مقالات

حين يصبح الاختلاف علامة وعي لا ساحة صِدام

كتب / أمينة علي الجنبيهي

من المهم أن ندرك قيمة الاختلاف في حياتنا، فاختلاف الآراء حول قضية واحدة أمر طبيعي وصحي.
لكلٍّ منّا تركيبته الفكرية ووجهته الخاصة، ولكلٍّ منا الحق في التعبير والمناقشة. لكن ما يجب علينا فعله حقًا هو أن نتبنّى ثقافة الحوار الراقي، بعيدًا عن الجدال والصدام.

احترام الطرف الآخر وتقبّل رأيه ونظرته وثقافته، هو علامة على النضج الإنساني الذي تميل إليه النفس السويّة. فبعض الأشخاص لا يحتملون وجود رأي مخالف، ويعتبرون أي تعارضٍ في الفكر تهديدًا لهم، وهذا خطأ كبير لا بد من معالجته.

من الضروري أن نعبّر عن آرائنا الشخصية بحكمةٍ وتهذيب، دون إساءة للطرف الآخر أو تقليل من شأنه أو توجيه نقدٍ جارح له.
فطريقة توجيه الحديث مهمة للغاية، فهي ما تجعل الآخرين يتقبّلون وجهات نظرنا بسهولة أو ينفرون منها تمامًا.

علينا أن نضبط أنفسنا في لحظات النقاش، فالحوار ليس ساحة حربٍ ولا سِباق فوزٍ أو خسارة. لا يتعالى صوتك، ولا يندفع لسانك بكلمةٍ قاسية أو فعلٍ جارح، فالكلمة قد تكون قاتلةً أحيانًا.
وهنا يتجلّى النضج الحقيقي: أن نختلف بذوق، ونتحاور برقي، ونحترم الإنسان قبل الرأي.

الاختلاف سُنّة الحياة، لا يمكن أن نلغيه، لكن يمكن أن نحسن التعامل معه. وحين نتعلّم كيف نحترم تنوّع الأفكار، نصبح أكثر وعيًا واتزانًا، ويصبح الحوار طريقًا لبناء الإنسان لا لهدمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى