مقالات

قلمــــــــي..!

عبدالقادر زين بن جرادي

عبدالقادر زين بن جرادي

سياسي جنوبي
تتكسر السيوف وتخرس المدافع وتتساقط الطائرات وتتلف الذخائر وتموت الخيول وتغيب دول وتظهر دول وتزول عروش الأباطرة والقياصرة والملوك والأمراء والزعماء والروؤساء .
سنة الله في الخلق .
لكن الأقلام تبقى هي الأقلام على مر السنين والدهور والعصور لا يمتحي حبرها ولا تتقطع أوراقها تبقى في ذاكرة الأجيال تتناقلها الألسن وتحفظها الصدور .
وخصوصاً تلك الأقلام التي تنطق الحق وتعبر عن هموم الناس وترشد وتهدي وتعلم .
تنغرس في محابر الأبدية .
تشع نور تؤثر في النفوس وترقي مكارم الأخلاق وتبعث الأمال وتحيي العقول وتحمس النفوس التواقة للحرية والعمل والتغيير .
لم يبقى على الدنيا سيف خالد ولا خيول الأسكندر المقدوني ولكن الأقلام من جعلتهما وغيرهما على مر الدهور أحياء .
تلك هي الأمم وتلك هي الأحداث وتلك هي الأمجاد التي صنعها صناع التاريخ والأحداث حفظتها الأقلام ولم تحفظها الساحات .
الأقلام هي أفتك الأسلحة ومشاعل النور وبانية الحضارات ورقي الأمم .
القلم على الجهلة والطغاة والجبابرة أشد وطئً عليهم من حد السيوف .
أن أردت السلام فإن القلم مصدره .
إن أردت الأمان فإن القلم منبعه .
إن أردت المعالي فإن القلم سلمه .
إن أردت النور فإن القلم مشعله .
فما من أمةٍ سادة بقوتها إلا وخارت ذات يومٍ قواها .
ولا من أمةٍ سادة بمالها إلا وأفلست ذات يوماً خزائنها .
وما من أمة سادة بسلطانها إلا وزالت ذات يوماً على الأرض عروشها خاويةً .
ولكن تبقى أمة أقرأ و ( ن . والقلم وما يسطرون) في المعالي عزتها ما تمسكت بأول مخلوقٍ وبكتاباً أشرقت بأنوار أحرفه مشارق الأرض ومغاربها .
للأقلام في القرأن سورة .
وأول الوحي أُنزل فيه
( … أقرأ وربُك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان مالم يعلم …)
قلمي سلاحي .
قلمي صديقي .
قلمي شخصيتي .
قلمي رأس مالي
قلمي … بجوار قلمك
نصنع أمجاد أمة لا تبخل بنورها على سائر الأمم .
إذا عرفنا قيمة القلم .
لكننا ياصديقي القلم في بلد قلة فيه محلات الكتابة والأقلام والمكتبات وكثرة فيه محلات صرف العملات أكثر من عدد البقالات ومحلات ذبح الدجاج وبيع الأسماك والخضروات .
وأختفى القلم من جيوب الناس وأصبحت تزخر بالقنابل والذخائر وأرهقت البنادق الأكتاف . وصمت الأذان بالسماعات تتسمع الشيلات ويا عاصب الرأس وينك .
لكنني لن أتخلى عنك لأنني مؤمن بأن كل ذلك لا يدوم وأنك يا قلمي العزيز سيد كل المواقف ،،،
بقلم/
عبدالقادر زين بن جرادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى