مقالات

بوتين روسيا يصفع بايدن أمريكا والغرب

كتب:
ابو العنود الكازمي

هناك تسارع في الاحداث العالمية للقوى العظمى بشتى وسائلها السياسية والاقتصادية والعسكرية ومن متابعتنا المتواضعة لتلك الاحداث استنبط مقالي هذا لما آلت إليه مجريات الاحداث بين روسيا وامريكا وحلفائها بشرح بعض مستجدات الاوضاع بعد احراز هدفين للرئيس الروسي بوتين في مرمى الرئيس الامريكي بايدن بعد تقدم بايدن باحراز هدفه الوحيد باستقطابه دول الاتحاد الاوروبي الغربي نحو امريكا بعيدا عن تمدد روسيا بعد أن كانت روسيا على وشك اقناع دول اوروبا عبر مشروع انابيب الغاز الروسي المقرر ايصاله عبر المانيا وباقي دول غرب اوروبا في عهد ميركل مما يجعل من ذلك المشروع ارتماء دول اوروبا في احضان روسيا بعيدا عن التأثير الامريكي، ولكن سرعان مادرك الرئيس بايدن خطورة الهدف الروسي ونجح في تعطيل وافشال هذا الزواج مابين اوروبا الغربية وروسيا الاتحادية عبر الزج الامريكي بورقة أوكرانيا والذي افشل مشروع الطاقة بين أوروبّا وروسيا الامر الذي اسفرت خطة بايدن بانجاح عودة التحالف الاوروبي مع امريكا ضد روسيا على خلفية الحرب الاوكرانية الملعوبة من الرئيس الامريكي بايدن وهذا اول هدف لبايدن ضد بوتين روسيا. ولكن سرعان ما ادرك الاخير النتيجة وكشر انيابه واحرز هدفين متتاليين مقابل هدف لبايدن، حيث احرز بوتين هدفه الاول في حربه على اوكرانيا نفسها والذي بدلا من أن تتحول الى افغانستان التي استنزفت الاتحاد السوفيتي بالقرن الماضي اصبحت هذه الحرب شوكة سامة في خاصرة دول الغرب الذين كان هدفهم تراجعاً عسكرياً روسياً أمام الجيش الاوكراني ذو التسليح الامريكي والغربي فرغم العقوبات على روسيا والمساعدات الامريكية الغربية لاوكرانيا تمكنت روسيا من احتلال اكثر من 20% من الاراضي الاوكرانية وهذا مايستحيل ويمنع اوكرانيا من أي احلام للاندماج في الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو وهذا الهدف الاول والتعادل للرئيس بوتين.

اما الهدف الثاني لقيصر روسيا بوتين هو تطمين روسيا نفسها كقوة عالمية منافسة لامريكا من خلال توسع روسيا للنفوذ على اربعة محاور كونية على الخريطة العالمية وهي المحور الاول الالتفاف على امريكا عبر تعاون روسيا مع كوبا وفنزولا ونيكارجوا والبرازيل بما يوسع من قوة ونفوذ روسيا في الحدود الجنوبية لامريكا.

المحور الثاني المحور الآسوي من خلال تنامي زيادة التعاون الروسي مع الصين وكوريا الشمالية والهند وباكستان اما المحور الثالث محور الشرق الاوسط حيث تزايد التعاون الدبلوماسي والعسكري والسياسي الروسي مع ايران وسوريا وليبيا والجزائر والسودان بشكل ملحوظ.

وياتي المحور الرابع المحور الافريقي حيث تزايد نفوذ الروس في السنغال ومالي وساحل العاج على حساب التواجد الغربي خصوصا الامريكي والفرنسي وبالتحرك على المحاور الاربعة احرز بوتين هدفه الثاني علي حساب بايدن والغرب بالاضافة لتصدي بوتين ضربتين جزاء كاد ان يحرزهما الرئيس الامريكي بايدن وحلفائه الغرب في مرمى الدب الروسي وهما الضربة الاولى تغويض نظام حكم بوتين من الداخل عبر تمرد شعبي أو انقلاب لفشله العسكري والعقوبات الاقتصادية عليه لكن بوتين نجح في صدها عبر التكييف مع العقوبات الغربية عبر التهريب والتهرب اما ضربة الجزاء الثانية التي صدها بوتين مضاعفة التدقق الاول والمساعدات العسكرية لاوكرانيا عبر تعهد امريكا وحلفائها الغرب بمبلغ 120 ملياردولار لثلاث سنوات قادمة كدعم لاوكرانيا، واستنزاف روسيا مما اقدم الرئيس الروسي بوتين عن التلويح بورقة الردع النووي الرادعه للغرب من خلال تصريحه الاخير الذي قال:
الغرب لاينبغي أن يراهن على روسيا إن لم نستخدم النووي مما اجعل الغرب صحرى خاوية اذا ماتعرض امن روسيا القومي لأي تهديد !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى