الإرهاب .. المنطقة العسكرية الأولى أنموذجًا !!
كتب: أحمد مطرف
يتكرر مشهد الإرهاب بأبشع صورة يومًا بعد يوم في مدن الجنوب وتحديدًا في المناطق الشرقية ومنها مدينة العلم والنور حضرموت. أحداث الأمس التي شهدتها حضرموت في مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى من عملية إرهابية تعرض لها الضباط والجنود السعوديون، هذا العمل الإجرامي الذي أقدم عليه الإرهابي محمد صالح المروسي ذو الأصول الشمالية، أحد أفراد المنطقة العسكرية الأولى والشخص المقرب لقائد المنطقة الأولى أبو عوجا، بحسب مصادر إعلامية، لاقى استنكارًا ورفضًا شعبيًا لتواجد المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت.
ومن هذا المنطلق نجد أنفسنا أمام مشهد إرهابي وإجرامي يحدث باستمرار في محافظة حضرموت ويصدر عن المنطقة العسكرية الأولى رعاية وتمويلًا، وجميع هذه الأعمال والأفعال المشينة، تضع الجارة والشقيقة المملكة العربية السعودية أمام حقيقة واضحة للعيان، لا يقبل أمامها المهادنة أو الاكتفاء بالإدانة والتنديد نظرًا لخطورة الموقف وتداعياته. إن بقاء المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت يخدم الحوثيين أولاً ويشكل تهديدًا لأبناء حضرموت والتحالف والقوات المسلحة الجنوبية.
بعيدًا عن حسابات المصالح الآنية، يبرز الحدث الإجرامي المنفذ يوم أمس كحدث بالغ الأهمية يضاف إلى سجل الأحداث التي زعزعت أمن واستقرار حضرموت، وما سبقه من عمليات إرهابية ممولة وأعمال خارجة عن القانون، حيث تم ضبط خلايا مخابراتية حوثية وحوادث تقطعات واغتيالات وتهريب للسلاح لدى الحوثيين كان سببها الوحيد تواجد المنطقة العسكرية الأولى.
تستمر السيناريوهات العدائية والأعمال الإجرامية على الرقعة الجنوبية، في ظل غض الطرف من الأشقاء في التحالف العربي. لماذا لا يمتلك التحالف الجدية في إنهاء مخاطر الحوثي في المنطقة؟ وما هي الأسباب والعوامل التي أدخلت المنطقة بأسرها في تحديات وتهديدات ومخاطر عظيمة؟
ما يحدث في حضرموت اليوم يعكس مدى الخطر الذي يشكله بقاء المنطقة العسكرية الأولى الشمالية في حضرموت! في ظل تخادم المليشيات الحوثية والمنطقة العسكرية الأولى، ويقوض الجهود الرامية إلى إحلال السلام في اليمن.
إذن .. على الجارة تحسين صورتها أمام أشقائها الجنوبيين، والتعامل بجدية مع الأحداث، وفرض قرارات تلامس جذور المشكلة وتعمل على حلها. وذلك الأمر يتطلب ممارسة فعل سياسي وعسكري من قبل الأشقاء ودول الإقليم يعيد التوازنات في المنطقة!! وينهي خطر الحوثيين ويصحح الأخطاء المرتكبة بحق الجنوبيين وصولًا إلى استقرار المنطقة.
إن خروج المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت أمر وارد في نصوص اتفاق الرياض لكنه لم ينفذ منذ ذلك الوقت، وهو ما يعطي الحق للجنوبيين تأمين أرضهم وإنهاء الخطر الذي يتعاظم يومًا بعد يوم، كما يجب على الأشقاء ودول الإقليم الالتفات لمطالب الجنوب وسرعة تنفيذها قبل أن يغرق الجميع، وهو ما لا نتمناه في قادم الأيام.
رحم الله شهداء الجنوب وشهداء المملكة والشفاء العاجل لكل الجرحى .. ولا نامت أعين الجبناء.