مقالات

طبيعة وجمال تاريخ حوف المهرة

كتب:
هزاع السليمي

في حوف المهرة، حيث تتراقص الأشجار على أنغام الرياح وتتلألأ الزهور بألوان متعددة ورداد الخريف الهادئ يعكس جمال أرواح السكان، هذه هي جمالية الطبيعة التي تأسر القلب وتلهم الروح، ولكن وجدت هناك شيء يكمن أكثر من جمال الطبيعة.
هنا ترتفع قلاع التاريخ بفخر تحمل أسراراً قديمة، لهذا الرمز التاريخي،الذي يقف كشاهد على الزمن يحمل في جدرانه قصصاً عن الكرم والترابط الاجتماعي والحكمة ، عن الحب للوطن والتمسك بالهوية.
وقفت متأمل في عظمة وتصميم هذا الرمز التاريخي ، فشعرت بأنني أعيش في ماض مليء بالأبطال والأساطير، الحجر يحكي لي عن الأجيال التي مرت من هنا، عن الأيام الهادئة والليالي المضيئة. أرى آثار الحكمة والكرم والجود وملاذ ومأوى عابري السبيل، ولكن أرى أيضاً حكاية الإرث والانتماء.

وهكذا يتداخل جمال الطبيعة مع جمال التاريخ الجبال الخضراء تحتضن الحصن القديم، والأشجار تلوح بأغصانها فوق الأسوار.
في حوف، يمكنك أن تشعر بالروح العريقة للمكان، وترتشف من نبع التاريخ هنا يتلاقى الجمال الطبيعي مع الجمال الثقافي، ويتشكل مشهدٌ يبهر العقل ويشد القلب.

أتحدث هُنا عن #حصن_بن_ياسر الذي يحمل تاريخاً عريقاً ويعكس أصالة وكرم أهله، ويُعتبر أحد أهم المعالم التاريخية في مدينة حوف والمهرة، تم بناؤه في القرن الثامن عشر على يد الشيخ غالب بن ياسر، ويتكون من أربعة أدوار.
– الدور الأول يحتوي على المخازن التي استُخدمت لتخزين التمور والحبوب واللبان تُسمى هذه المخازن باللغة المهرية “مودي”.
– الدور الثاني يحتوي على غرف ومجالس، وبجوارها مخازن السلاح.
– الدور الثالث والرابع كان مخصصاًلاستقبال الضيوف.
– الترميم الحديث تم ترميم حصن بن ياسر مؤخرًا على نفقة الشيخ المرحوم عوض علي بن ياسر، واستكمل نجله الدكتور غالب بن ياسر هذا العمل في العام الحالي.
إرث ثقافي يجب الحفاظ عليه، ويعكس تاريخ المنطقة وتفاني أهلها في الحفاظ على تراثهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى