كتب:ماجد الطاهري
قبل خمسة أعوام تقريبا ارسلت مقالا سياسيا للرأي الى أصدقائي المحررين في بعض المواقع الإخبارية طالبا النشر كالعادة،وشخصيا أكن لجميع الاخوة المحررين فائق التقدير والاحترام و الاعتراف بالجميل فـ لهم الفضل بعد الله في نشر وتعميم مقالاتنا الشخصية أو تقارير العمل الاخبارية.. وبالعودة الى موضوع المقال الذي تسبب لي بجفوة من قبل أحد محرري المواقع الاخبارية ،ما زلت اتذكر رده لي قائلا:يا شيخ روح لك انت واليمن حقك… قالها لي ردا على مقالي الذي حمل في مضمونه نقدا لمن يريدون ان يلبسوا شعبنا الجنوبي العريق ثوبا غير ثوبه ومسمى هوية عصرية (الجنوب العربي) كان رأيي في المقال أنه وإن كان ولابد أن ننسلخ من الهوية اليمنية الجنوبية وهي هوية تأريخية تتجاوز عشرات الاف السنين، فمن الاجدر أو الأصلح أن تعاد الهوية الى اصل وحضارة وتاريخ لا تقل شأنا عن الحضارة اليمنية، قلت حينها مقترحا إن شئتم فاجعلوها “دولة حضرموت الجنوبية العربية” لأن حضرموت تعني الأصالة نسبا لسبأ ،كما هي حضرموت التأريخ المستقل بممالك كندة، فإن لم تفعلوا فإني شخصيا لا اتقبل فكرة مسمى وهوية عصرية ،فانا من دولة جمهورية اليمن الديمقراطية، او دولة اليمن الجنوبية ولست بالرجل الذي يخلس ثوبه متدثرا برداء غيره وكما قيل:المتدثر بثوب غيره عريان،.
قلت لصديقي حين وجدت منه جوابا غليظا ممزوجا بتهمة الخيانة، حسنا ياصديقي هذا رأيي الشخصي قد اكون مصيب وقد أكون على خطأ لكن انت تعلم ان كوريا الجنوبية لم تتأثر بمسماها او تبدل هويتها خوفا من كوريا الشمالية وكذلك الالمان الشرقيون والغربيين حتى توحد الشعبين في دولة واحدة، والزمن وحده كفيل بأن يوضح للجميع من يكون على الحق ممن كان في ضلال، ثم توقفت المراسلة بيني وبينه طيلة خمس سنوات ولربما يحالفني الحظ ويطلع صديقي على مقالي هذا وليعلم اولا انني ما زلت أكن له خالص الود وفائق الشكر والتقدير ثم ينظر كيف تغيرت الأحوال وتبدلت المواقف خلال هذه السنوات الخمس، وكيف خرجت اصوات كثيرة تطالب بالإنتماء الى دولة جنوبية حضرمية، كان ختامها اليوم من نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء احمد سعيد بن بريك حيث اعلنها صريحة امام الجماهير الحضرمية المليونية، اعلنها لليمنيين شمالا ولرفاقه في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي قائلا:”ما نبغاها لا يمنية ولا جنوبية عربية، بغيناها دولة حضرموت المتحدة .
لذلك ياصديقي الحبيب لا يجد منك اخاك جفوة او اتهام، بسبب مخالفتك له في الرأي ، فما قد تعتبره اليوم من المبادئ والمسلمات والخطوط الحمراء التي لا يقبل التنازل عنها، لربما مع مرور الوقت تعيد النظر وتتغير المواقف، فـ تدرك انك كنت متعصبا اعمى ،او مجرد خروف منقاد حيث يسوقه الراعي مع القطيع، وبالرغم انني أدعم فكرة هذا المسمى البديل العريق “دولة حضرموت الجنوبية العربية’ إلا أنني ما زلت احتفظ برايي الشخصي مفضلا الهوية الجنوبية اليمنية ،ولا اخاف أن تختطف مني دولتي او تسلب ارضي لمجرد ان هنالك دولة اخرى تحمل نفس التسمية “الجمهورية العربية اليمنية” فالعالم اجمع يعلم ان جمهورية اليمن الديمقراطي إنما هي هوية، وعلم في الامم المتحدة، وثقافة ،وارض،وإنسان، دخلت بشراكة مع دولة اخرى وفق شروط مثلها مثل وحدة مصر سوريا ثم فشلت وسيعود وطننا الجنوبي سواء بهوية حضرمية او يمنية جنوبية هذا ما نؤمن به وهذا ما ناضل من اجله شعبنا مضحيا بقوافل من الشهداء.
ختاما شكرا احفاد ملوك كندة الحضارة والتاريخ، شكرا ابو حضرم الجنوب لقد جددتم العهد و أوفيتم الوعد و أثبتم للصديق والعدو ارتباط مصير ابناء حضرموت بمصير اخوانهم من شعب الجنوب عامة من حوف شرقا وحتى باب المندب غربا.
