خمس سنوات من الأمن والاستقرار في سقطرى بعد التحرير..!

كتب:
د. صدام عبدالله
خمس سنوات مضت على تحرير أرخبيل سقطرى الفريد من قبضة المليشيات الإخوانية التي سعت لفرض أجنداتها الحزبية على حساب خصوصية الجزيرة وأهلها اذ كانت تلك الفترة وإن قصرت كفيلة باحداث تحول كبير في حياة السقطريين، فمن الفوضى والصراع إلى الأمن والاستقرار، ومن الاستئثار بالقرار إلى تمكين أبناء سقطرى من إدارة شؤونهم. هذه الذكرى الخامسة هي فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت والدور المحوري لأبناء سقطرى في استعادة جزيرتهم.
حيث تحولت سقطرى ما بعد التحرير الى أمن واستقرار بعد ان عاشت الجزيرة قبل التحرير حالة من التوتر والقلق نتيجة ممارسات المليشيات الإخوانية التي حاولت فرض سيطرتها على كل مناحي الحياة، من خلال الاستحواذ على مؤسسات الدولة، وتقاسم الموارد وإقصاء الكفاءات المحلية، كما ان الأمن كان شبه مفقود والمشاريع متوقفة وأبناء سقطرى يشعرون بالغربة في وطنهم، ومع التحرير بدأت صفحة جديدة من الاستقرار والأمن، وعادت الحياة إلى طبيعتها وبدات المشاريع التنموية، وشهدت الجزيرة تحسنا ملحوظا وأصبح السقطريون اليوم يعيشون في بيئة آمنة تسمح لهم بممارسة حياتهم الطبيعية وتطوير مجتمعهم، بعيدا عن الفوضى والصراعات التي سعت المليشيات لجر الجزيرة إليها، وهذا الاستقرار لم يأت من فراغ بل كان نتيجة جهود كبيرة بذلت لترسيخ الأمن وتفعيل دور المؤسسات المحلية، وبدعم واضح من التحالف العربي الذي كان له دور أساسي في دعم هذه التحولات الإيجابية.
ويكن القول ان تحرير سقطرى لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان ثمرة إرادة شعبية قوية لأبناء سقطرى الذين رفضوا الخضوع لمشاريع تهدف إلى سلخ الجزيرة عن هويتها وتاريخها الجنوبي.
لقد لعب أبناء سقطرى الجنوبية دورا بطوليا في طرد الجماعات التي كانت تستأثر بكل شيء خدمة لأحزابها وأجنداتها الخاصة، وقفوا صفا واحدا، رغم التحديات والمضايقات للمطالبة بحقهم في إدارة جزيرتهم والتحكم في مصيرها من خلال تنظيماتهم المحلية وتعبيرهم عن رفضهم التام للمليشيات، وأثبتوا أن سقطرى لن تكون مرتعا للفوضى أو ساحة لتصفية الحسابات السياسية. واليوم وبعد خمس سنوات أصبحت سقطرى في أيدي أبنائها يديرون شؤونها بحكمة واقتدار ويعملون على بناء مستقبل أفضل لجزيرتهم الفريدة معتمدين على دعم وتأييد أبناء سقطرى في الداخل والخارج وقيادتهم الرشيدة بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي.
وخلاصة يمكن القول إن الذكرى الخامسة لتحرير سقطرى ليست مجرد احتفال بحدث مضى، بل هي تأكيد على حق أبناء سقطرى في العيش بأمن وسلام وتحقيق تطلعاتهم في التنمية والازدهار. ولقد أثبتت سقطرى أن الإرادة الشعبية قادرة على دحر قوى الظلام والفوضى، وأن التكاتف وتوحيد الصف هما السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار. ستبقى سقطرى شامخة بعيدة عن صراعات الأجندات الضيقة وموطنا للأمن والسلام ومرتعا للسياحة بفضل تضحيات أبنائها وإصرارهم على حماية جزيرتهم.