في ذكرى 7 يوليو .. عن خطيئة استعارة هوية الجيران السياسية!

كتب:
سعيد الجريري

سوف يشغلوننا بجزئيات وتفاصيل لهم فيها مآرب نعرفها، وسيخرجون من بيننا بين حين وآخر أفراداً أو جماعات تستجيب لتكتيكات الإيديولوجيا السياسية المناسبة لكل مرحلة، فبالقومية حيناً، فالدينية حيناً آخر ، ثم بالتاريخية بين حين وحين، كأن لنا ذاكرة ذبابة!

من يقرأ التاريخ واعياً متجرداً من خرافاته، متخففاً من ضغط الوصول إلى السلطة والنفوذ عبر الإيديولوجيا السياسية، لا تنطلي عليه قوانين اللعبة السياسية اليمنية.

لم يوصلنا إلى إعلان وحدة 1990 ثم حرب 1994 سوى استعارة هوية الجيران السياسية – في سياق نتفهمه الآن – على أننا جزء منها، وما دام بيننا من يظن أنه جزء من تلك الهوية السياسية، فهو يعيق ذاته قبل غيره عن إنجاز هدف الخروج من هوية الجيران السياسية، لأنهم سوف يشغلونه الآن بيومياته حتى تحين لحظة 7 يوليو جديد، وهم في كل الأحوال لن يخسروا شيئاً، وقد يكسبون كما يؤملون.
يمننة دولة الجنوب المستقلة عن بريطانيا خطيئة قاتلة ينبغي لمن تبقى من ممثليها أن يعتذروا عنها، لا أن تظل جزءاً من ماض يفخرون به، كما يفعل بعضهم. أما سوى ذلك فلن يراك العالم يامن كنت جزءاً من دولة الجنوب الميمننة سياسياً سوى ذي نزعة جهوية، يكون الاختلاف والاتفاق معها بحسب المصالح والمتغيرات.

لسنا – ولم نكن – جنوباً يمنياً.
أما من يرى أننا كذلك فلا معنى لاعتراضه على مقولة “عودة الفرع إلى الأصل” القميئة، ولا شعار “الوحدة أو الموت”، إذ لا قضية له سوى أن يكون جزءاً من تقاسم السلطة والثروة. وما أبعد هذا عن الدولة المستقلة عن هوية الجيران السياسية!


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *