مقالات

نعي مايجري ولانغفل عنه ..! 

كتب: خالد شوبه

لا اعتقد إن شخصا ما يفقه في ابجديات السياسة، لا يعي خطورة قنبلة «النازحين» الموقوتة المزروعة في الشارع الجنوبي، على قضيتنا الجنوبية، أو لايدرك حجم «المشكلة الداخلية» التي تواجه مشروعنا التحرري بسبب بعض أبناء جلدتنا الذين اتخذوا من مصالحهم الفردية الأنانية الضيقة خطاً أحمراً يحظر تجاوزه أو حتى المساس به.

للأسف كلا الأمرين أشد خطورة من الآخر،  فالنازحين الذين يتوافدون على محافظات الجنوب من كل حدب الشمال وصوبه، كارثة كبيرة وخطر حقيقي يهدد ديمغرافية الجنوب وهوية شعبه ،وتزدد خطورته في سرعة تقلق خلاياه السرطانية في جسد النسيج الاجتماعي الجنوبي، مستغلا في ذلك حالة التعاطف الإنساني والأخلاقي الذي يتميز به عامة شعب الجنوب.

كما لاتقل خطورة المصالح الأنانية المفرطة من قبل ثلة من أخوتنا الجنوبيين، عن كارثة النزوح الممنهج، حيث سعوا في ذلك إلى تأجيج الصراع  المناطقي بين أبناء الجنوب، وغرسوا خنجر العنصرية المسموم في شاكلة الوطن ، كلما حاول التعافي والنهوض زادوا جسده المجروح مزيداً من طعنات الغدر ، ظناً منهم إن تمزق الوطن وهلاكه، سيحمي مصالحهم القذرة ويضمن بقاءهم على كرسي الخيانة ، ولو فني في ذلك الشعب بأكمله.

لذا لا غرابة في الأمر، حين تجتمع مصالح الطرفين هنا وتلتقي، طالما والهدف واحد وهو إرباك الشارع الجنوبي وزعزعة أمنه واستقراره ، وخلق حالة من الفوضى والتوتر الدائم في الجنوب، وتهيئته كبيئة غير مستقرة وحاضنة للإرهاب والإرهابيين، الأمر الذي من خلاله تضمن تلك الفئات العدوانية ديمومية البقاء، والتواجد المستمر وبالتالي يتحقق لها أكبر قدر ممكن من الأهداف والطموحات المتمثلة في تعطيل قضية شعب الجنوب وإنهاء مشروعه التحرري ووأد أحلامه وطموحاته في استعادة دولته.

وعلى هذا يستمر التخطيط والبذل بسخاء في ذلك من قبل الغزاة وازلامهم ومعاولهم الهدامة، فيما على الطرف النقيض الأخر، يواصل أبناء الجنوب الشرفاء تضحياتهم ونضالهم واستبسالهم في تعزيز أمنهم واستقرار بلدهم.

ومع التأكيد على أن لا تغفل أعيننا عن كل تلك الأمور الخطيرة وأن لا نستهين بها، سيبقى الجنوب وشعبه الطيب المسالم صاحياً ومحروساً بعناية الله أولاً، ثم بعدالة قضيته، وأخلاص أبناءه،

وسينتصر دوماً وأبدا،

ولو كره في ذلك الكارهون ..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى