مقالات

القيمة الحقيقية ليست في ما نملك، بل في ما نكون

كتب:
ريم محمد درويش

هل سبق لك أن نظرت إلى هاتفك الجديد وأحسست فجأة بالضيق عندما رأيت هاتف صديقك الأحدث والأكثر تطوراً؟ أو ربما شعرت بالغيرة من نجاح زميل لك في العمل؟ هذه المشاعر السلبية التي تنتابنا نتيجة للمقارنة هي أمر شائع في عصرنا الحالي، ولكنها تؤثر سلباً على صحتنا النفسية وسعادتنا.

إن الإنسان بطبيعته يميل إلى المقارنة، فينظر إلى ما يملك غيره من نعم ومال وجمال، ويتناسى النعم التي حباه الله بها. وهذا التوجه يولد في النفس حسرة وألمًا، ويحرمها من لذة القناعة والرضا. وقد حذرنا الإسلام من هذا الخطر، وشدد على أهمية الشكر لله على ما أعطى، والرضا بما قسم.

وهناك أسباب تجعل الشخص يميل إلى المقارنة وبما يملك الآخرون مثل :
• النقص الشعوري، غالبًا ما ينبع هذا التعلق من شعور الإنسان بنقص ما في نفسه، فيحاول تعويضه بالنظر إلى ما يملك الآخرون.
• الإعلانات والتسويق التي تساهم وسائل الإعلام والإعلانات في تعزيز هذه الرغبة في امتلاك كل ما هو جديد وعصري، مما يزيد من الشعور بالنقص.
• المجتمع المحيط الذي يؤثر المجتمع المحيط بشكل كبير على سلوك الأفراد، فإذا كان المجتمع يركز على المظاهر المادية، فإن الأفراد يميلون إلى تقليد هذا السلوك.

ولكن كيف نطرد هذا النقص والتفكير بأن الله لم ينعم علينا بنعمه؟!

• بالقناعة والرضا، فالإنسان القنوع لا يشغل نفسه بالتفكير فيما يفتقده، بل يتمتع بما لديه.

وتقوية الإيمان والشكر لله على نعمه والرضا بما قسم هو دليل على قوة الإيمان بالله وقضائه وقدره.

في النهاية، القناعة والرضا هما مفتاح السعادة الحقيقية. عندما نتقبل نعم الله ونشكرها، ونوجه طاقتنا نحو تطوير أنفسنا وخدمة مجتمعنا، سنشعر بالسلام الداخلي والرضا التام. فدعونا نسعى جاهدين لتغيير نظرتنا للحياة، ونتعلم أن القيمة الحقيقية ليست في ما نملك، بل في ما نكون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى