مقالات

بريق الأقلام..!

عبدالقادر زين بن جرادي

عبدالقادر زين بن جرادي

كاتب جنوبي
أخذتني جولة قرءاة في بطون الكتب عن الثورات التي غيرت مسيرات الأمم والشعب في عصر النهضة الأوربية ووجدت أن القلم هو من أشعل مصابيح النور في عتمة ليل أوروباء وسماه العلماء والأدباء( الأدب الإنساني ) .
لاحظوا كلمة الأدب الذي هو جزء من الأخلاق وكلمة الأنساني نسبة لبناء الإنسان ولهذا أستطيع القول أن بناء الإنسان يأتي في أولويات ثورات التغيير من السيئ إلى الأفضل .
وقارنت ذلك بشريط خيالي في ثورات الربيع العربي بشكل عام واليمن بشكل خاص فلم أجد للأدب الإنساني أثر بل وجدت كتابات ودعوات تدعي للتناحر والقتل والخراب والدمار حتى طفى على السطح جماعات تنتهج الفوضى وتنشرها لا أهداف قيمة لها ولا برامج بناء لديها ولا مشاريع وخطط تمضي عليها فقط تستخدم عنفوان الشباب وتدربهم على السلاح وكيفية القتل والتخريب والتدمير بشكل فردي أو جماعي .
برغم أنها حققت ما تسميه إنتصارات قتالية على خصومها لكنها لم تستطيع أن تسيطر على مجاميع الشباب المندفعة المتفاخرة بالقتل ونسف المباني والمنشأت التي ترى أن ذلك مدعى للفخر والنصر .
هي تقتل أهلها وتسفك دماء نفسها وتخرب ديارها وممتلكاتها وهي لا تعلم بأنها تهدر أمكانيات ومقدرات دولها .
وأن ما تم نسفه بقذيفة او سيارة مفخخة بغمضة عين قد عُمر بسنين وأنه مال عام يشترك في منفعته كل أفراد الشعب .
لا توجد توجهات لإصلاح الخلل ولا لإجتثاث الفساد بل زاد الخلل وأنتشر الفساد والعبث وفُسدت أخلاق الأمة وكل ذلك حدث تحت قيادت من لا يعي معنى التغيير للأفضل ولا يعي معنى الثورة ولا يعرف مفهوم تغيير السلوكيات .
لأن هدفه من وراء ذلك كيف يصل إلى كرسي العرش السلطوي ليسفك وينهب ويشبع رغباته الجائعة للمال والسلطة والبطش وإلحاق القتل والتعذيب والإهانة بكل من كان حاكماً قبله حتى لو كان مدير مدرسة أو مسؤول عمال نظافة لأنه كان ينظر إليه بأنه حاكم وصاحب قرار .
كنا في وضع سيئ نوعاً ما فأصبحنا في وضع عام أسوء .
لم نُعد نبحث عن مستقبل زاهر ولا عن مراتب ولا حتى عن زيادة أو علاوة في الراتب وحتى الراتب نفسه نتقبله باي شكل لا نسأل عن ما خُصم منه .
نبحث عن أمان ونوم ليلة بلا قارح ولا دخان ومن يفوز فيها فقد بلغ مرتبه من الرضا .
لم نُعد نبالي أن يغزونا اليهود والنصارى ولا حتى الكفره والملحدين فقد تقول النفس لربما أنهم أرحم من زعراننا الذي لايفرقون بين تحطيم عروش الأنظمة الفاسدة وبين تحطيم البلاد عن بكرة أبيها .
ذهب الجوع والعطش والحر والبرد وألم المرض أمام الخوف من القتل غدراً بلا أي تهمة وبدون حكم محكمة حتى ولو كانت عرفية .
أين أختفى بريق أقلام اللغة الغنية بغزارت معانيها ومرادفاتها وجمال تشكيل أحرفها في أن تكتب أسطر عن الأدب الأنساني في لغة الأدب .
لو لالي ولو لالي
الله محيي شوارعك
يابلادنا المحبوبة
✍🏻 عبدالقادر زين بن جرادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى