تفاعلات قرآء صحيفة سمانيوز
الجدير بالذكر ان الرابطة الإعلامية الجنوبية قامت بعد إنشاء هذا الموقع الالكتروني بإصدار صحيفة اسبوعية ورقية مطبوعة تصدر كل يوم أحد من عدن وتباع بكل محافظات الجنوب وقمنا ببث تجريبي لراديو وإذاعة سما على طريق البث على مدار 24 ساعة لكي يتم إيصال الصوت الجنوبي بكل الطرق والوسائل بشكل مباشر بدون وصاية من اي طرف ولكي نكسر جدار التعتيم الإعلامي المتعمد على شعبنا وقضيتنا المركزية قضية إستعادة دولتنا وحق شعبنا بتقرير مصيرة والتحرر من الإستعمار الشمالي الذي حدث بعد اجتياح الجنوب عام 94م.
فالى رده
السلام عليكم..
بداية نتمنى لصحيفة سما نيوز كل توفيق وتقدم ، ونقدر عاليا جهود القائمين عليها ونتمنى أن تستمر نافذة نور تتنفس منها الحقيقة التي كبلتها الأهواء في الزمن الجنوبي المتعثر.!!
قراءتنا للمشهد السياسي والميداني في اليمن لاتنفصل عن القراءة العامة للمشهد العربي والإقليمي فهي جزء منه ، هكذا هو المشروع الذي استهدف ومازال يستهدف الوطن العربي كقوة محورية للعالم الإسلامي. .! !
فالمشهد الميداني يظهر جليا تكافؤ القوى المتصارعة حتى اللحظة بما ينبئ باستمرار أمد الحرب وهو الأمر الذي سيعيد مشهد من سبق اليمن من الدول في هذا المضمار الدامي مثل سوريا وليبيا والعراق وقبلها الصومال اذا لم يتحرك العقلاء لوقف هذه الحرب !!!
وأعتقد أن خطوط سير الحرب الميدانية الدائرة على الأرض تؤكد أن الصراع ليس بين طرفي الشرعية من جهة والحوثيين والمخلوع صالح من جهة أخرى ، بل إن هناك خطوات وتجمعات وتحركات داخلية وخارجية في هذه الحرب تدل أننا أمام حرب تتنازعها أطراف كثيرة قد لاتظهر جلية في الوقت الراهن وقد تبدو بعض تلك الأطراف يجمعها إطار وهدف واحد إلا أن الحقيقة أن ذلك الجمع ماهو الا جمع مؤقت سيتصدع في مراحل قادمة وينتج لنا أسباب أخرى لهذه الحرب تخلق مبررات استمرارها كما سينتج لنا بوضوح أطرافا أخرى مازالت تتحاشى الإعلان عن مشاريعها حتى اللحظة !!!
فيما يخص موقف المخلوع صالح وحلفائه فإنني أرى أن الرجل مازال يمتلك أوراق هامة وهو طرف رئيس في المعركة وأعتقد أنه وإن أظهر الإعلام غير ذلك تجاه شخص الرجل إلا أن تياره يحظى مازال إلى اللحظة برضى إقليمي بل أنني أرى أن بعض أطراف التحالف الخليجي تتخذ من تيار الرجل ورقة لها أهميتها حتى اللحظة! !!
أما المشهد السياسي فهو يعتبر حصيلة للمشهد الميداني وخير دليل على ذلك افادة المبعوث الدولي ولد الشيخ الأخيرة إلى مجلس الأمن والتي تؤكد أن القوى على الأرض لاتستطيع حسم المعركة عسكريا وبالتالي عليها العودة والقبول بالحل السياسي الذي لن يستثني أحد وسيبقي على تيار صالح وأنصار الله والشرعية في حكومة واحدة ، هذا فيما يخص المشهد في الجمهورية العربية اليمنية ، أما المشهد في الجنوب فهناك معارك متنوعة ومتفرقة ومتداخلة ، فالجنوب المغتصب منذ 7 يوليو 1994م من قبل ما كان يسمى بالجمهورية اليمنية تتداخل فيه خطوط سير المعارك وتمتزج فيه الجبهات بشكل لايدع للمتابع أي إمكانية للقراءة الصحيحة وهو الأمر الذي يؤكد أن الأمور في الجنوب تسير على إيقاع المفاجآت !!
فالقوة التي اغتصبت الجنوب كان قوامها الاطراف المتقاتلة اليوم وهي الشرعية ومن في كنفها من قوى سياسية وقوى الإسلام السياسي ، وتيار المخلوع صالح ومن تحت تصرفه من قوى الإسلام السياسي ، وجماعة أنصار الله ومن معها من قوى سياسية وقوى الإسلام السياسي أيضا، ويخوض أبناء الجنوب على الأرض إلى اللحظة معارك تخدم طرف الشرعية التي تحظى بدعم التحالف الخليجي الذي يخوض هو أيضا معركة في الجنوب واليمن مختلفة في أهدافها عن أهداف معركة الشرعية ومن ينازعها الحكم، فالجنوبيون في ظل مايقومون به من متناقضات تظهرهم الصورة كاجراء حرب أكثر من أن تظهرهم ثوارا ، فهم يتواجدون في مواقع الدفاع عن الحدود السعودية كاجراء تحت تصرف السعودية، ويتواجدون في باب المندب كاجراء مع القوى التي تتصارع هناك إقليمية ودولية، ويتواجدون في أراضي الجمهورية العربية اليمنية تحت رغبة أحد أطراف الحرب وهو الشرعية بداعي تحرير الجنوب في الوقت الذي مازالت كثير من مناطق الجنوب محتلة! !!
وفي ظل هذا الخليط المتناقض يبقى الجنوب سائرا في طريق لا نهاية له تلوح في الأفق ويظل المشهد السياسي ضبابيا حتى يدرك الجنوبيون خطأ خروجهم خارج حدود أرضهم وتتم المعالجة لهذا الخطأ وإعادة ترتيب أولويات ثوار الجنوب وتحالفاتهم ، وتبقى المنطقة برمتها على صفيح ساخن حتى يدرك التحالف الخليجي أهمية أن يمنح الجنوبيون حقهم في الشراكة الحقيقية التي يستعيدون بها وطنهم الجنوب المسلوب وتتحقق بها أهداف ثورتهم الجنوبية !!

عبدالكريم سالم السعدي
رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية. .
