مقالات

الانتقالي حالف بصدق وقاتل بصدق وسينتصر لصدقه

كتب:
عادل العبيدي

مهما كثرت وتعاظمت وتنوعت الاتفاقيات السياسية الكيدية التي بها يريدون التوصل إلى سلام شامل في اليمن ، ويكون ذلك بعيدا عن مشاركة الانتقالي الجنوبي في تلك الاتفاقيات ، وعلى حساب قضية الجنوب التحررية وطمعا في جغرافية وثروات وموقع الجنوب الاستراتيجي ، فأن تلك الاتفاقيات سيكون مصيرها الفشل ، مهما كان دعم الدول الراعية لتلك الاتفاقيات ومهما كانت ضغوطاتها ضد الانتقالي الجنوبي .

ولنا من الاتفاقيات السابقة عبرة التي فيها أرادوا الوصول إلى تسويات سياسية بين الحوثيين وماتسمى الشرعية اليمنية التي فيها جعلوا الجنوب وقضيته وشعبه وأرضه هي القربان ، بها يسترضون القوى اليمنية من أجل موافقتهم التوقيع على إنهاء الحرب وإحلال السلام ، لكن جميعها فشلت أمام الشرعية الجنوبية الحقيقية ، شرعية السيطرة العسكرية والأمنية والشعبية والسياسية على أرض الجنوب (شرعية سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي ) .

كذلك سيكون مصير الاتفاقية المزمع التوقيع عليها بين الحوثيين وماتسمى الشرعية اليمنية في مسقط عاصمة دولة عمان ، لإن للجنوبيين بشكل عام وللانتقالي بشكل خاص صفتهم التي بها سينصرهم الله بإذنه سبحانه وتعالى ويفضح كيد الأعداء والخائنين والمتربصين ، وهي صفة الصدق التي بها كان للجنوب وقضيته المصلحة الكبرى ثم مصالح الحلفاء والشركاء ومصلحة العالم ككل ، رغم مرارة بعض المصطلحات والعبارات والجمل التي بها أراد قادة الانتقالي التعبير عن صدقهم في مواقف ومراحل سياسية مختلفة ، ووضع الكل أمام الأمر الواقع .

فإلى جانب صدق الجنوب والانتقالي في تحالفه مع دول التحالف العربي و في قتال الأعداء الحوثيين حتى تحقيق النصر وهزيمة الميليشيات الحوثية في الجنوب وطردهم منه ، فقد كانوا أيضا صادقيين في مواقف آخرى كثيرة تعبيرا عن إعلاء مصلحة الجنوب أولا ومصلحة الحلفاء والشركاء والأمن الدولي والإقليمي ثانية ، ومنها صدق مواقف الانتقالي في الحرب مع التحالف الدولي ضد القرصنة والهجمات الإرهابية الحوثية في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر ، وفي الحرب ضد التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش وجماعة الإخوان ، وكذلك في صدق شراكة الانتقالي الضرورية في مجلس القيادة الرئاسي في تكاتف الحرب ضد الحوثيين وتطهير اليمن منهم ومن شر عقائدهم الدينية ، التي عبر عنها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي أثناء مقابلته لوفد مشائخ محافظة صعدة ، بأنه سيكون إلى جانبهم حتى ردهم إلى ديارهم ، وكذلك فيما جاء على لسان الاستاذ محمد الغيثي من أن مهمة هيئة المصالحة والتشاور هي تهيئة الأرضية لعودة الشرعية إلى عدن وتحرير صنعاء سلما أو حربا ، على أن تكون جميع تلك التهيئات غير ضارة بهدف الجنوبيين الثابت في استعادة دولتهم المستقلة ، وغير مانعة من مشاركة وفد الانتقالي في أي اتفاقيات أو مفاوضات قادمة متى أراد الحلفاء والشركاء أنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن .

بمعنى أدق أن الانتقالي قد وضع الجميع أمام الأمر الواقع ، سواء في نية مواصلة الحرب ضد الحوثيين ، أو في نية إنهاء الحرب وإحلال السلام ، بأنه سيكون مستعدا المشاركة في كلتا الحالتين , وفي نفس الوقت غير راضيا عن نفسه الأقصاء أوالتهميش كما هو الحال في اتفاق مسقط بعمان ، وأنه لن يعترف بماتسمى خارطة الطريق وبمخرجاتها مادام أنه غير مشاركا فيها ، كما جاء ذلك على لسان رئيس الهيئة السياسية المساعدة لرئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي أثناء لقاءه بعدد من كوادر الجنوب الإعلاميين .

ولإن ماتسمى الشرعية اليمنية لم تكن لتكون شرعية إلا بتحرير الجنوبيين لأرضهم وسيطرتهم عليها ، وكذلك بمشاركتها المجلس الانتقالي في اتفاق الرياض ومشاورات الرياض وما تمخض عنهم ، فأنه وفي حالة توقيعهم على أي اتفاق مع جماعة الحوثيين لإنهاء الحرب وإحلال السلام سواء في مسقط أو في غير مسقط دون مشاركة وفد الانتقالي فيه ، فأن هذا يعني أنهاء مناصفة شرعيتهم بأنفسهم التي كانت مع الانتقالي ، التي تعد مناصفة مؤقتة ، وفي هذه الحالة وبالسيطرة العسكرية والأمنية والسياسية والشعبية للانتقالي على جميع محافظات الجنوب ستؤول الشرعية لتكون شرعية جنوبية خالصة ، وحيالها يكون الجنوبيين بشكل عام والانتقالي بشكل خاص على أتم الاستعداد في الدفاع عن شرعيتهم وعن أرضهم وعن وطنهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى