شبوة ترفض الإخوان وتؤكد جنوبيتها..

كتب / يعقوب السفياني
واجهتها الدبابة في “عبدان”، فأعلنت من “سقام” النجاح، إنها الإرادة الشبوانية العنيدة مثل صحاريها، والراسخة كجبالها، زمجرت شبوة “لا” كبيرة في وجه الإخوان المسلمين، وقلبت حسابات من يديرون بالريموت من عواصم الإقليم ميليشياتها وجحافلها الهاربة من بطش الحوثيين وشرف الدفاع عن الأرض إلى عار الغزو والنهب والعمالة.
حاول من يحكمون شبوة بقوة الحديد والنار إظهار المجتمع الشبواني بأنه حاضنة لهم، ومضوا في أساليب متنوعة لتحقيق هذا الهدف، أعادوا الثارات بعد أن كانت قد انتهت تقريباً في عهد النخبة الشبوانية، نشروا الجريمة والقتل، قاموا بتمكين القاعدة بعد أن طردها الجنوبيون بعمليات “الجبال البيضاء” وغيرها من العمليات العسكرية.
إستراتيجية الإخوان المسلمين والقوات التي يفترض أنها حكومية في إخضاع شبوة تتركز بشكل أساسي على تمزيق النسيج الاجتماعي، وذلك يحدث على مستويين:
– المستوى الأول: تمزيق النسيج الداخلي، وذلك عبر زرع الفتنة بين قبائل شبوة وإثارة الأحقاد والكراهية بين أبناء المحافظة التي عانت لعقود من سياسة ترسيخ الثارات والتعصب القبلي عقب اجتياح الجنوب عام 1994.
– المستوى الثاني: تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي وعلاقة شبوة بمحيطها الجنوبي، ويتم ذلك حالياً عبر أعمال التقطع والاختطافات والاعتقالات التي تحدث للمارة والمسافرين من أبناء الجنوب، وخصوصاً أبناء حضرموت.
مخطط تمزيق النسيج الاجتماعي داخل وخارج شبوة تصدى له أبناء المحافظة بوعي وإدراك عاليين، وبوطنية كانت هي وقود التضحيات التي يقدمها أبناء شبوة رغم المؤامرات الكبيرة وتجييش المغرر بهم من أبناءها في الحرب ضدها وضد الجنوب بأسره.
لا تمثل فعالية عبدان سوى البداية، ستتحول “لا” شبوة في عبدان وسقام إلى “ارحلوا” حاسمة في ميفعة وعتق وكل شبوة في السابع من يوليو/تموز القادم، وهو يوم ذكرى شن الحرب على الجنوب، وما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشبه يوليو الأمس بيوليو اليوم، وما أشبه أبطال الأمس وأحراره بأبطال اليوم في شبوة وكل الجنوب.