سمانيوز/متابعات
أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بوضع خطة لإنتاج فيلم سينمائي ضخم حول حياة الأمير عبد القادر الجزائري، وذلك لتكريم إسهاماته النضالية والإنسانية، وجاء هذا القرار بعد سنوات من تأجيل مشروع سابق، حيث فشلت الهيئات السينمائية الحكومية في إنجازه.
وفي بيان صدر عقب اجتماع مجلس الوزراء، أمس الأحد، أكد الرئيس تبون على ضرورة “إطلاق مناقصة دولية في الإنتاج والإخراج”، بهدف منح هذا العمل بعداً عالمياً يتماشى مع رمزية الأمير عبد القادر ودوره في بناء الجزائر الحديثة وحماية الأقليات. كما وجه تعليماته بفتح المجال أمام كفاءات سينمائية جزائرية وعالمية، مع الالتزام بالمضمون المتفق عليه في دفتر الشروط.
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أعلنت وزيرة الثقافة الجزائرية صورية مولوجي عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى تضم أسماء بارزة من السينمائيين والمؤرخين، من بينهم الباحث السينمائي أحمد بجاوي، والباحث في تاريخ الحركة الوطنية جمال يحياوي، والروائي واسيني لعرج، والمنتج السينمائي ياسين مذكور، تتولى الإشراف على إنتاج فيلم سينمائي عن الأمير عبد القادر الجزائري بتمويل حكومي.
الأمير عبد القادر قاد المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، ويُعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. بعد اعتقاله، نفي إلى فرنسا ثم إلى دمشق، حيث لعب دوراً بارزاً في حماية المسيحيين خلال الفتنة التي اندلعت في الشام. توفي الأمير عبد القادر في دمشق عام 1883، لكن رفاته نُقل إلى الجزائر في عام 1966 بأمر من الرئيس الراحل هواري بومدين، ليُدفن في أرض الوطن.
وتُكرم الجزائر الأمير عبد القادر عبر إقامة تمثال له في شارع العربي بن مهيدي وسط العاصمة الجزائرية، حيث تم أخيراً إعادة تهيئة الساحة المحيطة بالتمثال. في أغسطس/ آب 2021، قرر مجلس الوزراء الجزائري برئاسة الرئيس تبون إعادة إحياء مشروع إنتاج فيلم ضخم عن الأمير عبد القادر الجزائري، باعتباره مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمزاً عالمياً.
ومع ذلك، لا يزال هذا المشروع محاطًا بالغموض السياسي والثقافي في الجزائر، حيث كان قد أُطلق لأول مرة في عام 2012 بميزانية كبيرة. ورغم التمويل الذي حصلت عليه وكالة حكومية مكلفة بالإشراف على الإنتاج، والتي قامت باختيار مخرج أميركي لإخراج الفيلم، إلا أن المشروع تعطل ولم يتم تصوير أي مشهد منه، دون توضيح الأسباب.
إلى جانب الفيلم، أعلنت السلطات الجزائرية في إبريل/ نيسان 2023 عن قرار بناء تمثال ضخم للأمير عبد القادر الجزائري في أعالي تلة تطل على مدينة وهران غربي الجزائر. من المقرر أن يكون هذا التمثال الأعلى في العالم بارتفاع 42 متراً، متفوقًا بثلاثة أمتار على تمثال “المسيح الفادي” في ريو دي جانيرو بالبرازيل. وتبلغ تكلفة المشروع حوالي تسعة ملايين يورو. في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عرضت التصميمات الفنية الأولية لهذا التمثال الضخم، الذي من المتوقع أن يكون معلماً بارزاً يخلد ذكرى الأمير عبد القادر.
