مقالات

التحالف العربي وعقوق الجاحدين!!

د. عيدروس نصر ناصر

د. عيدروس نصر ناصر

كاتب وسياسي جنوبي
لا يحتاج الدور الذي لعبه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة التحالف الانقلابي في اليمن إلى شيء من الدعاية والشرح والإيضاح فالحقائق على الأرض تقول ما لا تستطيع قوله مجلدات من الكلام، لكن ما يثير العجب هو تلك الحملة الموجهة حزبيا وايديولوجيا ممن لديهم تصفية حسابات مع بعض أطراف التحالف فيحولون تضحيات هؤلاء إلى اتهامات ومنجزاتهم إلى مؤامرات.
منذ ايام كنت أتابع إحدى القنوات الفضائية العربية وهي تناقش موضوع بعنوان “أطماع الإمارات في اليمن” كان اثنان من ضيوف هذه القناة من أنصار الشرعية الذين يقدمون أنغسهم كمحللين سياسيين، ولم يدع هؤلاء شرّاً من شرور الدنيا إلا ونسبوه إلى دولة الامارات العربية المتحدة، بل وصل الأمر باحدهما أن اعتبر تحرير المقاومة الجنوبية لمنطقة باب المندب وذباب وميناء المخا بدعم ومساندة القوات الإماراتية “مؤامرة” إماراتية الهدف منها سيطرة الإمارات على هذا المنفذ البحري الهام.
لست في وارد الدفاع عن دولة الإمارات الشقيقة فلديها من المؤسسات الإعلامية والدبلوماسية ما يغنيها عما يمكن أن نكتبه كما لا استطيع تصور أن تمضي المواجهة مع التحالف الانقلالي دونما اخطاء من قبل هذا الطرف أو ذاك من الأطراف المؤيدة للشرعية خصوصا في ظل وجود أجندات متصادمة لدى حلفاء الشرعية من اليمنيين الذين يحاولون نقل تصادمهم إلى دول التحالف التي ما زلت على يقين أنها تعمل بنسق واحد ووفقا لاجندة متكاملة ومتناسقة.
عندما يقول هؤلاء أن تحرير المخا وباب المندب مؤامرة إماراتية فإن هذا يبين لنا أسباب تأجيل التحرك من فرضة نهم باتجاه صنعاء أو الإبقاء على ميدي وصرواح بين التحرير وعودة فلول الانقلاب،. . . أنه التصدي لـ”مؤامرة ” التحرير التي لا يريد لها أمراء الحروب أن تنتصر حتى يستمر الاستثمار في الحرب وحصد الملايين من عوائدها.
هل رأيت عزيزي القارئ تبجحا ووقاحة أكثر من هذا المنطق؟ هل سمعت أن دولة تقدم أرواح ابنائها وتصرف عشرات الملايين من الدولارات من الإمكانيات المادية والنقدية والعينية فتكافأ بالاتهام بالمؤامرة؟
نعرف جيدا أن لدى البعض تصفية حسابات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن هذا لا يعطي هؤلاء الحق في تعسف الحقائق وتزوير اليقينيات وتحويل النجاحات إلى اتهامات في حين يعجزون عن تحريك عربة واحدة من عربات قواتهم المسلحة وفيالقهم العرمرمية خطوة واحدة باتجاه تحرير حقيقي للمناطق الواقعة تحت سيطرة القوى الانقلابية التي عاثت في الارض فسادًا وهم منشغلون ب”مؤامرة” الإمارات و”عمالة” المجلس الانتقالي الجنوبي.
إنه عقوق  الجاحدين الذين لا يستطيعون أن ينظروا إلى الآخرين إلا بمنظار “المؤامرة” التي لا يعرفون سواها.
ولله في خلقه شؤون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى