مقالات

حب الوطن.

بقلم / هند العمودي

الوطن كلمة صغيرة لكنّها باتساع الكون، ومجرّد أن يُذكر الإنسان هذا المكان الذي ينتمي إليه بكلّ ما فيه تتأجج المشاعر ويُصبح القلب ممتلئًا بكلّ ما هو جميل،

من يُحب وطنه يسعى لأن يُدافع عنه بكامل قوّته، ولا يكون الدفاع عن الوطن فقط بحمل السلاح والمرابطة على حدوده لحمايتها من الأعداء والجيوش المحتلة، بل يكون الدفاع عنه بمنع انتشار الفساد والفتن فيه، والسعي لأن يكون الوطن حصنًا منيعًا في وجه كلّ اعتداء، فهو الجنة التي يجب أن تُحاط بالأسوار العالية وأن تحميه الأرواح الغالية والدماء الزكية، ولا يمكن للوطن أن يكون مصانًا إلّا بدماء أبنائه الذين يُدافعون عنه مهما كانت الظروف والأحوال، كما يكون الدفاع عنه بنشر الحب والتكافل الاجتماعي بين أبنائه كي يكونوا أقوياء صامدين في وجه أي اعتداءٍ خارجي

حين يُدافع الإنسان عن وطنه يشعر كما لو أنه يُدافع عن روحه وعن حق نفسه وأبنائه بالعيش بأمانة وثقة، دون أن يكونوا خائفين، والدفاع الحقيقي عنه يكون أيضًا بمحاربة الكراهية والبغضاء التي ينشرها أصحاب النفوس المريضة فيه، وعدم الاستسلام لأي شائعات أو أقوال ينشرها المشككون في حبه، ويكون أيضًا بوقف أي استغلالٍ لأراضيه بطريقة سيئة، والدفاع عن خيراته ومقدراته من الإسراف والتبذير والضياع أو الاستغلال غير الصحيح، وزراعة الأشجار في صحرائه كي تصبح جنة، وتعمير أراضيه. توعية أبناء الوطن بما يجب أن يفعلونه تجاهه من أهم أنواع الدفاع عنه، فالدفاع عنه لا يقتصر على حمل السلاح فقط، بل يحتاج إلى الوعي الكبير والقدرة على مجاراة جميع الدول وتحمل الظروف والأحوال التي تعصف بالبلاد والعباد، والعمل على التأقلم مع هذه الظروف ومنع تأثيرها على الوطن ومقدراته، أما الانحناء للعاصفة يعني الاستسلام والتخاذل، وترك الوطن وحيدًا في مهب الريح، كما أنّ الوفاء يحتّم على الجميع الوقوف صفًا واحدًا لحمايته والدفاع عنه لينعم بالسلام الدائم، والتطور المستمر الذي يضعه في المقدمة دائمًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى