استطلاعاتالجنوب العربي

نساء لـ«شقائق»: التحرش بالنساء سلوك غير أخلاقي والسكوت عنه «كارثة»

سمانيوز-شقائق/ استطلاع/ خديجة الكاف. 

التحرش هو أي سلوك أو تصرف ذو إيحاء جنسي غير مرغوب ويفرض عليك ، وقد يكون التحرش الجنسي لفظي أو جسدي أو يسبب لك الشعور بالضيق والشعور بعدم الراحة ، ولا يجب أن تظهر رد فعلك الرافض لهذا التصرف حتى يعتبر تحرشا، بل هو تحرش بمجرد قيام الطرف الآخر به ، ويمكن أن يشمل : النكات ذات الإيحاء أو المحتوى الجنسي – لفظيا أو عبر الرسائل ،اللمس وغيره  مثل القرص، الصفع، لمس الكتفين أو أي جزء من الجسم، الخ. 

ويعتبر التحرش هو السلوك أو التصرف ذو الإيحاء الجنسي، مثل محاولة فرض نفسه عليك ، التصفير أو تكرار عبارات المدح ذات الإيحاء الجنسي ، عرض صور ذات طبيعة جنسية، مثل وضع صور فتاة عارية أو شبه عارية على شاشة الكمبيوتر أو التقويم أو المجلات ، المعاملة السيئة أو التعرض للعقاب بسبب عدم السماح لهذا الشخص بأن يتمادى معك.

على المرأة الاّ تخاف وتصمت : 

تقول المحامية أ. سحر أحمد هزاع : إن التحرش هو قيام أشخاص بأقوال غير محببة تنتهك خصوصية الغير بنبرات صوت أو كلمات أو غمز أو إشارات أو بأفعال غير لائقة تجاه الآخرين تخدش الحياء وإيحاءات جسدية أو نفسية أو جنسية، ومن هذه التحرشات قد تكون أي شكل من أشكال التواصل الجسدي دون الموافقة ومنها متابعات أثناء السير وقطع الطريق للمرأة أو تهديد بألتقاط صور أو ابتزاز بنشر صور وسلوكيات عنصرية لا أخلاقية وغيرها.

وتشير إلى أنه عندما تتعرض المرأة لمثل هذه التحرشات يجب أن تعزز ثقتها بنفسها وأن يكون لديها قوة وثقافة لمواجهة أي تحرش من أي نوع ، وممكن كان صده ومنعه من التمادي وعلى المرأة الاّ تخاف وتصمت من الفضيحة أو من المتحرش عليها المواجهة والوقوف وعدم الخوف والبوح بما حصل لها لأهلها أو أحد أقاربها أو حتى لجهات رسمية أو لأقرب مركز شرطة قادرة على ردعه وعدم تكرار ما حصل.

وتضيف المحامية سحر : أنه يجب على الأهل والمجتمع ككل في ظل هذه الظروف وبقدر الإمكانيات منحها الثقة بنفسها وتوجيه لها النصيحة وتعزيز دور المرأة بكثرة وثتقيفها بالعديد من الندوات والمحاضرات في المدارس والجامعات والمساجد والبرامج التعليمية لكي تتخذ التدابير اللازمة فيما يخص التحرش والمتحرش والتصدي له.

 توعية النساء والحذر : 

فيما تقول الأستاذة الإعلامية  سارة السبع مخرجة في مؤسسة أكتوبر : أن التحرش من أبشع الظواهر الموجودة في المجتمع وفي جميع البلدان سواء كان التحرش بالمرأة أو الرجل أو الأطفال ، وقد لاحظنا في الفترة الأخيرة تزايد هذه الظاهرة ، وإن دلت على شيء فهي تدل على تدني الأخلاق وغياب الوازع الديني وعدم وجود قوانين رادعة من قبل الأمن والشرطة ، والتحرش يعتبر العنف سواء كان لفظيا معنويا أو جسديا وله تأثير سلبي على نفسية المتعرض للتحرش  وكثير من النساء في بلداننا العربية يتعرضن للتحرش لأن نظرة المجتمع الدونية للمرأة أنها للمتعة يجعلها عرضة للمضايقات سواء في العمل أو الشارع.

وتشير إلى أنه علينا توعية النساء والحذر وتكون حريصة في التعامل مع من حولها في عملها أو في الشارع عبر حدود ترسمها لطريقة التعامل مع زملاء العمل أو العملاء أو أي أشخاص قد تتعرض منهم لمطامع أو تحرش يضر بها.

التحرش صفة ذميمة : 

وأما الأستاذة انجيلا السوقي تقول :(فيطمع الذي في قلبه مرض) من هنا نبدأ الحديث عن التحرش، حيث يتضح لنا أن التحرش صفة ذميمة لايحملها إلا إنسان يكمن المرض في جوفه هو بالذات ، ويبعد كل البعد عن الشهامة التي يتصف بها الرجال لا الذكور، وعليه وجب أن يطهر قلبه وفكره معا. وتشير إلى ما رجعنا للخلف قبل الوحدة لانجد صفة التحرش ، رغم تحرر النساء آنذاك وهذا يرجع لتحرر عقليات الرجال  وفكرهم وعدم حصرها بزاوية معينة في جسد المرأة، مضيفةً بأن التحرش صفة ذميمة تعكس أيضا اخلاقيات المتحرش وسوء تربيته وجهله المقيت والأسوأ من ذلك هو غباؤه المستفحل ، إذ لابد أن تكون له أخت أو زوجة أو ابنة أو أم يأبى أن يتم التحرش بها من قبل الآخرين، فلنذكره قائلين  ( كما تدين تُدان ) .

وتواصل انجيلا حديثها حول التحرش قائلة : إن الفراغ والساعات الطويلة قد يدفع الشباب للتحرش ولغيرها من الآفات، ومن هنا ندعو الشباب الاهتمام بالتعليم  وتطوير ذواتهم واكتساب مهارات جديدة وممارسة الرياضة ما أمكن، ناصحة الفتيات عدم التبرج المثير للشهوات  حتى لايسببن الأذى لأغلب الفتيات اللاتي خرجن للدراسة أو العمل لإعالة أسرهن وأبنائهن ، ولكسب لقمة العيش في ظل هذه الظروف الصعبة والصعبة التي يمر بها الشعب. 

المشكلة لا تقع على المرأة فقط : 

وتقول الأستاذة كاميليا كامل محمد مذيعة راديو، وكاتبة : 

 لابد أن نتفق جميعنا على أن التحرش أمر غير مقبول لا شرعاً ولا قانونا لذلك مهم جداً أن لا تنسى المرأة هذه النقطة وكذلك الرجل، كثير من النساء يتساهلنّ إذا تعرضن لإحدى أساليب التحرش خوفاً من المجتمع؛ تخاف أن يُلقى اللوم عليها وأن يقيموها على ما كانت تلبس، ولكن هذا ليس له صلة بالأمر، لأن الأمر لا يتعلق بلبس المرأة. وتضيف قائلة : 

إن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم خاطب الرجال أولاً وقال “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ”وذلك يعني كل ما يُحرم النظر إليه يغض منه البصر، فالله منعهم من النظر ليتفادوا التحرش وغيره الكثير،ثم بعد ذلك جاء الخطاب للنساء وقال تعالى {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا… }، فهذا يعني حتى وإن كانت لا تستر نفسها فواجب عليه أن يغض البصر.

ونحن لا نصرح لها بذلك ولكنها لها رب يحاسبها، ولا يصح أن نعالج الخطأ بخطأ.

وتشير إلى أنه يجب أن نفهم جيداً أن المشكلة لا تقع على المرأة فقط، لابد أن نوعي النساء في هذا الأمر من خلال الكثير من الطرق أولها عبر وسائل الإعلام المختلفة التي بإمكانها الدخول لكل بيت، ثم من خلال أئمة المساجد الذين يشكلون دورا محوريا في مثل هذه الأمور ولهم قبول كبير لدى المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى