استطلاعاتالجنوب العربي

الحرف اليدوية النسائية في الجنوب.. ما بين الطموح والواقع «إهمال واضح»

سمانيوز-شقائق / استطلاع /حنان فضل

تنعكس أهمية الحرف اليدوية على أنها تدل على جوانب الهوية الوطنية للدولة المنتجة للحرف والصناعات اليدوية، وإذا وجدت هذه الحرف من يهتم بها فإنها ستكون رافد مساعد في تنمية الاقتصاد في الجنوب لتحسين دخل الفرد، كل هذه أصبحت في خبر كان بعد الوحدة واجتياح الجنوب بأسم الوحدة اليمنية بينما باطنها احتلال وتدمير كل شيء في الجنوب، منها الحرف اليدوية التي اندثرت ولم يعد لها بريق كالسابق،فمتى يعود بريقها التاريخي في الأسواق الجنوبية.

الجنوب ولمساته الجميلة: 

تقول الأستاذة لويزا اللوزي رئيس اتحاد الحرفيين بمحافظة لحج:

 الجنوب له حضارته وثقافته بموروث وتقاليد خاص كواجهة للوطن دولة الجنوب كأي بلد بالعالم، حيث إن الجنوب له لمساته الجميلة في ثقافته وموروثه وتقاليده كالحرف الصناعات اليدوية فهي متنوعة وعديدة منها القديمة والحديثة وكانت هذه الحرف بمثابة مصدر رزق كل بيت، ففي الستينات وحتى التسعينات طال الإهتمام بهؤلاء الحرفيين، ولقد كان لدينا مصنع يسمى مصنع العزف يشمل كل الصناعات اليدوية الحرفية براتب  شهري يحصل عليه الحرفي نهاية كل شهر لقضاء احتياجات أسرته، كالفخار والخياطة والحياكة وصناعة العزف بكل أنواعه  وأهمها الفخار الذي أصبح أكبر دول العالم  مطاعمها تتعامل فيه من الأواني المعدنية والبلاستكية لأنها أكثر صحة، وبعد هذه الوحدة التي قضت على كل شيء جميل بالجنوب، تم القضاء على ثقافتنا وحضارتنا وهويتنا كشعب جنوبي وكوطن له هويته وثقافته وحضارته.

وتواصل قائلة :الآن وبرعاية الرئيس اللواء عيدروس تم الاهتمام والتأسيس تأسيس لاستعادة هذه الاتحادات  الحرفية الجنوبية  والاهتمام بهؤلاء الحرفيين، والذي الآن أسست اتحاداتها وفتح مقرات خاصة بها  في عدن ولحج وأبين وسيتم تأسيسها في باقي محافظات دولة الجنوب لتبنى هذه الحرف القديمة والحديثة التي اشتهرت بها دولة الجنوب كهوية وثقافة جنوبية، ويجب الحفاظ عليها وحفظها من الانتثار وتشجيع الحرفيين من الأسر المنتجة   بالجنوب  وتسويق كل منتجاتهم لتخفيف معاناة الحرفيين وتحسين مصدر رزقهم والنهوض بهم وبالجنوب  اقتصاديا. 

وخلال حديثها مع شقائق وجهت رسالة للرئيس القائد اللواء عيدروس الزُبيدي وكل الجهات المعنية بالاهتمام  لفتح مشاغل خاصة لهؤلاء الحرفيين في كل المجالات  لتخفيف المعاناة ولتقليل البطالة من أجل الاعتماد على منتجاتنا الجنوبية داخليا لتحسين الوضع الاقتصادي بالجنوب.

مصدر رزق وكسب العيش الكريم: 

فيما تقول الأستاذة أسمهان خميس رويشد، مكتب الصحة في المهرة بالمسيلة؛رئيس دائرة المرأة والطفل بالمحافظة المهرة: أن الحرف اليدوية للصناعات الشعبية اليدوية تهم قطاعات واسعة من المجتمع الجنوبي فهي تهم الصانع الذي يصنع ليرتزق ويكسب العيش.وعُرفت الحرف اليدوية التي تميزت بها المرأة بإتقانها والتفنن بها نظراً لما تحتاجه من إبداع ومهارة وأيضا تنعكس أهمية الحرف والصناعات اليدوية في أنها تدل على جوانب الهوية الوطنية للوطن، والحفاظ على الحرف يحتاج إلى تظافر الجهود من المسؤولين المختصين لأنها تعتبر الوسيلة الأولى الوحيدة للتعبير عن ثقافة المجتمع الجنوبي واصالته العريقة وأيضا تعتبر كمصدر للعيش للكثير من أفراد المجتمع الجنوبي  وهي تعبر عن مظاهر مختلفة للحياة وأصالة شعب الجنوب من خلال الأعمال الفنية من رسومات واشكال وزخارف نشاهدها في منتجات الحرف والصناعات اليدوية المشتقة من البيئة وطابعها الحضاري والتاريخي الأصيل. ونتمى وكلنا تقة بأن المجلس الانتقالي سيعيد هذا الصرح الحرفي لما له من أهمية استراتيجية للوطن العربي عامة والجنوب بشكل خاص، وكما تحتاج إلى تكثيف الحملات الإعلامية لتوضح أهمية الحرف واستغلالها محلياً وتبقى الحرف اليدوية قيمة حضارية تحافظ على أصالة الوطن وحضارته من الاندثار.

الاستقرار والنماء أساس الحياة الحرة: 

فيما أشارت المهندسة بشرى عباس شمسان، هندسة مدنية مجال السدود والقنوات بالقول:

منذ القِدم وعصر تكوين الخليقة والإنسان يسخر الطبيعة في سُبل العيش وما الكهوف والعيش فيها إلا بداية تدبر الإنسان للمسكن والمأكل والملبس، تختلف الصناعات والتفكير باختلاف البيئة والتفكير والعادات والتقاليد المتوارثة، الأواني الفخارية والمنسوجات للملابس وهي ما أدى إلى تطور الصناعات في البلدان وتجد لكل بلاد طابع خاص في اوانيه ومنسوجاته وألوانه وهي ما يعرف بالتراث، الإهتمام بمثل هكذا صناعات وتشجيعها تحمل موروثك الثقافي، لأن الصراعات والحروب تقضي على كل ما هو جميل بحياتنا سيما في الوقت الراهن وارتفاع الأسعار، حيث أنّ العمل اليدوي بطبعه شاق وإذا القيمة الشرائية لا تعطي حق المنتج يعزف المنتجون عن العمل ويلجأون إلى أعمال أخرى تدر دخلا يفي بمتطلبات الحياة، كذلك ضعف السياحة ناتج للأوضاع السائدة معناه ضعف شراء المنتوجات المحلية فالسياحة تدر دخلاً على أصحاب الحرف اليدوية.

الاستقرار والتقدم والنماء أساس للحياة الحرة الكريمة للمواطن، لابد من إيقاف الحرب والبدء بتنظيم الحياة العامه للناس، زمن صراع الدويلات وطغيانها ولى إلى غير رجعة، العالم يشهد استقراراً في أغلب الدول لتنظيم الحياة والقوانين الدولية والدساتير تنظم حياة المجتمعات لحياة حرة كريمة.

اكتساب المرأة الجنوبية الحرف اليدوية: 

فيما تتحدث الناشطة المجتمعية؛ثريا سالم مجمل النسري:

اكتسبت المرأة الجنوبية حرف يدوية منذ فترات طويلة ولم تختفي هذه الأعمال اليدوية وإن حصل نوع من الإهمال لها إلا أنّ هذه المرأة بإصرارها على المزيد من الحرف اليدوية باعتبارها مشاريع مصغرة تدر الدخل للأسرة وتعيش هذه الأسرة من لقمة عيش وعلاج وتعليم من دخل هذه الحرف،بدأ اهتمام المجلس الانتقالي ممثل بمجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني في دعم الجمعيات النسائية بالمحافظات وهذه الحرف اليدوية المتمثلة في صناعة العزف والمشاجب والأدوات الفخارية كالمباخر وبعض الأواني التي تستخدمها المرأة بشكل عام، كذلك مهنة طباخة البخور.

 وتتداول هذه المهنة اليدوية في تحضير المواد للطبخ من العود والاظفر والمسك والعنبر واختيار العطورات الذي تجمّل شكل ورائحة البخور، وكذلك الأعمال اليدوية في الكتابة والزخرفة، ولإعادة بريقها التاريخي في الأسواق الجنوبية على المجلس الانتقالي تشجيع هذه الحرف وفتح أسواق لشراء هذه  المنتجات اليدوية  كتشجيع لاستمرارها  وكسب عدد كبير من مستخدمي هذه الحرف ، أيضاً من هذه الحرف اليدوية التطريز والتفصيل للملابس والفساتين النسائية والنباتية الذي تحتاجها النساء في الأعراس ومناسبات الأعياد وتبادل الزيارات بين الأهل والعامة،

وهناك نماذج من الحرف اليدوية النسائية في منطقة يافع بني قاصد ولكن أنها فردية وليس منضوية في جمعيات بمختلف المسميات ويعتبر اجتهاد ذاتي للمرأة، فتحية لهذه المرأة المكافحة في سبيل خدمة الأسرة والمجتمع معاً.

فيما تقول الأستاذة الهام رجب،تربوية  وناشطة مجتمعية:

أما آن الأوان من القيادات العليا أن تعيد بريق هذه الحرف اليدوية التي تحسّن من دخل الفرد والأسرة والاهتمام الجدي من خلال فتح ودعم هذه الجمعيات الحرفية وإعادة نشاطها كما كانت وأفضل المرأة الجنوبية تعمل دائماً لإعادة كل ماهو جميل، كما أنها طموحة لرسم الغد المشرق للوطن فهي ليس النصف منه بل هي الكل فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى