السلام المتعسر من غزة إلى جنوب البحر الأحمر
كتب :
علي محمد السليماني
تبدو عملية السلام في المنطقة من الصعوبة بمكان ، ولكن رغم الصعوبة يظل الأمل حاضرا في التوصل إليه من غزة إلى البحر الأحمر وجنوبه مرورا بالملف النووي الإيراني ، وإذا ماتغلبت نوازع الخير ، فإن المنطقة مقبلة على مرحلة من الترتيبات والمعالجات التي ظلت تعيق تحقيق السلام منذ عام 1948 وحتى اللحظة المثخنة بالجراحات التي لن يعالجها غير الجنوح للسلم وتنفيذ القرارات الدولية، فالسلام بات مطلبا لكل شعوب الشرق الأوسط ، كما أمسى المهوسون على وشك مغادرة المشهد السياسي لإفساح المجال لسلام عادل وشامل من فلسطين إلى الجنوب العربي الذي لم يكن جزءاً من الصراع العربي الإسرائيلي حتى تغيير هويته الجنوبية العربية ودخوله عالم (اليمننة) المفروضة على شعب الجنوب منذ عام 1967.
لاشك أن الجهوية اليمانية منذ ذلك التاريخ أصبحت في مرمى الصراعات الإقليمية والدولية ولكل له حساباته ومصالحه وممازاد الطين بله الاختلال الجيوسياسي للمنطقة منذ عام 1990.
إن ترابط ملفات الصراعات في المنطقة تتطلب المعالجة من جذور القضايا الوطنية والمشاكل السياسية وتصحيح الأخطاء فيها فذلك وحده الكفيل بتحقيق الأمن والاستقرار والتعايش السلمي والتعاون البناء بين دول وشعوب المنطقة عوضا عن أوهام التوسع والصراعات والحروب والدعاوي الزائفة بحقوق تاريخية. وتفرغ كل الدول والشعوب في المنطقة للتنمية والتقدم والازدهار كثمار ونتائج لتحقيق السلام الذي طال انتظاره.