من الساحات الوطنية إلى العواصم الدولية: «حراك الجاليات الجنوبية لاستعادة الدولة كاملة السيادة»

كتب: د.أوهاد محمد
لم يكن خروج الجاليات الجنوبية في عواصم القرار الدولي مجرد فعالية احتجاجية عابرة، بل كان إعلاناً سياسياً ناضجاً دشن مرحلة “تدويل القضية” بامتياز.
إن هذا الحراك المنظم في كبرى العواصم الغربية يبعث برسالة حاسمة للمجتمع الدولي أن قضية الجنوب لم تعد ملفاً محلياً، بل هي ركيزة للأمن الإقليمي وشراكة دولية لا غنى عنها.
يتجلى المشهد الجنوبي اليوم في أبهى صور التكامل الاستراتيجي؛ فحين يفرض الشعب في الداخل سيطرته على الأرض، تقوم الجاليات في الخارج بصياغة الخطاب الدبلوماسي، مقدمة نموذجاً حضارياً راقياً لشعب يتوق للنظام والقانون.
هذا التناغم المذهل في رفع سقف المطالب إلى “استعادة الدولة كاملة السيادة” يقطع الطريق على أي حلول منقوصة، ويؤكد أن الصوت الجنوبي واحد، سواء في ساحات عدن أو أمام البرلمانات الأوروبية.
إن الرسالة التي يقرؤها الدبلوماسيون اليوم بوضوح هي أن الجنوبيين يمتلكون ثقافة الدولة قبل استعادتها؛ فبينما تشتعل المنطقة بالفوضى يقدم الجنوبيون أنفسهم كحلفاء موثوقين يطالبون بعلاقات دبلوماسية ندية، وبدولة مدنية حديثة تحفظ المصالح المشتركة، وتؤمن الممرات الدولية.
إن تطابق الرؤية بين الداخل والخارج، وهذا الزخم المدني المتحضر، يضع العالم أمام حقيقة لا يمكن تجاوزها، بأن الجنوب قادم واستعادة دولته هي الخيار الوحيد لضمان استقرار هذا الجزء الحيوي من العالم.
