مقالات

تسطيح الإرهاب!.

كتب: صالح علي الدويل باراس

حين تدخلت دول التحالف في حرب اليمن حددت هدفين :

الاول : محاربة الانقلاب

الثاني :محاربة الارهاب

 

في محاربته للحوثي والمشروع الايراني وصلت استراتيجيته الحربية الى فشل ثم التفاوض الندي مع الحوثي في مكاتب خلفية الان ولن يلبث ان يكون جهارا نهارا ولم نسمع ان كاتبا خليجيا او سعوديا قال لماذا ؟ وكيف تم ذلك ؟ واين الخلل؟ كما يتكالب بعضهم حين حصول تفجير ارهابي في عدن ويلقي بمسؤوليته على القوات الجنوبية

 

إن سبب الاسباب في فشل التحالف في حرب الحوثي ليست في مال ولا عتاد ولا طيران ولا ولا ..الخ ولن يجدوها في الجنوب ومقاومته التي كانت الاصلب والاكثر انتصارا في هذه الحرب ؛ بل ؛ موجودة في عدم وجود الدولة والمؤسسات والانظمة والرقابة في الشمال التي صرف التحالف امكانات الحرب عليها

 

كانت الدولة في صنعاء عبارة عقد متعة بين فساد العسكر وفساد الشيوخ وفساد التجار استغلت الارهاب والتطرف بطرفيه واستغلاها قبل الانقلاب وبعده ، فاعتمد التحالف على شكل دولة لا تحمل قضية ، وصرف على “خردة” مؤسسات سياسية و عسكرية وامنية او مشائخية بواجهات حزبية لا تجيد الا سرقة الاموال وغلولها وحربها ليس حربا مع المشروع العربي ضد المشروع الايراني ؛ بل ؛ الحرب عندهم “رزقه ساقها الله” ليغتنموها فوصلت لما وصلت له وبالتاكيد لن ينجح هذا الفساد اليمني الا بوجود بيئة فساد في مؤسسات التحالف متخادمة مع هذا الفساد اليمني او ان استراتيجية الحرب لها “ظاهر وباطن”!!!

 

لكن ماذا عمل التحالف في الهدف الثاني للحرب ، ملف محاربة الارهاب ، وهذا تساؤل ما ساله احد من اعلاميي التحالف عشية التفجير في خور مكسر!! او التفجيرات قبله او التفحيرات القادمة ؛ بل ؛ تساءلوا ماذا يجري في عدن وكأن عدن حالة منفصلة عن فشل حربهم!!

 

ملف عدن استلمته السعودية عام 2019م بعد فشل غزوة “خيبر” ، وبعد ان قامت القوات الجنوبية التي دعمتها الامارات بهزيمة الارهاب واخراج اماراته من عدن ولحج وهذه حقيقة لايمكن القفز عليها لكن ماذا عملت استشعارات المملكة وبقية التحالف بعد عام 2019 في هذا الملف حين استلمته!!؟

اجابة هذا السؤال لدى مسؤوليها الذين تولوا الملف مع انهم يعرفون حقيقة الارهاب في الجنوب اكثر من اي ارهاب آخر !!!

ان مسؤولية مكافحة الارهاب ليست مسؤولية “عيدروس الزبيدي” و”صالح السيد” وغيرهم ولا الحزام الامني ولا النخب ولا قوات دفاع شبوة فقط -هذا اذا كان مايدور في الجنوب ارهاب – ؛ بل ؛ مسؤولية عالمية واقليمية وهو الهدف الثاني للتحالف عشية الحرب على الانقلاب وياتيك موتور يلوي الحقائق ويربط حرب الارهاب بمشروع الاستقلال هذا المشروع موجود قبل الحرب وله رجاله وخطابه !!، وقام بدوره وسيقوم لكن ماهي مسؤولييتهم!!؟

 

لن يدّعى اي نصير للقوات الجنوبية انها النموذجية ، لكنها النموذجية في ظل حرب ضد الحوثي وارهاب وداعش ومليشيات اخوانية واجهزتها التحريضية وحرب خدمات…الخ قوات تفتقد لمعظم نجاح العملية الامنية لمواجهة الارهاب الا عزم وقوة رجالها ؛ بل لا تمتلكها ؛ قوات خرجت من انصهار المعاناة والمقاومة ، وهي قوات لا تريد عداء مع السعودية ولا التحالف لكنها لن تتنازل عن قضيتها مهما كانت الحسابات

