الوحدة ليست حروباً وتقاسم الجنوب.

كتب: علي محمد السليماني
دمروا الوحدة وقتلوها واليوم يذرفوا دموع التماسيح عليها عفوا على غنائمهم .. واستطيع أن أعود بالذاكرة للوراء لتذكير هؤلاء في مؤتمر أصدقاء اليمن الذي عقد في مطلع يناير 2010 بلندن تدخلت قطر عبر رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الجاسم وبعض دول عربية وجامعة الدول العربية بالضغط على الدول الخمس الكبرى بحجة أن الوضع في اليمن والجنوب شأن عربي سيعالجه العرب فوافقت الدول الدائمة العضوية بمنح فرصة إضافية للحلول العربية وخرج المؤتمر بأربع توصيات الزمت اليمن بتنفيذها هي:
1_ إعلان كميات الإنتاج من النفط والغاز والمعادن بشفافية.
2_ احترام حقوق الإنسان 3_ تعزيز الديموقراطية
4_ مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وتمويله.
هذه النقاط خلاصة ماتم إلزام اليمن في المؤتمر بتنفيذها والزموا بالتوقيع عليها وزير الخارجية الشمالي أبوبكر القربي وليس رئيس الوفد رئيس الوزراء الجنوبي علي محمد مجور كما يفترض فهل نفذت اليمن من تلك النقاط شيئا؟ الجواب لا.. بل تفاقمت أزمات اليمن وعجزت قطر والعرب وجامعتهم عن حل مشاكله وفي فبراير 2011م اندلعت ثورة التغيير ضد الرئيس علي عبدالله صالح الذي التزمت حكومته بتنفيذ تلك النقاط الأربع ويبدو أن ذلك أحد أسباب انقلاب حزب الإصلاح اليمني وقائد الفرقة الأولى الأكثر تضرراً من تلك النقاط لاشك أن إنتاج النفط والغاز والمعادن في الجنوب محاطين بالسرية والكتمان وعدم إيراد عائدات تلك الموارد إلى خزينة الدولة وإنما تذهب لجيوب خاصة بمتنفذي شيوخ قبائل وشيوخ دينيين كغنائم مستحقه لهم جراء مشاركتهم في حرب صيف 1994 على الجنوب الذي بعد احتلاله في7/7/94 تم شطب اتفاقيات إعلان الوحدة ولحس التواقيع على وثيقة العهد والاتفاق وتعديل دستور دولة الوحدة لصالح استعادة نظام الجمهورية العربية اليمنية.. وصمتت الأحزاب اليمنية عن ذلك الخرق لمنظومة إعلان الوحدة ومضامين وثيقة العهد والاتفاق لبناء دولة اتحادية وسكتت عن شطب دستور دولة الوحدة المتفق عليها بين الدولتين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22مايو1990 وهكذا تم الالتفاف على مشروع دولة الوحدة النهضوي والحدائي والذي كان سيجعل الوحدة جذابة وانموذجاً جيداً يمكن الاقتداء به في المنطقة وصمتت القوى الوطنية الأخرى في الشمال عن تراجعه عن اتفاقيات إعلان الوحدة واستعادة نظام الجمهورية العربية اليمنية واليوم يذرف البعض دموع التماسيح على الوحدة المقبورة وفي الحقيقة على ماتغنموه في الجنوب بعد احتلاله وهذا أمر رفضه شعب الجنوب وسيرفضه في كل الأحوال وقد كشفت الهبة الحضرمية الثانية الكثير من حقائق إنتاج النفط والغاز والمعادن الأخرى والمخفي أكبر من المكتشف ولهذا يرفعوا شعار الوحلة أو الموت.