مقالات

سلخ حضرموت عن هويتها الجنوبية خزعبلات سياسية ستفشل حتما

كتب:حافظ الشجيفي

تتجلى في الساحة السياسية الجنوبية محاولات متكررة تهدف إلى فصل حضرموت عن هويتها الجنوبية الأصيلة. هذه المحاولات، سواء كانت عبر مشاريع الفيدرالية داخل الجنوب أو مع اليمن ككل، أو حتى خارج نطاق اليمن، تظل محكومة بالفشل. فالشعب الحضرمي، بمختلف أطيافه، يرفض رفضًا قاطعًا التفريط في انتمائه للجنوب العربي.

فحضرموت ليست مجرد منطقة جغرافية؛ بل هي جزء لا يتجزأ من النسيج الجنوبي. والأصوات التي تنادي بين الحين والآخر بفصل حضرموت عن جسدها الجنوبي الأصيل ليست سوى صدى لأفكار غير واقعية، تروج لها بعض الشخصيات السياسية التي تسعى لتحقيق مكاسب مادية على حساب الهوية والانتماء. في حين يدركون تمامًا أن محاولاتهم تلك لن تنجح، وأنها ستصطدم بإرادة الحضارم وحكمتهم وعمق أصالتهم.

إن حبنا لحضرموت لا ينبع من ثرواتها الطبيعية كما يعتقد الكثيرون؛ بل هو حب عميق يتجاوز ذلك ليشمل القيم الثقافية والتاريخية التي تجمع بين أبناء الجنوب. فحضرموت تمتلك تاريخًا غنيًا وثقافة عريقة تشكل جزءًا من الهوية الجنوبية المشتركة. كما أن المناطق الجنوبية الأخرى مثل عدن ولحج وأبين وشبوة تتمتع بثروات متنوعة تفوق تلك الموجودة في حضرموت، لكن هذا لا يقلل من قيمة الانتماء الذي يجمعنا من باب المندب غربا حتي المهرة شرقا..

إن العلاقة بين أبناء الجنوب ليست قائمة على المصالح المادية او الاقتصادية، بل هي علاقة أخوية نابعة من قيم الولاء والانتماء المتبادل. فالحضارم كان لهم الدور البارز علي مر التاريخ في تعزيز هذه الروابط الأخوية مع إخوانهم في عدن ولحج وأبين وشبوة والمهرة.

فلا خوف على حضرموت في ظل وجود شعبها وأبنائها الذين يدافعون عن هويتها وانتمائها للجنوب بكل شجاعة وإصرار. فالدفاع عن حضرموت هو مسؤولية تقع على عاتق أبنائها أولاً وأخيرًا، فهم الأقدر على فهم قيمتها التاريخية والثقافية والاجتماعية في ظل انتمائها للجنوب

لدلك فان محاولات سلخ حضرموت عن هويتها الجنوبية تبقي مجرد خزعبلات لن تصمد أمام إرادة الشعب الحضرمي وولائهم العميق لأرضهم وتاريخهم المشترك مع بقية مناطق الجنوب العربي. فالانتماء ليس مجرد كلمة تُقال؛ بل هو شعور عميق يتجذر في قلوب الناس ويعبر عن تاريخ طويل من التفاعل والتعاون والمحبة بين أبناء هذا الوطن الجنوبي العزيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى