حين تقهر الأزمات شعب الجنوب.. تتكلم الأرض بلغة الوعي

كتب:
صالح بن عبدالله القريني
في قلب الجنوب النابض، حيث تتعانق الأرض مع الأفق وتتحدث الطبيعة بلغة الأصالة، يشتعل صراع يتجاوز الواقع المؤلم، أزمةً اقتصادية مفتعلة افتعلها الاحتلال اليمني.
ويحمل ذلك الصراع في طياته معاني الوجود والهوية، حيث تُعاد صياغة المصير وسط محاولات لقهر الإرادة الشعبية وتقييدها.
وإن في هذا المشهد المليء بالتحديات، تتفجر طاقات الوعي الشعبي بشكل متنامٍ، رافضةً الرضوخ للواقع الأليم الذي يُفرض عليها من قوى الاحتلال اليمني.
تتجلى في هذا الصراع ملامح معركة تمس الهوية والحقوق الأساسية للعيش بكرامة. فإن الجنوب بتراثه وتاريخه يقف اليوم أمام مفترق طرق، يتطلب وحدةً جنوبية وإصرارًا لا يُضاهى تبرزه إرادة الجماهير في تمسكها بحق تقرير المصير وعدم التنازل عن أحلام وتطلعات الشعب الجنوبي الذي يرى في المستقبل آفاقًا من الأمل والحرية.
رغم قساوة الأزمة ومرارتها، فإنها أخرجت إلى السطح الروح الكامنة في نفوس أبناء الجنوب، إنها روح الثبات والتصميم.
إن الوعي الشعبي المتقدم بات يحرك الساكن ويقلب المعادلات، مُعلناً أن للأرض أهلها الذين لن يتفاجأوا مرة أخرى بمخططات تهدف لسلخهم عن هويتهم وحقوقهم، وأن هذا الوعي هو الركيزة الأساسية التي ترتكز عليها طموحات بناء جنوبٍ حر، عادل، ومستقل.
إن الطريق نحو هذا الهدف يتطلب خطوات جريئة وأفعالًا تعكس عمق التضامن الاجتماعي والسياسي بين مكونات المجتمع الجنوبي، وفي ظل الثبات والتلاحم يطفو الأمل بقدرة الجنوب على الانتقال من قيد الأزمات إلى فضاء التنمية المستدامة والاستقلال الحقيقي.
إننا نعيش في معركة من أجل الوجود والهوية، ولكنها أيضًا بداية لعهد جديد يلوح في الأفق، عهد يحمل في طياته وعدًا بمستقبل أفضل.