مقالات

الحق لا يُحرّف: جلال الربيعي بين القانون وافتراء الإعلام

كتب:
مهيب الجحافي

في الوقت الذي يخوض فيه القائد جلال الربيعي، قائد قوات الحزام الأمني في العاصمة عدن، معركة أمنية شريفة للدفاع عن أمن الجنوب واستقراره، يخرج بعض المغرضين في صورة مفبركة يصورونه وكأنه “مجرم حرب”، متوهمين أن حملاتهم الإعلامية المسعورة قادرة على النيل من وطنيته، أو التشكيك في صدقه وإخلاصه وتفانيه من أجل وطنه وشعبه.

لكنهم غاب عنهم أن الأكاذيب لا تصمد طويلًا، وأن الشمس لا تُغطى بغربال. فقد رأينا الحقيقة ناصعة، حين ثبت بالدليل القاطع أن جسد الرجل طاهر، لم تمسّه آلة تعذيب، ولا وُجد فيه ما يدل على ممارسات غير إنسانية.

الحقائق القانونية والوثائق الرسمية، إضافةً إلى الإجراءات القانونية السليمة التي اتُبعت أثناء عملية الإعتقال والحبس، كلها تؤكد أن القائد جلال الربيعي يسير ضمن إطار القانون، لم يخرج عنه، ولم يتجاوزه. فالمتهم، المدعو الجرمدي، أعتقل بناءً على أمر قبض قهري صادر عن النيابة العامة، وما جرى كان ضمن حدود القانون وليس خارجًا عنه كما يروّج البعض لأغراض سياسية مقيتة.

من المؤسف أن تُحوَّل قضية قانونية واضحة إلى مادة للتحريض والافتراء، بل وتُختزل في صورة مسيئة لقائد أمني لم يُعرف عنه إلا الصدق والانضباط والحرص على أمن العاصمة عدن. فهل أصبحت حماية الوطن جريمة؟ وهل أضحى الدفاع عن الأرض تهمة؟

إن تدهور الحالة الصحية للمتهم لا يعني بالضرورة أنه تعرض للتعذيب، فقد يكون الرجل يعاني من أمراض مزمنة، وزاد من تدهورها ارتفاع حرارة الجو، وربما التوتر النفسي الناجم عن التوقيف. كل هذه عوامل يجب وضعها في الاعتبار بدلاً من إطلاق الاتهامات جزافًا، وتحويل القائد جلال الربيعي إلى “جلاد” في نظر الرأي العام، دون أي مسوّغ أو دليل.

نحن هنا لا ندافع عن شخص القائد بقدر ما ندافع عن الحق والحقيقة. فمن الظلم أن يُجلد رجلٌ سلك الطريق القانوني، وامتثل للنظام، وتحمّل الأمانة بكل شجاعة. لو أنه أخطأ، لقلنا إنه مخطئ، ووجب عليه تحمل التبعات. لكن وهو لم يخطئ، فكيف يُدان؟ وكيف يُطعن في شرفه الوطني؟!

جلال الربيعي ليس ملاكًا معصومًا، ولكنه قائد جنوبي جسور، حمل سلاحه في وجه الإرهاب، ووقف سدًّا منيعًا أمام مخططات الفوضى، وسهَر الليالي من أجل أن تنام عدن آمنة مستقرة. فهل جزاء الوفاء الطعن؟ وهل مكافأة الإخلاص التآمر عليه إعلاميًا؟!

إن الذين يحرّضون اليوم ضد القائد الربيعي، هم ذاتهم الذين لا يرون في الجنوب إلا غنيمة، ولا يريدون له استقرارًا ولا نهضة. فهل يُعقل أن نطعن رموزنا بأيدينا، ونفتح ثغراتنا للعدو المتربص؟! ألا يكفي ما عاناه الجنوب من خيانات وانكسارات؟

غدًا، قد نُفجع بخبر استشهاد القائد جلال الربيعي، كما فُجعنا من قبل برحيل القادة الأبطال أمثال الشهيد ابو اليمامة، وعبداللطيف السيد، وغيرهم ممن نذَروا أرواحهم دفاعًا عن الجنوب. فهل سنندم حينها؟! وهل سنعي متأخرين أننا كنّا نُصفق لمن كان يطعن في ظهورهم؟!

أيها الأحرار… لا تكونوا أدوات بيد من يريد تمزيق صفكم، ولا تنجرّوا خلف الفتن والشائعات. اصطفّوا خلف من يدافع عنكم، وساندوا من يقاتل لأجلكم، ولا تُصفقوا لمن يحمل لكم سموم الحقد والتآمر. عدوكم لا يفرح إلا حين يراكم مختلفين… يهاجم بعضكم بعضًا، ويطعن بقادتكم. فلا تكونوا ألعوبة بيد عدوكم، وكونوا عونًا لقادتكم الأوفياء، لا خناجر في خاصرتهم.

#القانون_فوق_الجميع
#مهيب_الجحافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى