مقالات

بندقية الشهيد القائد “أبو الحمزة الحميدي”.. رمز للتضحيات الخالدة في ساحات المعارك

كتب:
بدران الشحطري

نفهم جيداً معنى أن يرحل عنكِ فارساً مغواراً واجهت بك الخطوب والمنايا بصدر عار أيتها البندقية الثائرة. نفهم جيداً حجم الفراغ والغربة والوحشة التي تعتريك اليوم، والتي ستكون خلفه عِبرة وفاء تصاحب الزمن والتاريخ. ونفهم جيداً ما قد ألمّ بك من حنين وشوق وفقد أيضاً.. ولكن لا جُناح عليك من أن تصبري وتحتسبي في هذا الفقد! فحتى الوطن نفسه قد فقد مثلك وطنه وقائده وصاحبه العزيز، ولكن يكتم ذلك إيماناً بالقدر أيتها البندقية الثائرة.

في وطنٍ فُتن بالمال والشهرة والمناصب التي تُدار بالجور والمكايدة والسياسة الوسخة، تبقى هذه البندقية وطناً آخر، ليس لمن يعشق نعيم الحياة بل لمن يُقدس ضنك الجهاد والشهادة، لمن لا يخشى الردى والخطوب والمنايا، ولمن يواجهها حينئذ بصدر عار، طواق للنصر والشهادة. بندقية لشهيد بطل قضى نحبه مجاهداً في سبيل لله، ليس لأجل مال ولا شهرة، وليس لأجل تاريخ ولا مجد يقال عنه يوماً، كلا والله.. بل لأجل دين وأمة وعرض وكرامة، لها الحق أن تبقى عزيزة ولو كلف الأمر أن تكون الأرض كلها مقابر للشهداء منا.

هي بندقية الشهيد القائد “أبو الحمزة الحميدي” قائد جبهة باب غلق، ومدير إدارة مكافحة المخدرات” بمحافظة الضالع.. الذي لطالما مازال حياً في ذاكرة الإنسان وفي كل موقف شجاع.. أي والذي عذّب بها الطغاة أنه مازال حياً بل خالداً مخلّداً فينا، بصفاته الحسنة كالجود والكرم والأخلاق والطيبة والوفاء والتضحية والإقدام والشهامة أيضاً.

فبندقية الشهيد “أبو الحمزة” ليست مجرد آلية حرب أرعبت الطغاة والأنذال والجبناء، بل هي قدرٌ أهلك حرث ونسل الزنادقة، قدرٌ حطّم أحلامٌ وآمال ومطامع الطامعين، وقدرٌ كسر الزحوف والهجوم كلما فكرت الروافض أن تغزو الجنوب. بندقية شهيد كان يوماً فينا أكثر من مجرد قائد عسكري، وفيّ وشجاع.. نعم كان وطناً آخر لا يُظلم ولا يخاف فيه أحد.. وطنٌ ينثر خيره وبركاته في دروب شعبه وأصحابه ورفاقه.
نعم كان وطناً يحارب الباطل ويناصر الحق في كل الأحوال والظروف، فمن ذا الذي لم يعرف ذاك الوطن؟ ومن ذا الذي لم يتصفح كتب مجده وتاريخه ليلةً؟.. فسلام الله ورحمته على صاحبك الشهيد أيتها البندقية الثائرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى