الجنوب العربيحوارات

المرأة ودورها الهام في منع التطرُّف في المجتمع

سمانيوز- شقائق / استطلاع

المرأة ودورها لا ينتهي أبداً ليس الشرط أن تكون في البيت والعمل، بل أيضاً في المجتمع الذي تعيش فيه،فهي جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع، حيث تمارس دوراً مهماً في بناء السلام ونشر التسامح والمحبة وغرس روح الأمان والثقة،خاصة وأن المجتمع أصبح يعيش حالة من الفوضى والزعزعة التي تؤدي إلى التطرف والتعصُّب والعنف مما يخلق أفكاراً عشوائية ومتطرّفة وهذا يؤثر على المجتمع ، وهنا المرأة يكون أدوارها مهمة وصعبة ولكن عندما تكون المرأة مثقفة ويُعطى لها الحق في المشاركة الاجتماعية وذلك عبر دورها الريادي في منع التطرُّف.

المرأة تؤثر على محيطها : 

تقول المستشارة الدكتورة أسماء أحمد صالح الشقري ؛مستشارة وزير الري والثروة السمكية ونائب رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي : 

إن دور المرأة في منع التطرُّف لا يخرج عن دائرة كونها أم وزوجة وأخت لها مسؤولية إعادة إنتاج ثقافة التماسُك العائلي وتشكيل القيم التربوية والابتعاد عن العنف. كما يوجد دور أكبر للمرأة كفرد وكمواطن منخرط في المؤسسات الأمنية والحكومية، ومنظمات المجتمع المدني الذي يقود فعل منع التطرف العنيف  فتستطيع المرأة أن تؤثر على محيطها الشخصي والاجتماعي بشكل إيجابي.            

وأضافت : حيث أن التطرف العنيف يهدِّد المجتمع بأسره فيجب العمل على جميع المستويات في المجتمع لمنعه ومكافحته، ويشمل هذا الأمر إشراك النساء والفتيات في استراتيجيات وبرامج المنع بعد ما اثبتن نجاحهن وفعالية تدخلاتهن في مجالات أخرى مماثلة، عندما يتم إشراك النساء في مفاوضات السلام، فإن  الاتفاقات التي يتم التوصُّل لها تكون أكثر احتمالاً وتدوم على الأرجح لفترة أطول، مثال على ذلك اتفاق السلام الكولومبي لعام 2016م شكّلت فيه النساء أكثر من 30% من المفاوضين مع القوات المسلحة الثورية أيضاً  شاركت النساء بمعدلات مماثلة في التفاوض على اتفاق السلام لعام 2014م بين الحكومة الفلبينية وجبهه مورو الإسلامية للتحرير وفي عمليات السلام أصبح يُنظر للنساء أنهن فاعلات لا غنىً عنهن لمنع التطرّف العنيف ومكافحته، وفي هذا السياق دعت الأمم المتحدة إلى تكامل أكبر لجهود المرأة والسلام والأمن ومكافحة التطرُّف العنيف،وزيادة مشاركة المرأة وقيادتها وتمكينها في وضع استراتيجيات لمنع ومكافحة التطرُّف العنيف.   

واختتمت : فأنا من وجهة نظري بأن المجتمع الدولي بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة التفكير في كيفية وضع استراتيجيات لمنع ومكافحة التطرُّف العنيف على المستويات المحلية والوطنية والدولية بهدف دمج المنظور الإنساني وزيادة مشاركة المرأة في إنشاء وتنفيذ هذه الاستراتيجيات.

الأم مدرسة إذا أعددتّها .. أعددتَّ شعباً طيب الأعراق

وتقول المهندسة بشرى عباس شمسان؛ هندسة مدنية مجال السدود والقنوات وزارة الزراعة:

إذا ما نظرنا إلى تعريف المجتمع فسنلاحظ أنهم عبارة عن مجموعات من البشر الذين يعيشون في مساحات محددة من الأرض وتربطهم إلى جانب الروابط الجغرافية العلاقات الاجتماعية والمصالح اﻻقتصادية والمحدِّدات التاريخية والنفسية والأفكار والمشاعر والرؤى نحو الحاضر والمستقبل إلى جانب الروابط الأُسرية والدينية والقومية واللُّغوية وكل تلك المحدِّدات التي ذكرناها هي عوامل ومضامين أساسية في تميُّز هذا المجتمع عن ذاك كمجتمعات شرقية أم غربية، مثلاً عربية أم أوروبية، إسلامية أم مسيحية أم يهودية من منطلقات دينية

ومما لاشك فيه أن لكل مجتمع من هذه المجتمعات التي ذكرناها سماته الخاصة وأفكاره وعاداته وتقاليده التي تربّى عليها منذ مئات بل وآلاف السنين، باستثناء

الأديان فإنها تخضع للكثير من المتغيرات والتطورات بل وحتى التراجعات والانتكاسات

بحكم أساليب التأثُّر والتأثير المتبادَل والمصالح والمنافع بين مختلف البلدان والشعوب

في ارجاء المعمورة، بل وقد تتحول هذه المصالح إلى نوع من الصراع فيما بينها البين ومحاولة استخدام القوة من قبل البلدان الكبيرة ﻹخضاع البلدان الضعيفة فتتحول العلاقات فيما بينها من علاقات مصالح ومنافع متبادلة إلى علاقات صراع وحروب وقتال وسفك للدماء وهي ظاهرة كانت وما زالت قائمة.

 وأشارت : منذ أقدم العصور كل هذه الصراعات ومحاولة حلّ الخلافات بين الدول والشعوب باستخدام العنف ضد بعضهم البعض، تكون بمثابة الأرض الخصبة لخلق ونشوء التطرُّف كوسيلة من الوسائل غير المنطقية وغير المشروعة للدفاع عن الذات تجاه الآخر المعتدي والأمثلة مازالت كثيرة وواضحة في عالمنا اليوم وبالذات في وطننا العربي الكبير في سوريا والعراق وليبيا واليمن وتونس والجزائر، وفي الصومال والسودان ومصر وتركيا وكذلك في بعض بلدان أوروبا. حيث برزت العديد من التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وأنصار الشريعة والحوثي وطالبان والتي مازالت تستقطب وللأسف الشديد عشرات الآلاف من الشباب العربي والمسلم للقيام بالنشاطات والعمليات الإرهابية من خلال استغلالها لأوضاع الشباب المعيشية الصعبة. 

وأضافت : وانتشار البطالة بنسب كبيرة في بلداننا العربية تحديداً واتخاذ من الدين الإسلامي الحنيف والمعروف الوسطية 

والاعتدال للتأثير على عقول الشباب وجرِّهم إلى مستنقعات

التطرف والإرهاب المقيتة. 

الأم مدرسة إذا اعددتّها اعددتَّ شعباً طيب الأعراق .. هذه مقولة أمير الشعراء أحمد شوقي،ناهيك أن المرأة وفي الإسلام كان لها مكانة كبيرة ولا ينكر أحد هذا الدور  كونها المربِّية والمُعِدَّة الفاضلة في تربية النشئ وإعداد الأفراد في الأسرة وهي العمود في الاستقرار النفسي والبدني لأفراد الاسرة.

وأكدت أن المشاركة الشاملة للمرأة مهمة لمنع التطرف والقائم على القتل والعنف، ويمكن أن يسهم ضمان تزويد المرأة بالمعرفة المناسبة في مواجهة ومنع الأفكار المتطرفة في تعزيز التعايش السلمي داخل المجتمعات المحلية للأجيال القادمة.

وواصلت : تهيئة الأم وإعدادها من الناحية الثقافية والدينية يحصِّن الأسرة بشكل أولي ويحصِّن المجتمع بشكل عام من دخول الثقافة الغريبة والمراد لها أن تسيطر على مجتمعاتنا الإسلامية إن في كتاب الله تعالى ومن يتدبر القرآن إن الله تعالى أعطى للإنسان حرية الاعتقاد، لأن هناك مبدأ العقاب والثواب يؤول إلى المولى عز وجل  وقد جاء في كتاب الله جلياً في العديد من الآيات ، فقال: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } كما قال تعالى: { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } { أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ }.

 ديننا دين الرحمة ودين ميسّر يعطي للإنسان حرية الاعتقاد دون تأثير لأن الجميع يعلم أن مبدأ العقاب والثواب هو مؤجل إلى يوم تخشع فيها الأبصار للرحمن.

المشاركة الشاملة للمرأة : 

وعبَّرت عن رأيها أروى العمري مدير الإدارة القانونية لانتقالي الشيخ عثمان : يساهم الفهم الشامل لأدوار ومسؤوليات المرأة في منع التطرف العنيف في تحديد محاور مشاركة المرأة وقيادتها في الوقاية، وهو أمر حتمي لتحقيق السلام والتنمية المستدامين. بحيث تلعب المرأة دور كبير في بناء مجتمع قوي ومتماسك ومثقف من خلال الأفكار التي تنال إعجاب أبنائها وبناتها. ويجب أن نعمل على تثقيف النساء من خلال إشراكهن في الدورات التدريبية التي تساعدهن على بناء قدراتهن وزيادة معرفتهن “. 

ومن أهم العوامل التي تساعد على منع التطرف العنيف هو  المشاركة الشاملة للمرأة بمكافحة هذه الآفة ، لذلك يجب أن تكون المرأة مجهَّزة بالمعرفة بشكل صحيح لمواجهة ومنع الآيديولوجيات المتطرفة للتمكُّن من المساهمة في تعزيز التعايش السلمي داخل المجتمعات حالياً وفي المستقبل للأجيال القادمة.

عنصراً أساسياً : 

فيما تحدثت المعيدة أثمار باشعيب،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية قسم الاقتصاد الدولي،نائب رئيس دائرة المرأة في الحزب الاشتراكي اليمني بالعاصمة عدن،عضو في تكتل نساء سياسيات حزبيات قائلة :

إن تجهيز المرأة بالمعرفة بشكل صحيح يجعلها عنصر أساسياً ومساهمة في تعزيز التعايش السلمي داخل المجتمعات ، حيث تُشكّل نسبة المرأة من المجتمع مايقارب ٥٨٪  وهي المدرسة الأولى كونها الأم، وهي التي تعمل على تربية النصف الآخر من المجتمع. حيث أن الأمهات على وجه الخصوص يتمتّعن بمكانة فريدة للانتباه بالمراحل المبكّرة من التطرف لدى أبنائهن، وكثيراً ما تشعر النساء بالرغم من ذلك بأنهن بلا صلاحيات، أو خائفات من التقدُّم بمثل هذه المعلومات.

 وإن دعم المرأة من خلال التوعية وتسلّحها بالمعرفة وإشراك المرأة في قطاع الأمن  الذي يُعد عنصر أساسياً يؤدي إلى زيادة الفعالية في الحدّ من العنف ومنع نشوب الصراعات وكونها أكثر الأشخاص تضرُّراً لذلك تجدها تسعى بمجهودها الفردي أو من خلال موقعها ومكانتها في المجتمع نحو الأمن والسلام وتعمل على مناهضة العنف والتطرف بجميع اشكاله.

المرأة شريك أساسي في مناهضة التطرُّف : 

من جانبها تحدثت بثينة العمري،مدربة في النوع الاجتماعي وبناء السلام وفضّ النزاعات ورئيس مبادرة كُن إنساناً ورئيس دائرة المرأة في مديرية المنصورة حي القاهرة :

المرأة شريك أساسي في مناهضة أيِّ تطرّف أو عنف مجتمعي كونها قادرة على الوقوف إلى جانب الرجل على نفس الخُطى، إذ وجدت المساواة والتوازن الحقيقي في المجتمع كي تمنع أيّ تطرف أو عنف مباشر أو غير مباشر كون المرأة قادرة أن تكون شريكاً ووسيطاً ولديه القدرة الكبيرة على العطاء لديه دور فاعل في إنهاء التطرف والعنف إذ ماوجد اعتراف حقيقي له في المجتمع المحلي والدولي كون النساء تعاني من التهميش وعدم إدراكهم ، ذلك جعلهم أداة جانبية لمن أراد أن يقوم بهدمها أو تعنيفها إذ وجد  اعتراف من المجتمع بأدوار النساء عبر التاريخ في كل مراحل الحياة من أدوار إنجابية وإنتاجية ومجتمعية وسياسية واقتصاديه وإعلامية…الخ كل ذلك يساهم في تشجيعه للقضاء على التطرف والعنف في المجتمع وكلما تم الاعتراف المحلي لمجتمعنا بالاتفاقيات الدولية وقبله بالدين  الإسلامي الذي يحمل الخطاب الحقيقي والذي كرّم النساء في كل مراحل الحياة منذ زمن .

وتضيف أروى فضل محمد،باحثة ميدانية وناشطة مجتمعية :

للمرأة أدوار كثيرة في المجتمع ليس مدحاً بالمرأة ولكن دورها هام جداً فهي تسعى جاهدة لأجل استعادة التوازن في منزله ومجتمعه فهي بتربية أبنائه تساهم في بناء جيل محبّ لوطنه ودينه وزرع مبادئ الدين تمنع التطرُّف وتناضل إلى جانب الرجل للخروج من دائرة العنف، لأننا بحاجة إلى تكاتف الرجل والمرأة لمنع التطرُّف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى