هل يشهد الجنوب العربي نموذجاً ماليزياً جديداً؟

كتب : هزاع بن عامر السليمي
في التاريخ هناك شخصيات صنعت الفارق، قادت شعوبها نحو الاستقلال، وأرست أنظمة حكم ضمنت التوازن والاستقرار، فمثلاً في ماليزيا كان تونكو عبد الرحمن هو القائد الذي تفاوض على الاستقلال ووضع نظام يجمع بين الملكية الدستورية والديمقراطية البرلمانية، ليحقق لبلاده نهضة سياسية واقتصادية جعلتها نموذجاً يُحتذى به.
واليوم يبدو أن الجنوب العربي يشهد لحظة مشابهة، حيث برزت شخصية جنوبية تتقاطع ملامح رؤيتها مع رؤية تونكو عبد الرحمن؛فقرار إنشاء اللجنة التحضيرية لتشكيل مجاس شيوخ الجنوب العربي ليس مجرد إجراء سياسي، بل خطوة تحمل في طياتها مشروعاً متكاملاً لإعادة بناء الدولة وفق أسس حديثة، تضمن التوازن بين المكونات السياسية والاجتماعية، وتحفظ الهوية الجنوبية ضمن نظام أكثر استقراراً ، كما يمثل هذا القرار خطوة مهمة نحو إغلاق الفجوة التي خلّفتها الصراعات السياسية، وإعادة الاعتبار للرموز الاجتماعية التي كان لها دور أساسي في استقرار المجتمع الجنوبي لعقود.
التاريخ لا يعيد نفسه لكنه يمنح الفرص لصانعيه الجدد، فهل نشهد ولادة نموذج ماليزي جديد في الجنوب العربي؟
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.