كتب:
صالح علي الدويل
حتى اشد الناس موالاة للاستعمار البريطاني ماكتب ان دعاة استقلال الجنوب يبيعون “الوهم” ، وشهادة للتاريخ فالبريطانيون كانوا أكثر مسؤولية إنسانية في خدمات الناس وعملتهم ومرتباتهم من الأشقاء الأعداء في اليمن الذين أداروا الجنوب بالاستعمار باعترافهم ، وقتها كان الثوار يقتلون جنودهم ويحاربونهم وما جرّدوا حرب خدمات ولا رعوا انهيار عملة بل حافظوا على حقوق عامة الناس وخدماتهم ..الخ
المشروع التحرري الجنوبي ليس سبب في فشل الحرب على الحوثي التي صارت مسخرة في العلوم الحربية بل ان الجنوبيين حرروا بلادهم فانتقموا منهم بحرب وحشية في الجنوب أوصلت إلناس الى متربة الفقر فتصارخت طرفياتهم:
“توقفوا عن بيع الاوهام وانقذوا الناس” والمقصود ببيع الاوهام معركة الجنوبيين لاستعادة استقلاهم!!!
حين تكون الحرب لم تضع أوزارها فان عبارة “بيع الوهم ” جزء من الحرب وليست انحياز لمعاناة الناس ، لم يقولوا ان الحرب سبب ولا ان إدارة الاقتصاد سبب ، ولا ان كثرة “المعتلفين الشرعجيين ” ، ولا ان التقاطعات الدولية والإقليمية سبب ، بل اصطرخوا ياجنوبيون : ” توقفوا عن بيع الوهم وانقذوا الناس!!”
من يدير الاقتصاد مسؤول عن تدميره فالخدمات اقتصاد ليست مشروعا تحرريا ، والعملة سياسة مالية إن كانت راشدة استقرت وان كانت غير راشدة انهارت..
يقولون الانتقالي شريك فنسالهم ولو ان الانتقالي ليس شريكا ولو تنازل الجنوبيون عن المطالبة بالاستقلال /
هل ستعود الكهرباء وبقية الخدمات والعملة لوضعها .. هل ستنتظم المرتبات ؟ إن قالوا : نعم ؛ فقد اعترفوا أن ما جرى ويجري هو السياسة التي تكلم عنها المخلافي بعد تحرير عدن ليتخلى الجنوبيون عن مشروعهم ، وان قالوا : لا ، فإن حالة الخدمات سببها سياسة غير رشيدة يجب مراجعتها ومحاربة الفساد وان المسؤول عن ذلك ليس المشروع التحرري الجنوبي بل تلك السياسة منذ منصور حتى الرئاسي ورعاته وداعميه
19 يوليو 2025م
