مقالات

المال السياسي أفسد الشعب قبل السلطة

كتب:
هزاع بن عامر السليمي

عند المواقف الحاسمة ستقف النفس هُنيهة ويصبح أمامها خياران، فإما اتباع المبدأ (المهره أولا) وإما اتباع الهوى ( المصالح الشخصية) ، ولن تستطيع النفس اتباع المبدأ من غير ترويض.
وما نستنتجه من الحملة الإعلامية التي نفذها بعض الإعلاميين والنشطاء بالمحافظة ، المطالبين من خلالها السلطة المحلية بمحافظة المهرة بتحسين الخدمات العامة لا سيما منها الكهرباء والمياة، و دعوتهم لتنفيذ وقفة إحتجاجية في سبيل ذلك.
وعلى مايبدو أن بعض الأخوة والزملاء، للأسف انتهجوا سياق وأسلوب أخر غير راقي وبنأً، في المطالبة بالحقوق وهو ( التجريح، و التشخيص، والتشهير)عبر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لإهداف وأسباب عدة من خلال تلك المنشورات التي انقسم أقسام أصحابها إلى الآتي :-

1- البعض تحركهم مصلحاهم الشخصية فقط، يلهثون راكضاً خلف أي فرصة ترضيه، مستغلين هذة الفرصة لإرضاء أحزابهم وقياداتهم.
2-و البعض الآخر ما يكتبونه هي عبارة عن ردود أفعال على أفعال غيرهم ، نتيجة تراكمات لكره وحقد سابق على أشخاص في السلطة.
3- والبعض وكأنه من تصرفاته يتخذ من الوسط ملْجأً له، لا يريد أن ينحاز لأي طرفٍ من الأطراف فترقبه دوما ما يقف في المنتصف.
4- والبعض يكتبون أفكار نابعه متجدرة من ضمائرهم ومبادئهم، وتجدهم لا يسلكون طريق التشخيص والتجرحيح، وهم قليلاً جداً .

فلا بقاء ولا سمو إلا لأصحاب المبادئ، وما أكثر الذين يوهمون أنفسهم والعامة، بأقوالهم وهم لا يمثلّون إلا السراب!.فالسراب لا يمثل إلا من يتبنى الأقوال الرنانة دون تطبيقها عملياً.

وأخيرًا، الصورة المرفقة التي وثقها الزميل عزان القميري أثناء حضوره صباح هذا اليوم إلى المكان المعلن والمحدد فيه الوقفة وهو خالي تماماً من المحتجين، التي تعكس بدورها واقعًا مؤلماً: أن الشعب يميل لمصالحه الشخصية عندما تتصادم مع المبادئ، ولن تحركه سوا المصالح الشخصية والمال السياسي، لنتذكر دائمًا أن البقاء والسمو يكونان فقط لأصحاب (المبادئ) وهي التي يميّز من خلالها شخصاً عن آخر، أو يرسم له كاريزما خاصة به، فبمبادئه يُعرف، وبها تتكون هويته، ومن خلالها يرسم صورته في عقول الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى