من نحن .. ؟!

كتب: د. عبد الله جعيرة
خـلق من مخلـوقات الله صورنا فأحسـن صورنا على هذه البـصيرة فله جزيل الحمـد والـشكر .
نحن نتــنـفس من فجـوة الفــلق لإستمرارية العيش ، ونحن الصباحيون عشاق الشروق يتناغم نشاطنا بزقزقة العصافير التي تغازل مسكت فنجان الصباح في أيدينا ،، نعــشق القهـوة والعــزلة والهدوء والإعتماد على الله في رزقــه ثم من صلابة أيدي خشــنة تقاوم مرارة الواقع طلبا” للكسب الحلال ،، نحن لانقطف الورد بل نكتـفي بالنـظر إليه مع اننا محرومين و مهـووسون برائـحة العطــر !!
ننـام بتقطع ونستيقـظ بلا موعد نضحك أحيانا” بطـريقة هستيرية ونحـزن طويلا” كان حزننا لاينتهي !!
نعم نحن المتهمون بالمزاجية العصبية المتخلفة و المحكوم علينا بالفهـــم الخاطئ ،، !!
نحن المبهوتون دوما” بالتكبـر والخراب والغرور لاننا نصـمت ونصبر في شموخ الكبرياء !!
لانهــزم حين نشــعر بالإقصى في كل شيء بل نتداوى ذاتيا” ،، نحن نزداد نضجا” بالألـم لا بمرور زمن الحرمان !!
لانرتب أماكن لاولئك القادة والمسؤولون ورفعتهم في قلوبنا بل نتركها لأفعالهم الظاهرة للعيان على أرض واقعنا الأليم !
نعـــشق الـمساء ونحــب نصــف الـضؤ وتفــرض علينا العتمــات دوما” بقصـد متعـمد !!
نحـن من عشـاق الخطوط الزرقاء على ضـؤ القمــر ونوصــف زورا” بضبابية الأفـــق الألــيم !!
نحن المبتلـون بقبح الصــد وجلافة الحرمان وجحوظ عيناها الموحــشة نحونا ،، نحن نقاوم مرارة الزمن وحرمانه في جلباب الشموخ !!
نحن نتألم من قبح نضرات الخذلان من الخلان من بني جلدتنا بسراب التخلي بالا مسؤولية !!
نحــن جــسد أمــة يرمى بمرارة البُــهـت عدوانا” لأسباب أوهن من بيت العنكبوت !! لتضمحــل أحلامنا المنكســرة وتـغتال في مهـدها !!
نحن شاركنا بسقي الأحـــمر لثــرى بدون مباهاة لأجل شمـــوخ وطنـا” في زمن الإنكسار ، وهذا حق علينا ولنا ، بإيجابيــة المــردود ؟
نحن من فرض علينا الإسهام في تكبيل أحلامنـا :
بضــيق الأفـق ونظرته القصـيرة — بتجهيلا” متعمد مستشري — بهوا” متــبع — بتخاذلا” فردي — ولهوا” مجتمعي — وحســد منتشــر – بمناطقية شعوا — إفتقارا” للمسؤولية الجماعية والفردية — بحــب الذات — وبثبات اليأس الجاثم على آمالنا !!
كل هذا جلعلنا مكبلين بواقع ألـيم وجعـلنا نتسأل من نـحـن ؟!
رغم ذلك نحن سنضل نكافح ضـد ســرمدية الواقع من على سطح شعــرة الأمل ، عبر عـزائم الرجال المخلصة وهواة التغــيير !!
وسنضل نراقب عن كثب الأمواج واستمراريتها لانها توحي لنا بالأمل المتجدد !!
ياقوم نحن أمة” تهوى تغــيير واقعها المستشري بدعمكم بسحابة أمل تمطر ــ بحس مسؤول رحيم ،، بشفافية راعا” تذوذ عن الرعية معاناتهم ،، بأسنان أقلام حقوقية نشطة تنشــد الإيجاب وتوثق الألم المجتمعي من دون هدف السبق الصحفي بنقل السلبيات فقط !! وبأيدي محبة ومخـــــلصة لنا تنشد الغد المشرق في الظلـمة يوما” ماء !!
نحن أمــة محفدية ويــقال عنا أبينــة !! تؤمــن بقــوله تعالى ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمــرا )