كتب: علي محمد السليماني
مشاورات الرياض لم تتطرق للقضية الجنوبية في كل نقاشاتها، بل والسعوديةنفسها منعت وسائل أعلامها أن تذكر مجرد ذكر الجنوب وهكذا على مدى عشرة أيام لم نسمع بذكر لـ (جنوب اوقضيته)، فكيف تم إخراجها ضمن البيان الختامي للمشاورات؟ الأكيد أن المشاركين الجنوبيين لم يسمح لهم باستعراض قضيتهم من قبل السعودية ومن قبل المشاركين الشماليين وفق ماهو معلن، ومن هنا عقلا ومنطقا أن ماجاء في البيان الختامي حول قضية شعب الجنوب ووضعها في إطار خاص بها في المفاوضات النهائية ويمكن القياس على ذلك المناصفة في المجلس القيادي الرئاسي واستكمال تنفيذ مالم يتم تنفيذه من بنود اتفاق الرياض نوفمبر2019 ويقينا أن كل هذا لم يأتي من السعودية ولامن طرف الشماليين وانما جاء بضغوط دولية على الشماليين وعلى السعودية لذا تجد الطرفين يعملان بهمة للاتفاف على ذلك وافراغه من مضمونه وأهدافه بنفس طريقة احتوأ اتفاق الرياض نوفمبر2019 الذي أدخلت فيه بنود لم تكن محل قبول السعودية والشرعية وتم الالتفاف عليه بأخذ جزء منه وترك الباقي.
والمفروض أن يتمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بالنصوص الحرفية لترتيب التنفيذ لاتفاق الرياض وبيان مشاورات الرياض الذي أعطى روحه الجنوب فيدرالية مؤقتة لحكم إدارة نفسه حتى المفاوضات النهائية، ولم يشر البيان ولم تشر بيانات الدول المرحبة به لأية حرب ضد الحوثيين المسيطرين على الشمال كما يهدد البعض وعلى ذوي النوايا الطيبة أن يعوا جيدا أنني لا اقصد الانتقاص أو التخوين للمشاركين الجنوبيين الذي لديهم الكفاءة والمقدرة على مناقشة مختلف جوانب القضية الجنوبية، لكن المضيف والشماليين رفضوا ذلك جملة وتفصيلا ولربما للمضيف عذرا، ولكن الشرع بالظاهر ومن الحكمة توسيع المجلس الانتقالي الجنوبي اتصالاته بالمجتمع الدولي سيما الدول الكبرى والأمم المتحدة والتمسك بنص وروح اتفاق الرياض وبيان مشاورات الرياض والإدارة الذاتية للجنوب حتى خلال الفترة الانتقالية وحتى الانتهاء من المفاوضات النهائية.
