجد على شبكة الإنترنت العالمية.

من دون أي شك ولا مبالغة فإن الخطوة الأمريكية هذه لا تعبر الا عن هزيمة ساحقة للسياسة وللاستراتيجية الأمريكية الغربية في التنافس والصراع بينها وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها في المنطقة وهي تعبير صارخ عن العجز والفشل في مقارعة الكلمة والصورة والفكر والمنطق مع الطرف الآخر وهي من الجانب الآخر ممارسة عارية من ورقة التوت للطغيان والتجبر والهيمنة للقوة المجردة وهي أشبه ما تكون من حيث الجوهر والمضمون بلجؤ أمريكا في عهد مجرم الحرب بوش الابن إلى الغزو العسكري غير الشرعي لجمهورية العراق عام 2003 م والذي أدى إلى احتلال العراق وتصفية نظامه الوطني وتدمير دولته المستقلة والسيدة وعودة ظاهرة الاستعمار المقيت والمدان والمرفوض حضارياََ وعالمياََ.

إن الولايات المتحدة والدول الغربية الاستعمارية التي لا تفتأ من اللجؤ إلى ممارسة سياسة العقوبات الذميمة من خارج الشرعية الدولية والقانون الدولي إنما تنحدر تدريجياََ لتصبح قوة رجعية معيقة لحركة التطور والتقدم والارتقاء الحضاري البشري وبهذه الطرق والوسائل تنكشف هذه الدول عن حقيقة أنظمتها الاستغلالية الاستعمارية التي طالما غلفتها بشعارات زائفة عن حرية الكلمة والفكر وحرية التعبير والرأي والاعتقاد وحقوق الإنسان وفي هذه الفترة العصيبة فإننا بالفعل لا نستبعد أن تنزلق هذه الدول إلى تفجير حرب عالمية ثالثة أو حروب متنقلة مثلما تقوم به المملكة المتحدة من استفزاز عسكري خطر للغاية للفيدرالية الروسية المستنفرة والمتأهبة بالأصل.

وفي كل الأحوال فإننا على يقين بأن كل هذه الخطوات والأجراءات لن تكفي لإيقاف حركة التغيير والتطور العالمي التي تطوي سريعاََ عصر الغرب الاستعماري الذي تسيد العالم عن طريق القوة والحروب والدمار الشامل الذي لم يعرف العالم له مثيلاََ له عبر تاريخ الحضارة الإنسانية المدون والمعروف.

الخميس 24 يونيو 2021م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى