لنا الموت .. وللحوثي الحياة .. !

كتب:
ناصر التميمي
قد قلنا لكم من قبل، لا خير في الأمم المتحدة ولا في مبعوثها الذي يعمل لصالح المليشيات علنا. مثل ما فعل أسلافه جريفيث جاب لنا اتفاق استكهولم بعد انبطاح شريعة الرئيس هادي حينها وسلموا الحوثي الجمل بما حمل ، بعد أن كادت الحديدة تسقط في قبضة القوات الجنوبية ،قامت ماتسمي نفسها الأمم المتحدة زورا وبهتانا بإنقاذ الحوثي وأعادوا له الحياة والشرعية مزعبقة ومبعثرة وكل يغني على ليلاه .
فما يقوم به غروندبيرغ من مسرحيات للسلام الذي يتحدث عنه كلها عبث في عبث المراد منها كيفية الغدر بالجنوب ، وتسليمه على طبق من ذهب للمليشيات وهو الذي تعمل عليه الأمم المتحدة منذُ أن أرسلت مبعوثها جمال بن عمر الذي أدار حوار الطرشان في فندق موفنبيك في صنعاء اليمنية في محاولة منه للالتفاف على قضية شعب الجنوب بدعم من أسياده ، لكنه فشل في تنفيذ مسرحياته العقيمة وأدخل البلاد والعباد في دوامة الصراع وغادر بخفي حنين ،اليوم نفس المسرحية يقف خلفها هانس الذي يحاول بشتى الطرق لتمكين الحوثي ، وفرضه
كأمر واقع ، ومايحدث من حرب اقتصادية رعناء في جنوبنا الحبيب تقف خلفها الأمم المتحدة ومبعوثها بمباركة من القوى اليمنية التي تريد الاستحواذ على الجنوب مرة أخرى .
كلما تم خنق الحوثي فعلوا لنا مسرحية هزيلة ومفضوحة وأعادوا إليه الحياة ، وبعد القرارات الأخيرة التي أصدرها البنك المركزي في عدن والتي كانت ستكون الضربة الموجعة التي ستقصم ظهر البعير ، والتي ستؤدي إلى هزيمة المشروع الفارسي ، وستعالج المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها شعب الجنوب منذُ سنوات طويلة ، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن من خلال ممارسة الأمم المتحدة ضغوطات قوية على ما يسمى الشرعية التي انبطحت وانصاعت لهذه الضغوطات ورمت بالشعب يكابد مصيره ، ووافقت على التراجع عن هذه القرارات بكل سهولة ، وكأن الأمر لا يعنيها بشيء بحجة رفع المعاناة عن الشعب في مناطق سيطرة الحوثي ، شوف للمهزلة التي لا يصدقها أي عاقل طيب ، وشعب الجنوب يعني يروح في ستين داهية أهم شيء يبقى الشمال الخاضع للمليشيات مستقرا والجنوب له الجوع والموت عادي لا توجد أي مشكلة عندهم .
المبعوث الأممي مالم يتم إيقافه عند حده والضغط عليه أما أن يمشي صح وإلا يرفعوا مذكرة لتغييره بآخر مثل ما فعل رئيس مجلس الرئاسة في السودان الشقيقة الذي أعطى المبعوث الأممي العين الحمراء وهدده بالتغيير مالم يسير في الاتجاه الصحيح الذي جاء من أحبه وفقا لقرارات الأمم المتحدة وكانت رسالة قوية أعادت المياه إلى مجاريها ،لكن الذي حاصل عندنا أن المبعوث الأممي غريندر برغ يدير الملف اليمني وفق هواه ومزاجه وما يملأ عليه من الحوثيين الذي تحول إلى عبد لهم مطاع لا يرد لهم أي طلب، بينما شرعية الغاب لا ندري أين هي ؟ ولماذا وصلت بهم الأمور إلى الخنوع والاستسلام للمبعوث بهذه الدرجة المذلة ؟ والتي سهلت للحوثي كل شيء ، وأعطته ما لم يستطع تحقيقه بقوة السلاح سلموه إياه بزرة قلم وباتصال هاتفي من هنا أو هناك والذي أصاب الشعب بالصدمة والذهول من هذه الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة التي عجزت عن إصلاح الواقع وعادها زادت الطين بلة بإلغاء قرارات البنك دون أي مقابل .
هناك من يحاول اليوم جر الجنوب إلى مربع ضيق من خلال الرضوخ الذي أبداه الطرف الآخر في الحكومة مجلس القيادة الرئاسي في محاولة منهم بأن المجلس الانتقالي سيعارض ذلك وهذا ما تريده القوى اليمنية التي هي على وئام مع المليشيات الحوثية من أن يغضب عليه الإقليم والعالم ، ومن ثم سيتم محاربته تحت البند السابع بحجة أنهم متمردين وهذه الخطوة قد رسمت مسبقا ،الهدف منها تفتيت المجلس الانتقالي بمؤامرة دنيئة تفوح رائحتها في كل مكان ،إلا أن قيادتنا السياسية أدركت ذلك وما يدور في الكواليس في بعض الدول الإقليمية والعظمى التي تريد الحفاظ على مصالحها أفشلت المؤامرة التي طبخت بعناية فائقة، ناهيك عن الصراع الخفي الذي يدور في البحر الأحمر وباب المندب الذي تديره إيران ومن خلفها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل للتغطية على ما يجري في غزة من جرائم بشعة بحق الشعب من قبل العدوان الصهيوني .
الطرف الآخر في حكومة المناصفة من الشماليين ما عنده أي مشكلة مع الحوثيين ممكن في لحظة يسلم لهم كل شيء ، همهم الوحيد أن يبقوا في المناصب والدليل إلغاء قرارات البنك حتى يفشلوا المشروع الانفصالي كما يتحدثون طبعاً بالتنسيق مع الأمم المتحدة ، وبعض الدول الإقليمية المعادية لشعب الجنوب والعملاء من بني جلدتنا وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد ، لكنهم سيفشلون أمام صمود قيادتنا السياسية وشعب الجنوب وقواته المسلحة ،فالمؤامرة كبيرة علينا تديرها دول عظمى لكن نهايتها الفشل ما يضيع حق وراءه مطالب، فالجميع يريد لشعب الجنوب الموت ، ويريدوا للحوثي الحياة لقد انكشفت اللعبة ياغريند برغ وهيئة الأمم الفاشلة التي تبحث عن مصالحها حتى وإن كان على حساب الشعوب المضطهدة مايجري في غزة خير دليل فليعلم غريندر برغ وأسياده أن الجنوب سينهض من بين الركام ، وسيخرج من بين الحفر العميقة التي حفرتوها أمامه عاجلا أم آجلا حتى وأن سلمتم الحوثي سلاح العالم كله ، سنجعلكم تتفرجوا عليهم مثل ما يفعله مجاهدوا غزة في العدو الصهيوني. !
