عام
محمية الحسوة بعدن "الصراع على البقاء الطبيعي والمواجهة بالنيران"
[su_label type=”info”]سمانيوز / عدن – هويد الكلدي[/su_label][su_spacer size=”10″]
في جمالها الخلاب وكِساها الأخضر وموقعها الاستراتيجي وصفوتها الطبيعية قد تجبرك جميع تلك الأوصاف على أن تقول هذه ليست في “عدن” ولكنها حقاً في عدن بين الصراع على البقاء الطبيعي والمواجهة بالنيران ”
تعد محمية الحسوة الساحلية السياحية في العاصمة عدن واحدة من أهم وامتع المحميات الطبيعية في الجنوب .
وقد عملت جمعية محمية الحسوة في وقتٍ سابق من تحويل المحمية السياحية إلى مزار سياحي للزوار فقد زاولوا الكثير من الأنشطة داخلها وأقاموا معرض طبيعي داخل ارض المحمية عرضوا فيه العديد من الأعمال الشعبية في إطار المدينة التي تضمها وما جعل من تلك الجمعية إلا أن تضع المحمية الجنوبية الساحلية السياحية كمركز تراثٍ بيئي وثقافي يتعايش فيه المجتمع بالطبيعة والاستمتاع.
*دراسات تشير إلى المحمية*
في وقتٍ سابق من القرن السادس الهجري تشير بعض الدراسات والمصادر التاريخية أن محمية الحسوة الطبيعية التي تقع على ضفاف البحر الكائن بالعاصمة عدن ومطلة على ميناء عدن العريق أن المحمية عبارة عن أرض سبخة “مالحة” وأُستخدمت لصناعة ملح الطعام عندما قام احد أمراء الغزو الأيوبي في القرن السادس الهجري بشراء المحمية غصباً من مالكيها، حتى أن الدراسات تشير على بقاء الأرض ملكاً للدولة حتى بعد منتصف القرن التاسع عشر وتحول وصار مُلكاً لسلطان لحج .
وتعتبر محمية الحسوة في عهد الإستعمار البريطاني منطقة خارج سيطرتها وإنما هي محمية تابعة لإمتداد حُكم احد سلاطين لحج ولكن الإتفاقية التي عقدها الإنجليز مع سلطان لحج في عام 1949م لضمها إلى ممتلكاته في عام 1882م مع شراء مناطق اخرى بموجب الإتفاقية حتى وسع حدود المستعمرة ودفع تعويضاً للمملاح بملغ قيل انه 500 ريال شهرياً.
وفي تلك الفترة التي فرضت الوجود الإستعماري لتلك المحمية استمر دفع التعويض حتى بعد منتصف القرن العشرين ، ودراسات تشير انه تم العمل في المحمية لإستخراج الملح في عام 1922م بإنشاء الشركة المتحدة وكان يديره احد افراد
الجالية الهندية في الجزء الغربي .
*تحولت إلى منفى للنفايات والقمامة*
عندما كان الحُكم الشمالي باسط على الجنوب أُصيبت المحمية بمرض الأهمال ومنذُ عام 2005م احتضنت النفايات والقمامة والمخلفات فعندما تمر من الخط العام المار من جانب المحمية تظن انك في منطقة تأوي القمامة والمخلفات وتتسائل هل انت في محمية الحسوة وقتها؟
ما ادى ذلك الإهمال والرجم بما هو مخالف بحق البيئة تحولت المحمية إلى صندوق نفاية.
ومنذُ عام 2010م حتى نهاية 2016م وعند نزولنا عدة مرات إلى المحمية وجدنا الشيىء الحزين ،وهو قطع الأشجار واحراقها بكثافةٍ وتقسيم الأرض على شكل مجسمات أراضٍ ولو انك في منطقة سكنية ومع ذلك لم يغب مشهد المجاري الذي يطفح بالمحمية من مناطق سكنية مجاورة .
*مسرح للعمليات الإرهابية*
في 2016م ومع منتصف البداية من العام تحولت المحمية إلى مسرح دامي ،حيث نُفذت عدة عمليات إرهابية ومن بينها إعدام جماعي وقتل فردي وترتيب عمليات مستهدفة ومُنطلق لتنفيذ عمليات مشابهة .
وفي 14 ديسمبر 2015 فقد تم العثور على إحدى عشر جثة بعضها مفصولة الرأس عن الجسد هي العملية الأبشع التي عُثِر عليها في محمية الحسوة وأثارة الغضب بين أوساط المجتمع ، وفي 25 ديسمبر من العام نفسه تم العثور على شخص مجهول الهوية مقتول بداخل المحمية.
*للمرة الثانية تتعرض لعملية الأحتراق*
للمرة الثانية على التوالي وهو نفس المكان المستهدف وبنفس العملية المتكررة والحُكم على محمية الحسوة بالحرق بعد أن سال الدماء في باطنها .
الأمر الذي اذهل الجميع في العاصمة عدن هو أن محمية الحسوة السياحية تتعرض للمرة الثانية لعملية الحرق.
في ظل عدم الرقابة وعدم بسط الدولة هيبتها في ارجاء البلد ما جعل ذلك الأمر إلى أن يمد التطاول على المحميات الطبيعية وتكرار احتراق المحمية كشف الأمر أن وراء كل دخان لهب .
كانت المحمية بين قبضات المتنفذين الشماليين وعلى راسهم الرئيس الدكتاتور الشمالي علي عبد الله صالح الذي جعل المحمية طوال عقدين من الزمن غرفة مغلقة الأبواب .
المتنفذون لديهم التوسع الهائل والبسط الغير المحدد فلم يتسع لهم إلا ان يقوموا بشب النيران لإحراق كل اخضر في تلك المحمية ليحولوها إلى ارض قاحلة ،ليأتوا بعدها ببسطهم المستحوذ المطلق ليحولوها إلى منطقة سكنية مشيدة البنيان .
ففي 8/4/2011 تعرضت المحمية لنشوب حريق دون معرفة الأسباب مع أن هناك مناورات لعناصر متنفذة تحاول السيطرة على اراضِ المحمية لتحويلها إلى مشاريع وحدات سكنية.
فعندما يتسائل احدهم بل اكثرهم عن سبب نشوب الحريق فقد يتنوع الجواب من الجهات المعنية بحد وصفهم المضحك .
احدهم يقول “التماس كهربائي بين البطة والاوزة ما أدى إلى إحراق المحمية”
ومسؤول آخر يقول “بسبب الحرارة الشديدة على الأرض ما تسبب بنشوب الحريق”
هُنا تعددت الأسباب ولكن مصادر مسربة وضحت السبب وهو أن جهات متنفذة ما زالت تعمل على نهب الأراضي وتحويل الاماكن الهامة العامة إلى مجسمات أرآضي يتم البسط عليها وتحويلها إلى مبانٍ خاصة بتعاقدات تجمع المتنفذ بمعاشيق.
*الموقع والمساحة*
تقع محمية الحسوة الطبيعية في الفيض النهائي للسيول الموسمية أي أنّها تقع في نهاية مصب الوادي الكبير ونظراً لوجود غطاء نباتي كثيف فيها ساعد ذلك على حجز مخلفات السيول ومخلفات المياه العادمة المعالجة بين جذوع الأشجار وبالتالي تقليل الإضرار على الشُعاب المرجانية.
وتطل محمية الحسوة جنوباً على خليج عدن وشمالاً على منطقة المنصورة وشرقاً على كالتكس وغرباً على المحطة الكهروحرارية وتتبع إدارياً مديرية البريقة.
وتبلغ مساحة المحمية 185 هكتاراً منها 30 هكتاراً أحواض مائية خاصة بمعالجة المياه العادمة المعالجة.
وتتفاوت أنواع التربة الخاصة بالمحمية فهي سلتية رملية إلى طينية في بعض المواقع، وهو ناتج عن انبساط السيول الموسمية وتكوين هذه الطبقة من التربة خصوصاً عند مرور مياه الوادي الكبير القادمة من دلتا تبن.
ويبلغ إجمالي المياه المتدفقة إلى المحمية يومياً بما يقارب 18.000م3 يُستفاد من 25% منها وتجري حالياً وبجهود من المستفيدين وبرنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في كيفية الاستفادة الكاملة من هذه المياه بدلاً عن هدرها في البحر.
*نباتات وطيور المحمية*
تضم محمية “الحسوة” نباتات طبيعية وأخرى مستزرعة تمثل نباتات البيئة الساحلية والصحراوية لعدن والمناطق الساحلية المشابهة نباتات نخيل الدوم (الطاري أو البهاش)، وكذلك نباتات السويداء (العصل) وهما نوعان لهما العديد من الاستخدامات.
كما تمثل المحمية مدخلاً وراثياً وأمهات النباتات البيئة الساحلية الصحراوية. تشكل محمية الحسوة الطبيعية موئلاً للعديد من الكائنات الحية المهددة بالانقراض نتيجة التوسع العمراني، وتناقص المساحات الطبيعية، مثل: الزواحف والأرانب البرية والحشرات والطيور البحرية، وقد تم رصد أكثر من (70) نوعاً من الطيور المستوطنة والمهاجرة منها: النورس أبيض العين وملك العقبان وأبو المغزل وأبو ملعقة والنحّام (فلا مينجو).
تعد محمية الحسوة الساحلية السياحية في العاصمة عدن واحدة من أهم وامتع المحميات الطبيعية في الجنوب .
وقد عملت جمعية محمية الحسوة في وقتٍ سابق من تحويل المحمية السياحية إلى مزار سياحي للزوار فقد زاولوا الكثير من الأنشطة داخلها وأقاموا معرض طبيعي داخل ارض المحمية عرضوا فيه العديد من الأعمال الشعبية في إطار المدينة التي تضمها وما جعل من تلك الجمعية إلا أن تضع المحمية الجنوبية الساحلية السياحية كمركز تراثٍ بيئي وثقافي يتعايش فيه المجتمع بالطبيعة والاستمتاع.
*دراسات تشير إلى المحمية*
في وقتٍ سابق من القرن السادس الهجري تشير بعض الدراسات والمصادر التاريخية أن محمية الحسوة الطبيعية التي تقع على ضفاف البحر الكائن بالعاصمة عدن ومطلة على ميناء عدن العريق أن المحمية عبارة عن أرض سبخة “مالحة” وأُستخدمت لصناعة ملح الطعام عندما قام احد أمراء الغزو الأيوبي في القرن السادس الهجري بشراء المحمية غصباً من مالكيها، حتى أن الدراسات تشير على بقاء الأرض ملكاً للدولة حتى بعد منتصف القرن التاسع عشر وتحول وصار مُلكاً لسلطان لحج .
وتعتبر محمية الحسوة في عهد الإستعمار البريطاني منطقة خارج سيطرتها وإنما هي محمية تابعة لإمتداد حُكم احد سلاطين لحج ولكن الإتفاقية التي عقدها الإنجليز مع سلطان لحج في عام 1949م لضمها إلى ممتلكاته في عام 1882م مع شراء مناطق اخرى بموجب الإتفاقية حتى وسع حدود المستعمرة ودفع تعويضاً للمملاح بملغ قيل انه 500 ريال شهرياً.
وفي تلك الفترة التي فرضت الوجود الإستعماري لتلك المحمية استمر دفع التعويض حتى بعد منتصف القرن العشرين ، ودراسات تشير انه تم العمل في المحمية لإستخراج الملح في عام 1922م بإنشاء الشركة المتحدة وكان يديره احد افراد
الجالية الهندية في الجزء الغربي .
*تحولت إلى منفى للنفايات والقمامة*
عندما كان الحُكم الشمالي باسط على الجنوب أُصيبت المحمية بمرض الأهمال ومنذُ عام 2005م احتضنت النفايات والقمامة والمخلفات فعندما تمر من الخط العام المار من جانب المحمية تظن انك في منطقة تأوي القمامة والمخلفات وتتسائل هل انت في محمية الحسوة وقتها؟
ما ادى ذلك الإهمال والرجم بما هو مخالف بحق البيئة تحولت المحمية إلى صندوق نفاية.
ومنذُ عام 2010م حتى نهاية 2016م وعند نزولنا عدة مرات إلى المحمية وجدنا الشيىء الحزين ،وهو قطع الأشجار واحراقها بكثافةٍ وتقسيم الأرض على شكل مجسمات أراضٍ ولو انك في منطقة سكنية ومع ذلك لم يغب مشهد المجاري الذي يطفح بالمحمية من مناطق سكنية مجاورة .
*مسرح للعمليات الإرهابية*
في 2016م ومع منتصف البداية من العام تحولت المحمية إلى مسرح دامي ،حيث نُفذت عدة عمليات إرهابية ومن بينها إعدام جماعي وقتل فردي وترتيب عمليات مستهدفة ومُنطلق لتنفيذ عمليات مشابهة .
وفي 14 ديسمبر 2015 فقد تم العثور على إحدى عشر جثة بعضها مفصولة الرأس عن الجسد هي العملية الأبشع التي عُثِر عليها في محمية الحسوة وأثارة الغضب بين أوساط المجتمع ، وفي 25 ديسمبر من العام نفسه تم العثور على شخص مجهول الهوية مقتول بداخل المحمية.
*للمرة الثانية تتعرض لعملية الأحتراق*
للمرة الثانية على التوالي وهو نفس المكان المستهدف وبنفس العملية المتكررة والحُكم على محمية الحسوة بالحرق بعد أن سال الدماء في باطنها .
الأمر الذي اذهل الجميع في العاصمة عدن هو أن محمية الحسوة السياحية تتعرض للمرة الثانية لعملية الحرق.
في ظل عدم الرقابة وعدم بسط الدولة هيبتها في ارجاء البلد ما جعل ذلك الأمر إلى أن يمد التطاول على المحميات الطبيعية وتكرار احتراق المحمية كشف الأمر أن وراء كل دخان لهب .
كانت المحمية بين قبضات المتنفذين الشماليين وعلى راسهم الرئيس الدكتاتور الشمالي علي عبد الله صالح الذي جعل المحمية طوال عقدين من الزمن غرفة مغلقة الأبواب .
المتنفذون لديهم التوسع الهائل والبسط الغير المحدد فلم يتسع لهم إلا ان يقوموا بشب النيران لإحراق كل اخضر في تلك المحمية ليحولوها إلى ارض قاحلة ،ليأتوا بعدها ببسطهم المستحوذ المطلق ليحولوها إلى منطقة سكنية مشيدة البنيان .
ففي 8/4/2011 تعرضت المحمية لنشوب حريق دون معرفة الأسباب مع أن هناك مناورات لعناصر متنفذة تحاول السيطرة على اراضِ المحمية لتحويلها إلى مشاريع وحدات سكنية.
فعندما يتسائل احدهم بل اكثرهم عن سبب نشوب الحريق فقد يتنوع الجواب من الجهات المعنية بحد وصفهم المضحك .
احدهم يقول “التماس كهربائي بين البطة والاوزة ما أدى إلى إحراق المحمية”
ومسؤول آخر يقول “بسبب الحرارة الشديدة على الأرض ما تسبب بنشوب الحريق”
هُنا تعددت الأسباب ولكن مصادر مسربة وضحت السبب وهو أن جهات متنفذة ما زالت تعمل على نهب الأراضي وتحويل الاماكن الهامة العامة إلى مجسمات أرآضي يتم البسط عليها وتحويلها إلى مبانٍ خاصة بتعاقدات تجمع المتنفذ بمعاشيق.
*الموقع والمساحة*
تقع محمية الحسوة الطبيعية في الفيض النهائي للسيول الموسمية أي أنّها تقع في نهاية مصب الوادي الكبير ونظراً لوجود غطاء نباتي كثيف فيها ساعد ذلك على حجز مخلفات السيول ومخلفات المياه العادمة المعالجة بين جذوع الأشجار وبالتالي تقليل الإضرار على الشُعاب المرجانية.
وتطل محمية الحسوة جنوباً على خليج عدن وشمالاً على منطقة المنصورة وشرقاً على كالتكس وغرباً على المحطة الكهروحرارية وتتبع إدارياً مديرية البريقة.
وتبلغ مساحة المحمية 185 هكتاراً منها 30 هكتاراً أحواض مائية خاصة بمعالجة المياه العادمة المعالجة.
وتتفاوت أنواع التربة الخاصة بالمحمية فهي سلتية رملية إلى طينية في بعض المواقع، وهو ناتج عن انبساط السيول الموسمية وتكوين هذه الطبقة من التربة خصوصاً عند مرور مياه الوادي الكبير القادمة من دلتا تبن.
ويبلغ إجمالي المياه المتدفقة إلى المحمية يومياً بما يقارب 18.000م3 يُستفاد من 25% منها وتجري حالياً وبجهود من المستفيدين وبرنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في كيفية الاستفادة الكاملة من هذه المياه بدلاً عن هدرها في البحر.
*نباتات وطيور المحمية*
تضم محمية “الحسوة” نباتات طبيعية وأخرى مستزرعة تمثل نباتات البيئة الساحلية والصحراوية لعدن والمناطق الساحلية المشابهة نباتات نخيل الدوم (الطاري أو البهاش)، وكذلك نباتات السويداء (العصل) وهما نوعان لهما العديد من الاستخدامات.
كما تمثل المحمية مدخلاً وراثياً وأمهات النباتات البيئة الساحلية الصحراوية. تشكل محمية الحسوة الطبيعية موئلاً للعديد من الكائنات الحية المهددة بالانقراض نتيجة التوسع العمراني، وتناقص المساحات الطبيعية، مثل: الزواحف والأرانب البرية والحشرات والطيور البحرية، وقد تم رصد أكثر من (70) نوعاً من الطيور المستوطنة والمهاجرة منها: النورس أبيض العين وملك العقبان وأبو المغزل وأبو ملعقة والنحّام (فلا مينجو).



