اليوم العالمي للمعلم

كتب :
فضل بن يزيد الربيعي
يحتفل معلمو العالم بيوم المعلم تأكيدا على مكانة المعلمين في المجتمعات التي يحظى فيها المعلم برعاية واهتمام كبيرين بالراتب والسكن وسبل العيش الكريم. بينما يتعرض معلمو الجنوب العربي إلى أبشع الجرائم الإنسانية والظلم والحرمان منذ اجتياح مليشيات صنعاء الجنوب في حرب عام 94 م والانقلاب على الوحدة وإفشالها وما تلاها من حروب ظالمة أدّت إلى تدمير ممنهج للمؤسسات الجنوبية وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية بهدف التجهيل والإذلال للمعلم الذي يُعد أهم ركيزة للتعليم.
ومع هذه الأوضاع المعيشية المهانة للمعلمين التي لاتضع قيمة إنسانية للمعلم في الجنوب
نقف بإجلال وعرفان للمعلمين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن يعملون بلا كلل في الجبهة التعليمية التي لاتقل أهمية عن جبهات الدفاع عن الجنوب لقواتنا المسلحة والأمن الجنوبي.
وفي ظل الظروف المعيشية التي تعيشها البلاد، يصبح الحديث عن اليوم العالمي للمعلم أكثر إلحاحاً، خصوصاً عندما نعلم أن رواتب المعلمين متدنية لاتتجاوز ٢٠٠ ريال سعودي، لا تفي بأبسط متطلبات الحياة الأساسية، مما يجعل المعلمون يعيشون في ضغوط مالية من الصعب عليهم الاستمرار في أداء دورهم بالفاعلية المطلوبة، خاصة مع انهيار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتدهور العملة وارتفاع الأسعار وتكلفة الاحتياجات اليومية.
ورغم ذلك، نرى أن الكثير من المعلمين يواصلون العطاء بجدارة وتفانٍ، معتبرين أن رسالتهم التعليمية هي أسمى من الماديات، وأن الأجيال القادمة تعتمد على جهدهم وصبرهم.
على أمل أن تضطلع حكومة الشراكة وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بمسؤولياتها تجاه رفع المعاناة عن كاهل أهم شيء شريحة في المجتمع المعلمين لتُحسن أوضاعهم المالية بما يتناسب مع أهمية دورهم، فهم عماد بناء المستقبل، ومن غير المقبول أن يُهمل تقديرهم مادياً ومعنوياً.
لكي يكون المعلم قادرا على العطاء وتفعيل دوره بالعملية التعليمية من الضروري إنهاء المظالم ، ومنح المعلم كافة الحقوق لتأمين سبل العيش الكريم له بما يليق بمكانته في المجتمع.
نأمل أن تسهم هذه المناسبة في إيجاد حلول عاجلة لتحسين الأوضاع المعيشية للمعلم في الجنوب.