المرأة ودورها في الحفاظ على الأسرة من التفكك.

سمانيوز /تقرير / خديجة الكاف
يعتبر دور المرأة في الحفاظ على العلاقات الأسرية، أسمى وأقدس العلاقات على وجه الأرض، كونها كالشجرة التي تمتد أوراقها ليستظل بها المجتمع وكلما ازدادت أوراقها وتشابكت أغصانها كلما كانت الحضن الدافئ والحصن الأمين لكل من يأوي إليها.
وهناك أسباب تؤدي إلى التفكك الأسري وهي كثيرة ولكن من أهم الأسباب الاتي :
الأب الذي يكون في عمله باستمرار بحيث يصرف معظم الوقت في العمل ولا يجد وقتاً لأسرته فتبدأ الزوجة بالتدمر والاستياء وتشعر بأن الزوج الذي كانت تحلم بمشاركته لها أحداث الحياة اليومية يتبخر يوماً بعد يوم ، والأم المنصرفة عن مسؤولياتها الأسرية بشواغل مختلفة منها العمل فلا يجد الزوج زوجته للعناية بشؤونه و احتياجاته مما يُحرم الزوج والأولاد من متابعة هذه الأم وعدم قيامها بواجباتها الزوجية بالشكل المطلوب منها ، ومن أسباب التفكك وسائل التواصل الاجتماعي فبدلاً من أن يقضي معها جزءا من وقت الفراغ أخذت كثيراً من أوقات الأفراد مما اخل بواجباتهم الأخرى نحو أسرهم .
فدور الأم بالأعمال المنزلية مثل الطبخ والنظافة وتربية الأولاد بكل جوانبها سواء الذهاب بهم للمدارس أو متابعة تحصيلهم الدراسي أو العناية بهم يحتاجونه من رعاية وعطف وسهر على صحتهم وهذا ينتج علاقة نفسية حميمة بينها وبين الأطفال ، لا سيما الوضع الاقتصادي وفي حال الفقر لا يستطيع الأب توفير احتياجات أسرته مع كبرها وقلة تعليمه فيعجز عن الاستجابة لمتطلباتها فيقع في الحرام للحصول على المال أو يدفع بعض أفراد أسرته لمسالك السوء للحصول على مزيد من المال فيكون النتاج تفكك تلك الأسرة .
والآثار السيئة للتفكك الأسري يصعب حصرها ولكننا سنحاول عرض أهمها فمن ذلك :
آثار التفكك على الأفراد أول ضحايا التفكك الأسري هم أفراد الأسرة المفككة فالزوج والزوجة يواجهان مشكلات كثيرة تترتب على تفكك أسرتهما فيصابان بالإحباط وخيبة الأمل وهبوط في عوامل التوافق والصحة النفسية والآثار الأكثر خطورة هي تلك المترتبة على أولاد الأسرة المتفككة خصوصاً إن كانوا صغار السن فأول المشكلات التي تواجههم فقدان المأوى الذي كان يجمع شمل الأسرة، وهنا سوف يحدث التشتت، حيث يعيش الأولاد أو بعضهم مع أحد الوالدين والبعض الآخر مع الوالد الآخر، آثار التفكك على علاقات الزوجين بالآخرين ينتج عن التفكك الأسري اضطرابات وتحلل في علاقات الزوجين بالآخرين خصوصاً الأقارب، فإن كانت هناك علاقة قرابة بين أسرتي الزوجين فإنه غالباً وللأسف تتأثر سلبياً بما يحدث للزوجين فتحدث القطيعة بين الأسرتين.
وآثار التفكك على نشر الانحراف يؤدي إلى التفكك الأسري في بعض الأحيان إلى تهيئة الظروف لانحراف أفراد الأسرة خصوصاً الأولاد من البنين والبنات، فعندما تتفكك الأسرة ويتشتت شملها ينتج عن ذلك شعور لدى أفرادها بعدم الأمان الاجتماعي وضعف القدرة لدى الفرد على مواجهة المشكلات .
آثار التفكك على قيم المجتمع وثقافته يسبب التفكك الأسري اختلاًلاً في كثير من القيم التي يسعى المجتمع لترسيخها في أذهان وسلوكيات أفراده، مثل الترابط والتراحم والتعاون والمسامحة ومساعدة المحتاج والوقوف معه في حالات الشدة وغيرها من القيم الايجابية المهمة في تماسك المجتمع واستمراره ، الانحراف الاجتماعي، يشير مفهوم الانحراف الاجتماعي بشكل عام إلى أنماط الفعل التي تمتثل للمعايير والقيم التي يعتنقها أغلبية أعضاء الجماعة أو المجتمع ويختلف ما يعد انحرافاً بذات القدر الذي تتباين به المعايير والقيم التي تميز الثقافات الفرعية المختلفة عن بعضها فالعديد من أشكال السلوك التي يُنظر إليها بقدر كبير من التقدير من قبل جماعة ما قد تعدُّ سلبية في نظر أبناء جماعة أخرى .
ويشير السلوك المنحرف إذاً إلى الخروج أو الانحراف عن المعايير الاجتماعية السائدة في المجتمع كما يشير ميرتون إلى نمطين أساسيين من السلوك المنحرف هما السلوك اللاتوافقي والسلوك المنحرف ويميز بينهما على النحو الآتي :ـ
الأفراد غير المتوافقين تتخذ معارضتهم ـ عادة ـ صفة العلانية على حين أن المنحرفين يحاولون ـ عادة ـ إخفاء انحرافاتهم فالمعارضون السياسيون يظهرون معارضتهم للنظام السياسي علانية بينما مرتكبو الجرائم يمارسون سلوكهم في الخفاء ، بينما يمثل سلوك غير المتوافقين تحدياً لشرعية المعايير الاجتماعية التي يعارضونها ويرفضونها فإن المنحرفين ينتهكون المعايير التي يعترفون بها فيحاول المنحرفون تبرير سلوكهم المنحرف ولكنهم لا يجادلون في أن السرقة انحراف والقتل خطيئة ، يسعى غير المتوافقين إلى تحقيق هدف أساسي يتمثل في تغيير المعايير الاجتماعية القائمة وإحلال معايير أخرى محلها يرون أنها أفضل من المعايير القائمة، في حين أن المنحرفين لا يشغلهم سوي كيفية الهروب من العقوبات المرتبطة بمخالفة المعايير الاجتماعية القائمة بالفعل ، يسعى غير المتوافقين إلي تحقيق العدالة في الواقع الاجتماعي من خلال محاولتهم تغير البناء الاجتماعي لكن المنحرفين لا يكون لديهم شيئاً جديداً يقدمونه، لأنهم يسعون إلى التعبير عن مصالحهم الخاصة وإشباع حاجاتهم الشخصية .
تقول نعمة منذوق اخصائية نفسانية من الصعوبة حصر الأسباب المؤدية لمشكلة التفكك الأسري ذلك لكثرتها وتداخل أكثر الأسباب في نشأتها في كثير من الأحيان ولكن من أهم الأسباب: الأب الحاضر الغائب وهذا يتمثل في رب الأسرة الذي يقضي معظم وقته خارج المنزل، مثل رجل الأعمال الغارق في عمله ليل ونهار في متابعه أعماله، كذلك الأم الحاضرة الغائبة أيضا المنشغلة بعملها خارج المنزل ولا تعطي بعض الوقت لمنزلها وأسرتها وبعض النساء المنشغلات بخروجهن الدائم مع صديقاتها ،صراع الأدوار يقصد به التنافس بين الزوجين لأخذ كل منهم مكان الآخر، ويترتب عليه حصول نزاعات فيما بينهم ،وكذلك الاتصالات الحديثة والانشغال بها بالساعات وترك الأبناء وهذا أكثر ما نراه في المجتمعات المعاصرة على الرغم من إيجابياتها، إلا أنها تشكل خطورة على الأبناء ، والوضع الاقتصادي سواء كان فقراً أو غنىً ففي حالة الغنى نجد بعض الأغنياء ينشغلون بالمال وتوفيره ويبتعدون عن أسرهم ، في حال الفقر نجد الأب لا يستطيع توفير احتياجات أسرته الضرورية ويحصل هنا النزاعات بين الوالدين مما يؤدي أحياناً للانفصال والتفكك وتشريد الأبناء.
وأخيرا ضعف الإيمان وهذا العامل الأساسي في التفكُّك الأُسري والاجتماعي لأهميته وعدم التنبه له.