تفعيل المعاهد المهنية للشباب .. هل يساعد على تنمية البلد اقتصاديا ؟

سمانيوز / استطلاع / حنان فضل
بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد أصبحت البطالة في المرتبة الأولى لعدم وجود أعمال أو مهن خاصة بالشباب ، ولن تأتي هذه المهن أو الحرف إلا عبر تفعيل وإعادة دور المعاهد المهنية والحرفية خاصة أن الوضع يحتاج إلى هذا الدور لتحريك عجلة التنمية عبر صقل الشباب بالمهارات والقدرات من اقتصاد يتماشى مع التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم وإخراج وضع البلد من قوقعة المعاناة.
إسهام في تطوير الاقتصاد :
تقول الدكتورة وهيبة شاهر أحمد، أستاذ مساعد في جامعة لحج : إن تفعيل المعاهد المهنية (الحرفية) في الوقت الراهن ، يعد ضرورة ملحة لأنها، ستسهم في تطوير مهارات الشباب ، وتنمية الاقتصاد المحلي ،وتعتبر المعاهد المهنية (الحرفية )مهمة جدا للشباب الذين لايخططون لمتابعة التعليم الجامعي ،بل يفضلون دخول سوق العمل مباشرة بعد التخرج من الثانوية العامة. فالمعاهد تعتبر مراكز تقديم التعليم والتدريب المهني والفني،وتركز هذه المؤسسات على تطوير المهارات التي تتعلق بالمهن والصناعات المختلفة، وتقديم برامج تعليمية تدريبية متنوعة تمكن الشباب من اكتساب مهارات في الجانب العملي والنظري .وتكمن أهمية المعاهد ،بأنها توفر فرص عمل جديدة ،وتوفر قدرا كافيا من العمالة الماهرة في المجالات المختلفة، مثل :
الهندسة ،الميكانيكية ،والكهرباء والنجارةو البناء والسياحة والفنادق، الديكور والصناعات اليدوية، والزراعة ،وتوفر للشباب الفرص العملية للاندماج في سوق العمل،والاستجابة لاحتياجات الصناعة والمجتمع .
وتواصل حديثها بالقول : حيث أن التعليم الفني والمهني يعتبر هو الأهم التي تقدمه المعاهد ، لما لها من دور مهم يسهم في تطوير الاقتصاد الوطني ،وتزويد الشباب بالمهارات المهنية (الحرفية) والمعرفة اللازمة لأداء وظائف محددة ، تساعدهم على الالتحاق بعالم العمل ، بما في ذلك العمل الحر ، وتساعد في تحسين الدخل والحياة الاقتصادية للفرد والمجتمع .
إن مخرجات المعاهد المهنية (الحرفية) والفنية تمثل الركن الأساسي في عملية التنمية الاقتصادية للحد من الفقر والبطالة ،وزيادة فرص العمل في المستقبل ،وتقليل عدد العاطلين من الشباب عن العمل ،وتزيدوهم بالمهارات المهنية( الحرفية) والفنية في العديد من المجالات والصناعات، مما يسهل توظيفهم لسوق العمل .
تمكين الأفراد من كسر دائرة الفقر :
فيما قالت الدكتورة هناء عبدالكريم فضل وهي باحثة ومؤرخة في التاريخ الحديث والمعاصر : يلعب التعليم دوراً حاسماً في تمكين الأفراد والمجتمعات من كسر دائرة الفقر وتغيير حياتهم الى الأفضل، ومن هنا يأتي دور الشباب حيث يلعب الشباب دوراُ مركزياً لتحقيق تنمية بلدانهم ومجتمعاتهم.
وتحتاج الكثير من الدول إلى خلق المزيد من فرص العمل وتنمية المهارات لشبابها من خلال برامج التدريب المهني والحرفي والتي ستمكنهم من تامين فرص العمل والمساهمة بشكل إيجابي في مستقبل بلدانهم .
وهنا لابد من تعزيز التعلم المرتبط بسوق العمل وتوسيع آفاق التوظيف والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام
وطبعا مشكلة البطالة بين الشباب نتيجة لعدم التطابق بين مؤهلات الموظفين التعليمية واحتياجات سوق العمل فهناك استبيان تم عمله أن معدل البطالة الإجمالي 12 في المائة لكنه يرتفع بين الشباب إلى ما يقرب من 28 في المائة لهذا يجب على كل دولة أن تعزز تنمية المهارات التي تلبي المتطلبات الحالية لسوق العمل وهذا بدوره سوف يسد الفجوة بين التعليم والتوظيف وبالتالي تخفيض معدل البطالة المرتفع.
وهنا يتجلى دور المعاهد المهنية والحرفية إذ تسهم برفد سوق العمل بكوادر تشغيلية مؤهلة في مختلف المجالات ونتيجة للأضرار التي لحقت بالمباني والتجهيزات الخاصة بمؤسسات التعليم الفني ومعاهده والتدهور الحاصل بالأوضاع الاقتصادية نجد أن هناك علاقة وثيقة بين التعليم الفني وتطور الوضع الاقتصادي وأن عملية التخطيط الجيد بين مخرجات التعليم الفني واحتياجات السوق سوف تقود إلى التنمية الشاملة.
فرص الحصول على الوظائف :
فيما تحدثت الأستاذة عواطف اليافعي رئيس قسم التعليم التعويضي لإدارة تربية مديرية الشيخ عثمان : في واقعنا لا يتقبل عدد ڪبير من الشباب الانخراط في المهن الحرفية المختلفة رغم أنها في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها بلادنا فإنها تساعدهم في تحسين فرص حصولهم على وظائف في سوق العمل الحر وتسهم في حل مشڪلة البطالة.
لابد أن نعترف بدور الشباب وإشراڪهم في المؤسسات الداعمة لهم من خلال المعاهد المهنية و الحرفية التي تؤسس من القواعد الشعبية المشترڪة بين نظم التعليم الرسمي .
لهذا يجب توفير نظام تدريبيّ مرن يساعد الشباب في بناء مهاراته المهنية و الحرفية .
إن تطوير المعاهد المهنية والحرفية للشباب تخلق همزة وصل بين تطلعاتهم المستقبلية ونتائجهم في خلق فرص العمل لهم، وأرى دور الإعلام ڪبيرا بحيث يسلط الضوء ويستعرض أهمية المعاهد المهنية والحرفية في مستقبل الشباب مع تنمية مهاراتهم الأڪاديمية.
التعليم والتدريب المهني في زمن الرقمنة :
وقال الدكتور عبود عبد ناصر عبادي،نائب عميد كلية ردفان الجامعية للشؤون الأكاديمية :
التعليم والتدريب المهني في زمن الرقمنه،ولاشك أننا في زمن تطورت فيه المعرفة وهو زمن الانفجار العلمي والمعلوماتي العالم اليوم في كل يوم يكتشف جديد في كل مجالات الحياة ومواكبة لهذا التطور تطورت أيضاً وسائل الحصول على المعرفة وهذا يتطلب أن تتطور أيضاً وسائل تقديمها من قبل المعنيين بالأمر ،أيضاً تطورت احتياجات المتعلم ومتطلباته من هذه المعرفة وتنوعت وتطورت وسائل تقديم هذه المعرفة هذا التطور يتطلب أن تواكبه نهضة غير عادية في أداء مؤسسات التعليم والتدريب المهني في بلادنا من خلال تطوير بنيتها التحتية ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي في هذا المجال وكذلك يجب أن يشمل التطور استحداث برامج جديدة تلبي احتياجات سوق العمل ورغبات المتعلمين ، ومما لاشك فيه أن المجتمع يحتاج إلى هذه الفئات من المهن كما يحتاج إليها سوق العمل المحلي والإقليمي ، لذلك فإنه يجب على القائمين على هذه المؤسسات التعليمية والتدريبية العمل على تقديم المهارات الحياتية التي يحتاج إليها المتدربون ولن يتأتى ذلك إلا بتطوير القدرات الأكاديمية للمدربين والإداريين وتحسين وتطوير بيئة التعلم التي يجب أن تكون جذابة ومثيرة للدافعية نحو التعلم والتدريب ، ومما لاشك فيه أن تفعيل هذه المؤسسات سوف يسهم في الدفع بعجلة التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية في البلاد وتوفير فرص عمل لفئة الشباب تساعدهم في بناء مستقبلهم وبناء وطنهم.
لتحقيق التنمية الشاملة :
ويقول الدكتور صالح علي الدويل باراس؛ كاتب وعضو الجمعية الوطنية :
يعتبر التعليم والتدريب المهني والتقني أساساً لتحقيق التنمية الشاملة وتحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية للأفراد والمجتمعات ويساهم في بناء جيل مؤهل بالمهارات لايكون التقدم والازدهار الشامل بهذا النوع من المهارات التي يصقلها التدريب ، فمن ضروريات التنمية الأساسية لأي مجتمع تفعيل وتطوير المعاهد المهنية والحرفية للشباب ووضع الخطط لاستيعابهم فيها ، فذلك يمتص البطالة ويوجه طاقات الشباب للأعمال المفيدة وينقلهم من الرتابة والفراغ الذي قد يسبب حالات كثيرة من الانحراف ويحميهم من الصحبة السيئة فلا تخترقهم عصابات المخدرات وغيرها من السلوكيات التي تكون متلازمة للفراغ والبطالة ، والتعليم والتدريب المهني ركن مهم في التنمية التي لن تتم إلا عبر صقل الشباب مهنيا وحرفيا والدفع بهم إلى سوق العمل ، فالتعليم والتدريب المهني يستهدف تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للعمل في مجموعة واسعة من المهن والصناعات بما يساعدهم للاندماج في سوق العمل وتحسين فرص توظيفهم ودخلهم وهذا يساعد في تعزيز الاقتصاد المحلي والوطني وخلق آليات تنمية مستدامة ويساهم في خلق واستقرار أسر بضمان مصادر دخل لها ، وتغطي برامج التدريب المهني مختلف المجالات من تدريب على الصناعات التقنية والرعاية الصحية والسياحة والفنادق والتصميم والفنون والتسويق والتجارة والأعمال والزراعة والصناعات اليدوية…الخ.
فالمجتمع بحاجة لهذا النوع من التعليم الذي يسبب التسرب من المدارس نتيجة لعدم قدرة الأسر على مواصلة أبنائها الدراسة حتى الوصول إلى التعليم الجامعي فهو تعليم يصقل مهارات الطالب ويربطه بالعمل ، وهذا يتطلب أن يتم الاستثمار الحكومي والتجاري فيه لما فيه من فوائد عملية واقتصادية ومجتمعية.
التركيز على فئة الشباب :
فيما تحدث الإعلامي صالح حاجب بالقول :
التركيز على فئة الشباب ( كلا الجنسين ) من قبل المختصين ( الدولة ) في بناء المستقبل يؤكد أهمية ذلك حيث أن أعدادا كبيرة تتخرج من مرحلة الأساس المرحلة الثانوية العامة ، وكذلك من الجامعات في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب بتخرج الكثير منهم وأغلبهم لاتوجد لديه خبرات عملية سواء كان أثناء الدراسة أو مابعد التخرج ، وهنا يأتي الدور على الدولة بما فيها التربية والتعليم والتعليم العالي بأهمية التدريب والتأهيل في كافة المجالات وخاصة تلك التي تلبي السوق المحلية ونحن في وقت لازالت الدولة غائبة ولايوجد توظيف في الأعمال الحكومية بما فيها سلك التدريس وأصبحت الوظيفة المتاحة حاليا هو المجال العسكري أو عمل سائق أجرة وهذا غير كاف ، ونحن نحتاج إلى مجالات أخرى ذات أهمية تلبي احتياجات الشباب والأسرة وهي كثيرة في مجال الكهربائيات والاتصال والأعمال المهنيه الأخرى.
أنني أؤكد على ضرورة منح الشباب لكلا الجنسين المتخرج الفرصة في التدريب والتأهيل في مجال تخصصه لأن أكثر الجامعات أو المعاهد الفنية لاتوجد لديها ورش وأعمال تطبيقية للتخصصات العلمية التي تدرس فيها وهذا مالمسناه لعدد كبير من المتخرجين الذين نحتفل بتخرجهم في احتفال شكلي وعند ممارستهم الحياة العملية لايوجد لديهم خبرات كافية يمكن أن تعينهم في حياتهم ومستقبلهم وتجدهم يحملون أعباء على الأسرة والمجتمع ، حيث كنا ننتظر أن يكون لهم دور تنموي في المجتمع.
توجد بعض المنظمات الدولية والمدنية تعمل في هذا المجال ولكنها لازالت لاتلبي احتياجات الشباب والمجتمع ومجالاتها محدودة ونحن نريد تخصصات أكثر واقعية ملبية لاحتياجات السوق مثل ورشة الصيانة في مجالات كهرباء السيارت والمحركات وأعمال البناء وغيرها
كان المتخرجون في دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يتخرجون إلى سوق العمل وقد اكتسبوا المعارف النظرية والتطبيقية وهم شبه جاهزين لإدارة أعمالهم بكل ثقة واقتدار في مختلف التخصصات العلمية بمافيها المجال الطبي،
إننا نترقب أن نجد أولادنا أن يستعيدوا هذه المكانة وأن يلعبوا دوراً تنمويا رياديا في المجتمع، كما ندعو المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكثف جهوده في مجال التأهيل والتدريب لما بعد التخرج ولا نستهين بما يقدمه في هذا المجال.