مقالات

قنوات التحريض والسقوط المهني والأخلاقي

كتب/ ناصر التميمي

ما إن يحدث أي حدث في أي مكان في جنوبنا الحبيب، أيا كان نوع الحدث، تفجير أو اغتيال أو محاولة اغتيال فاشلة… الخ، تقوم كل القنوات التابعة للقوى اليمنية بمختلف مسمياتها، حوثية عفاشية، إصلاحية، والتي عددها يتجاوز ١٥٠ قناة فضائية، وكلها سهامها السامة موجهة ضد الجنوب، لا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي وقياداته، وعلى أيش؟! لأننا قلنا لهم بالفم المليان نريد استعادة دولتنا والانتقالي حامل رئيس لقضية شعب الجنوب، وهذا ما لا يريدونه.
يعني ببساطة، الانتقالي أوجعهم وخبط عليهم الحسابات، فكلما وضعوا خطة أفشلها عليهم. استخدموا كل الوسائل للقضاء على مشروعنا الذي نناضل من أجله، فهم الآن مشغلون قنواتهم التي لا ضمير عندها بنشر الأكاذيب والمغالطات، التي لم يعد يصدقها إلا من هو على شاكلتهم وينتمي إلى مشروعهم الهدام الذي يريد التهام الجنوب.

شوفوا يا شعب الجنوب إلى أين وصلت الحماقة بهؤلاء الحمقاء، مسلطين قنواتهم المفضوحة التي تخلت عن المهنية الإعلامية كلها على الجنوب، بمجرد أي حدث ولو كان حتى عثر حيوان في أي منطقة جنوبية، زاد نباحهم وعويلهم وصراخهم، ويعطون مساحة كبيرة للتغطية وتحليلات وعواجل بالأحمر على شاشات هذه القنوات الساقطة، بالخط العريض، التي لا تستحق حتى المشاهدة، لأنها تصيب كل من يشاهدها بالغثيان والملل مما تقدمه من أخبار وفبركات إعلامية سخيفة، يعملون بها ضجة إعلامية نكاية بالمجلس الانتقالي وقيادته، بينما هناك في مناطقهم التي في قبضة المليشيات حدث ولا حرج من الاعتقالات والاختطافات والجرائم التي تحدث على مقربة منهم، ناهيك عن ما يحدث في مأرب وتعز اليمنيتين، هذا كله لم تنقله قنواتهم ولا مفسبكيهم ولا مهرجيهم، وكأنه لم يحصل شيء والأمور في أحسن حال.

جنوبنا اليوم يتعرض لحملة إعلامية ضروس وممولة محلياً وخارجياً، حتى أن هذه القنوات التي تديرها بعض الشخصيات الحاقدة على الجنوب تسقط أحياناً عن الإعلام المتعارف عليه، وتصل إلى درجة من الهبوط اللاأخلاقي من السب والشتم والقذف بالكلام الجارح والمسيء لقياداتنا الجنوبية. فعن أي مهنية إعلامية تتحدث هذا القوات ومن يقف خلفها؟! لقد سقطتم سقوطاً أخلاقياً ومهنياً، وأسأتم لأنفسكم ولمن يمولكم من قوى يمنية أو إقليمية، قبل أن تسيؤوا لغيركم!!

إن كنتم تخاطبون شعب الجنوب عبر قنواتكم، فهو على قدر عال من الوعي والثقافة، ولم يعد يستمع لكل ما تروجون له عبر قنوات الزيف والكذب التي لم يعد أحد يشاهدها من أبناء الجنوب، لأنها لا تعنيه ولا تمثل مشروعه الوطني.
لو سخرت هذه القنوات، التي لا تعد ولا تحصى، ضد المليشيات الحوثية لثار الشعب هناك ضدها، لكنهم لا يريدون ذلك ويعتبرونها محررة والأمور على ما يرام، فعدوهم اللدود هو الجنوب، ولهذا أنظارهم موجهة إليه، فبمجرد حدث أمني بسيط يقيمون الدنيا ولا يقعدونها. قنواتهم المفضوحة تخلط الليل بالنهار، وعلى نفس المنوال والإيقاع والموسيقى: الجنوب الجنوب، الانتقالي الانتقالي، حتى أنهم أحياناً يفقدون أعصابهم ويخرجون عن الخط ويخلطون العصير مع القهوة والشاي مع عصير الباباي، وسرى الليل يا ساري.

هم يشوفون أنفسهم تمام والناس تصدق خرافاتهم وطقوسهم، وصكوك الغفران التي يوزعونها على مدى ٢٤ ساعة لمتابعيهم الذين يصدقون ما يبثونه من سخافات حمقى. حيث إن هذه القنوات تقوم بعمل تحريضي ممنهج على مدار الساعة، ولا تتوقف عن بث سمومها القاتلة التي تنشرها بشكل مستمر ضد الجنوب وقيادته وقواته، ومغمضة عيناها عما يدور في وضح النهار في مأرب وتعز الغارقتين في وحل من القلاقل الأمنية والصراعات البينية، ومفتحين عيونهم جنوباً فقط، ويصنعون من الحبة قبة، وهلم جرا من الكلام الذي لا طعم له ولا لون، ومسويين زحمة والخط فاضي.

نحن كجنوبيين ندرك جيداً ماذا يريدون من هذا التضليل والتحريض الإعلامي الذي تبثه قنواتهم، مثل المهرية، وبلقيس، ويمن شباب، وسهيل، واليمن، والمسيرة، واليمن اليوم، والمجال…الخ لا يتسع لذكرهم. والله لو لديكم قنوات العالم كلها للتحريض فلن تنالوا من صمود وعزيمة شعبنا، ولن يتراجع عن هدف الاستقلال الذي خطه بدماء الشهداء، وسوف يكون شوكة حادة في حلوقكم، شرقوا أو غربوا سننتزع استقلالنا بالقوة منكم مثل ما فعل أجدادنا مع الاستعمار البريطاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى