مقالاتوفيات وتعازي

عدن تودع احد كوادرها

 

بقلم :

المهندس / محمد ابوبكر خليفه

ودعت العاصمة عدن يوم أمس احد كوادرها الشرفاء وهو الدكتور ابوبكر محمد حامد خليفه بعد رحلة كفاح ومسيرة عطاء حافلة في محراب النضال والعلم ، رحل الفقيد وبقيت ذكراه وسيرته العطرة خالدة في نفوس الناس ومنقوشة بماء الذهب على صخور شمسان الشماء.

إن مآثر الفقيد رحمه الله كثيرة متعددة، يطول تعدادها وحصرها ، وسنتركم مع ترجمة مختصرة لسيرة الفقيد بقلم ابنه الأستاذ المهندس / محمد ابوبكر خليفه.

الفقيد الدكتور / ابوبكر محمد حامد خليفه من مواليد عدن، كريتر، حافة حسين، حيث ولد في تاريخ 31 مايو 1939م. كان من شباب حافة حسين الذين كانوا متفوقين في دراستهم و كذلك مهتمين بالجانب الرياضي حيث حصل الفقيد على المركز الأول في امتحان الثانوية في عدن في العام الذي اجتاز فيه مرحلة الثانوية، و كان من ابرز لاعبي فريق الحسيني الرياضي في لعبة كرة الطاولة وحاز على العديد من البطولات في هذه الرياضة.

تلقى الفقيد دراسته الجامعية (مجال الطب) في جامعة جمهورية مصر العربية و أكمل دراسته التخصصية في مجال (الأنف و الأذن والحنجرة) في جامعة لندن و خلال دراسته كان من الطلاب المتفوقين هناك. انخرط في العمل السياسي لفترة حيث انتمى لمنظمة جبهة التحرير وكان ما الأطباء الفاعلين ضد الاستعمار البريطاني. شارك في العديد من الأنشطة السياسية و لكنه كان لا يحب الظهور والشهرة فهي إحدى أفضل صفاته فهو يحب العمل بصمت و اثر أن يعتزل العمل السياسي بعد فترة وجيزة من الاستقلال في الجنوب.

بعد أن أنهى دراسته الجامعية عاد إلى ارض الوطن ليخدم بلده و كان هو والدكتور / صالح حرسي رحمة الله عليهم جميعا أول طبيين في عدن حيث أكمل د/ ابوبكر دراسته التخصصية في عام 1969م. عمل الطبيب في مستشفى الجمهورية التعليمي وشهد له الجميع هناك بالأمانة والجودة و حسن الخلق و النزاهة وتتلمذ على يده العديد من الأطباء هناك. شغل منصب رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة هناك لفترة ليست بالقصيرة. كما لم يمانع في الخدمة في الأرياف حيث عمل بمنطقة الضالع كطبيب مقيم لفترة ليست بالوجيزة.

كان د/ ابوبكر خليفه يجسد صورة الطبيب الإنسان المتواضع و الرحيم الذي يحب أن يعمل بصمت ولا يحب الظهور للإعلام و العلن، فكان بيته مفتوح لكل الناس في أي وقت فلطالما تردد علية الفقراء الذين كانوا لا يستطيعون دفع تكاليف العلاج في العيادات و المستشفيات الباهظة الثمن. كما كان العديد من قيادات الدولة لا تتق إلى فيه و كانت تتردد عليه باستمرار للعلاج من أي مرض يصيبهم.
لدى الفقيد خمسة من الأولاد و بنت واحده: هم محمد و حسين و علاء وامجد و احمد و مريم.
رحم الله الفقيد و اسكنه فسيح جناته و أكرمه بالفردوس الأعلى من الجنة و الهم أهله جميعا الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون ….
عظم الله أجرك يا عدن ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى