مقالات

الواسطة سبب في فساد المجتمعات

كتب :
ريم محمد درويش

في رحلة الإنسان عبر مسار الحضارة، برزت الوساطة كأداة للتواصل وحل النزاعات، ساعية لخلق جسور من التفاهم بين الأفراد إلا أن هذه الأداة ، كأي سكين ذو حدين ، قد تنحرف عن مسارها الصحيح لتتحول إلى آفة تقض مضاجع المجتمعات، وتهدد أسس العدالة والمساواة.

تأثير الوساطة على سوق العمل :

يعد سوق العمل أحد أهم ميادين الصراع بين مبدأ الكفاءة والمحسوبية. ففي ظل انتشار ظاهرة الوساطة، تصبح فرص العمل مقيدة بمعارف وعلاقات شخصية، بديلاً عن الخبرات والمهارات التي تعد أساس النجاح الحقيقي.

يقحم هذا النهج الفاسد أشخاصا في مناصب لا يستحقونها، بينما يهدر طاقات ذوي الكفاءات الحقيقية، ويحبط عزائمهم، ويغلق أمامهم أبواب التقدم.

الفساد في التعليم :

لا يقتصر تأثير الوساطة على سوق العمل فحسب، بل يتعداه ليشمل المجال التعليمي، خاصة في التخصصات الطبية ففي بعض المجتمعات، تصبح مقاعد الدراسة رهن علاقات شخصية ومحسوبيات، بديلاً عن التفوق الأكاديمي والجدارة.

يؤدي هذا الوضع إلى تفريغ المؤسسات التعليمية من كفاءاتها، ويخرج أطباء يفتقرون إلى المهارات اللازمة، مما يهدد حياة المرضى ويعرض سلامتهم للخطر.

إن الوساطة، في حال استخدامها بشكل سليم، تعد أداة إيجابية لتعزيز الترابط الاجتماعي وحل النزاعات.

ولكن، عندما تصبح الوسيلة غاية، وتحل المحسوبية محل الكفاءة، وتغلق أبواب الفرص أمام المستحقين، فإنها تتحول إلى آفة تهدد عدالة المجتمع وتعيق تقدمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى