مواطنون لـ«سمانيوز»:المستشفيات الحكومية خدماتها لاتلبي حاجاتنا.. من ينصفنا؟.

سمانيوز / استطلاع
من منجزات الوحدة المشؤومة هو تنصُّل الدولة من مسؤلياتها تجاه المواطن الجنوبي الذي كان يحظى بميزات خاصة في كافة مجالات حياته المعيشية والصحية والأمنية، واليوم نراها معدومة بعد أن تم خصخصة كل شيء و إفساح المجال أمام التجار والنافذين وأصحاب رؤوس المال للسيطرة على جميع القطاعات بما فيها الصحية، باتت حياة المواطن الجنوبي البسيط رهينة بين أيديهم، ورغم ما نشاهده من صروح طبية حكومية ضخمة عملاقة، ولكن خدماتها زهيدة متواضعة لا ترتقي إلى حجمها وإلى ما يلبي حاجة المواطن البسيط بحسب إفادة مواطنين محليين.
وعلى ضوء تساؤلات الأهالي من سبب انعدام ثقة المواطن الجنوبي في المستشفيات الحكومية وتوجهه إلى المستوصفات والعيادات الخاصة لإسعاف مريضه، ولماذا تنفق وزارة الصحة العامة وإداراتها بالمديريات نثريات بملايين الدولارات شهرياً على صيانة وترميم المباني والآثاث والمكيفات وعلى النزول والطلوع، فيما لايستفيد المواطن شيئاً منها؟ لماذا أُنشئت وزارة الصحة ومن المستفيد من وجودها.
رصدت صحيفة «سمانيوز» قصصاً واقعية تكشف جانباً من معاناة المواطن الجنوبي مع القطاع الصحي الحكومي، حيث قال الأخ أبو عدنان : نسيت أن في البلد مستشفيات حكومية، حيث كان ولدي يعاني من ألم شديد في البطن مغص وطرش واسعفته إلى المستوصف القريب، وبعد الكشف عليه قال الطبيب أنه يعاني من التهاب الصبع الزائدة وبحاجة إلى عملية جراحية على وجه السرعة، وقام الدكتور مشكورا بتحويلي إلى مستشفى خاص تخصصي لغرفة عمليات وإخصائيي جراحة، وذهبت إلى هناك وهات يا ذبح، المهم دخلت ومعي مليون ريال وخرجت بعد أسبوع وأنا مديون مليون ريال ثاني، وأهم شي أن ابني تعافى ولكن القريب أنه لم يخطر ببالي أن أسعف ولدي إلى المستشفى الحكومي، بل أنني نسيت أن في البلد وزارة صحة ومستشفيات حكومية. وختم بالقول : لم يفقد المواطن ثقته في المستشفيات الحكومية من فراغ وإنما نتاج العبث والخصخصة التي اجتاحت البلد عقب وحدة العام 90م المشؤومة وباتت حياة المواطن البسيط مرهونة بأيدي التجار أصحاب رؤوس المال، حيث لم تضع الدولة لحياة الإنسان قيمة وتركت المجال مفتوحا أمام التُجّار ليعبثون بها.
• التذاكر والعلاج في الخارج على حساب المواطن :
المواطن نبيل أبو باسل قال : أصيبت أمي بمرض في العيون فذهبت بها إلى عيادة خاصة، وبعد الكشف عليها نصحني الطبيب بأن أسافر بها إلى مصر كونها بحاجة إلى عملية جراحية معقدة، واضطررت إلى بيع سيارتي الخاصة وكذا بيع ذهب اختي واشترينا تذاكر وسافرت بالوالدة إلى مصر، وأجريت لها العملية ولله الحمد نجحت العملية والأمور طيبة، وهنا ما الفائدة من وجود وزارة صحة في البلد ووجود وزير ومدراء عموم ونثريات بالملايين، ولو نجمع نثرياتهم الشهرية لعالجت مائة مريض شهرياً في الداخل والخارج، ولما اضطررت إلى بيع سيارتي وذهب أُختي.
وأضاف ساخراً “احتمال أن الوزارة أُنشئت لكي تحل مشاكل الوزير وأُسرته فقط، نثريات وعلاجات في الخارج والمواطن له الله.
• المواطن يتكفل بمريضه والوزارة تتكفل بالوزير وحاشيته :
فيما قال الأخ صامد : عندما يصاب أحد أفراد الأسرة بمرض تنهال علينا الهموم، وأول ما يخطر في بالي العيادات والصيدليات الخاصة وتكاليف العلاجات الباهظة، وبعد كل حالة مرضية لابد ماتسقط ضحايا بحسب الحالة، أما أن نبيع جزءً من ذهب الزوجة، وأما أن نبيع السيارة بحسب ما تتطلب الحالة المرضية، وأحياناً تحتاج إلى عملية وترقيد.
وأضاف مستدركاً” صحيح لماذا نفكر في بيع كذا وكذا ومعنا وزارة صحة عامة، ماهي وظيفتها وماهو دورها تجاه المواطن المطحون، يمكن بس جالسين يتفرجون علينا ويتباكون على معاناتنا، لماذا معاهم مكاتب ومكيفات ومولدات كهربائية وحراسات ومواكب ونفقات ونثريات بملايين الدولارات ونحن نتجعجع ونتمرمط ونبيع الذي تحتنا والذي فوقنا من شأن نعالج مريضنا!، ماهي وظيفتهم تجاهنا؟ لماذا لايتم حذف وزارة الصحة ومكاتبها وتوزيع نثرياتها لصالح إنقاذ حياة البشر وتوفير المشقة والجعجعة الذي يكابدها المواطن؟ أو يمكن أمرنا لايعنيهم أو يمكن المواطن يتكفل بمريضه والوزارة تتكفل بالوزير وحاشيته.
• كيان ضخم فاقد جوهره الإنساني :
الأخ أبو ديان قال : القطاع الصحي الحكومي عبارة عن كيان ضخم الشكل الخارجي ولكنه فاقدا لجوهره ومضمونه الإنساني كونه غير مرتبط بالمواطن أصلا، وكما يقول اخواننا المصريون من خارج الله الله ومن داخل يعلم الله، واعتقد أن لديهم مشاغل أكبر من حياة المواطن، هم في وادي الترف والمواطن في وادي القرف، وأهم شي تأمين موكب الوزير والوكيل والمدير العام واعتماد نثرياتهم ونثريات أولادهم وحراساتهم وحاشيتهم وسفرياتهم.
ويتابع حديثه” يا أخي الجماعة لديهم هموم كبيرة ماتحملها ملف، أرجوك لاتعكر مزاجهم، خليهم في حالهم ونحن قدنا في حالنا، والمفرج الله، وختم حديثه بمقولة مشهورة والتي يقول نصها : تنتهي دولة الكلاب بمجرد استيقاظ الأسود.
• من الخاص إلى مصر :
الاخ أبو حسين قال : أصيبت أمي بقروح في القدم (غرغرينا) حيث أنها مريضة بالسكري وعالجتها بأحد المستشفيات الخاصة، ولكن ما في فائدة مااضطرنا للسفر إلى مصر والحمد لله تمت العملية بنجاح، ولكن بعد أن انتكب عفشنا وداهمنا الفلس والديون من كل حدب وصوب، وأحسن شي في هذا الروتين أنه لو أتى دعم خارجي للمواطن لوجدنا الوزارة بكل طواقمها وافرادها موجودة، ولايمكن أن تتم أي معاملة إلا عبرها، ولكن المعاملات الأخرى التي فيها إنقاذ حياة مواطن لاحس لهم ولاخبر.
• شعب فقير عايش برستيج :
من جهته الدكتور مازن : قال سبحان الله لا أحد يعلم كيف هي تفاصيل كواليس معيشة هذا الشعب الفقير العايش حياة برستيج يعالج مريضه في الخاص بمبالغ باهظة وأموره طيبة رغم مايعانيه من فقر ومرض، وفي بعض الدول الفقيرة يتم التركيز والاهتمام بالخدمات الطبية وتُبذل قصارى الجهود لتوفيرها لمواطنيها مجاناً كونها حق من حقوقه وأدنى خدمة يجب توفرها للمواطن الفقير.
وتابع متسائلاً : شعب فقير بالكاد يوفر لقمة العيش، كيف نحمِّله تكاليف أخرى فوق طاقته! هكذا هو تفكير دول العالم ولكن لا أدري كيف هو تفكير دولتنا كان الله في عون هذا الشعب المسكين.
• إبان دولة الجنوب كنا في نعمة عظيمة ولكن لم نحافظ عليها :
من جهته الأخ ابو عماد قال : إبان دولة الجنوب كنا نعيش في نعمة عظيمة، ولكن لم نشعر بها ولم نحافظ عليها ويقول المثل يستاهل البرد من ضيع دفاه.
وأضاف ساخراً : أنا سبب نفسي بنفسي جبت صبعي صوب عيني، ولقد كنا عايشين حياة راقية ولانشيل هم شي وكانت دولتنا الجنوبية هي المتكفل بعلاج مرضانا في الداخل والخارج، وكذلك مهتمة بتعليم وتربية أولادنا وكان كل شي مجاناً، لايوجد انعدام للأمن الغذائي أو الصحي أو الأمني، وكان شعار وزارة الصحة بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الصحة للجميع بحلول العام 2000م، ولكن حدثت وحدة استباقية مشؤومة أتت على الأخضر واليابس وقتلت أحلامنا وأصبحت الصحة مجرد ذكرى عالقة في أذهاننا و في ملفات وإرشيف ماضي الجنوب.
• شعب عنيد عايش عناد :
وختمنا جولتنا الاستطلاعية بالأخ صفوان الذي قال : الجنوب بخير وأهل الجنوب في نعمة وخير عظيم مادام فينا أهل الخير ممن يتكفلون بعلاج اخوانهم الفقراء، لدينا جمعيات خيرية ورجال خير ولاتشيل هم شعب الجنوب مكافح جبار عنيد عايش عناد لايستسلم للضغوط المفتعلة وسوف يتجاوزها وينتصر في النهاية والفرج قريب بإذن الله.