 

ماذا قدّم التحالف للقوات الجنوبية بعدما اخرجت الارهاب من عدن !!؟ لن يثبتوا ان الشرعية التي انفقوا ومازالوا ينفقون عليها -وان غيروا عنوانها- اعطت ريالا واحدا للقوات الجنوبية !! وما استلمت دولارا واحدا من ال 18 مليار التي صرفتها المملكة وحدد السفير السعودي اماكن صرفها والجهات التي استلمتها ولم يذكر القوات الجنوبية التي تتصدى للارهاب ويفخخها الارهاب ثم يتساءل اعلاميوهم ماذا يدور في عدن!!!؟

 

مع ان اغلب ولاء مؤسستي الامن القومي والسياسي للحوثي الا انه اقام مع الايرانيون “جهاز الامن الوقائي ” وعلى سبيل المثال عيّن “عاقل حارة” ومن خلال “دبة الغاز” كوّن قاعدة بيانات بكل الساكنين بالاسم والعمل والاولاد والهواتف والاقرباء ويتم تجديده كل شهر ولو دخل زائر او مستاجر او غريب يتم اشعار “شيخ الحارة” هذا الاجراء والالية في كل المناطق ولا يتم صرف “اسطوانة الغاز ” الا بهذه البيانات!!!! ..التي يحللها “الامن الوقائي” ويعرف ماذا يريد منها لكن التحالف لم يستفيد من النظام الاستخباري المتاح لدى الجنوبيين والذي عمل “عفاش” ونظامه على اجتثاثه واحالة رجالها الى التقاعد او تغييبه تحت مسمى “خليك بالبيت” وعمل التحالف بجمع المعلومة من مصادر بعضها للاستفادة من الوضع ، وجزء من النظام القبلي العسكري البائد ؛ بل ؛ انها لم تعمل على تاهيل واعادة تلك الاجهزة الاستخبارية المشهود لها بالفعالية واعتمدت على جمع المعلومة عبر المصادر المباشرة دون تحليل او فرز عبر جهات مؤهله مما جعل تلك المعلومة عديمة الفائدة والمصداقية وهكذا الحال في الجانب السياسي والعسكري والوجستي اعتمدت على خطط ” الجنة الخاصة ” التي في الغالب تم تاسيسها لحقبة زمنية انتهت مع قضاياها واجندتها وادواتها واهدافها وظلت تعالج الوضع في اليمن بنفس عقلية فترة السبيعينات . وفي جانب الاعلام استطاع اعلام النظام السابق واحزاب المنظومة الحاكمة ان يوجه جهات نافذة في التحالف والشرعية ضد الحليف الجنوبي الذي ظل هو صاحب اغلب الانجازات التي يحاول التحالف ان يجعلها اهداف تحققت بفضله ، ولا احد ينكر دوره … لكن هل الاخفاقات في تحقيق اهداف التحالف في الشمال بفضله ايضا !!!؟

 

اليوم الحال في عدن والجنوب ان التحالف جعل الجنوب يعاني حرب خدمات منذ تحرر ومفتوحا للنزوح فضغط عدن خاصة بنزوح اكبر مما تستطيع خدماتها ونقاطها العسكرية واذا طولب بتنظيمه صرخت اليمننة اليست الحرب ضد عدو مشترك!! اليس هذا حق انساني يجب القبول به في عدن خاصة مع ان في الشمال مساحات واسعة وامنة لاستيعاب نزوحهم!!

وضع التحالف “فيتو” على تاسيس مؤسسة كمؤسسة الامن الوقائي تكون موازية في الجنوب تكون ظهير معلوماتي للقوات الجنوبية ، واوكل المهمة للامن القومي والسياسي وسارت المؤسستان في افضل التفسيرات على طريق بقية مؤسسات الشرعية الفارغة التي ماحققت نصرا على الحوثي ولن تحقق نصرا على الارهاب هذا اذا لم تكونا جزء من الارهاب في الجنوب

 

4يوليو2022م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى