الجنوب العربيتقارير

هل يفلح بن مبارك في تطهير محيطه من الفاسدين؟

سمانيوز / تقرير/خاص

بحسب معارضين ومقربين من رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك يرون أن الرجل بدأ يفيق من سباته بدأ يستوعب اللعبة ومتطلبات المرحلة، خصوصًا عقب فضيحة “باحارثة ودماج”.

يبذل جهودا صادقة لتلافى الأخطاء ولتطهير محيطه من تركة الفساد المورث عن رئيس الوزراء السابق معين عبد الملك، والبقية الباقية من حاشية الدكتور رشاد العليمي.

فساد مسيس مدعوم من قبل دول تمارسه أدوات محلية للاستمرار في تغييب الدولة في الجنوب، مشيرين إلى أن جهود بن مبارك ينقصها الشجاعة والدعم.

وكان بن مبارك، قد كلف الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بمراجعة وفحص كافة أعمال الأمانة العامة لمجلس الوزراء وما أثير مؤخرا فيها من إشكاليات وفضائح تم نشرها بوسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

وطالب رئيس الوزراء في مذكرة وجهها إلى رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بتكليف فريق من المختصين، بالوقوف على ما أثير مؤخرا من قبل أمين عام مجلس الوزراء مطيع دماج حول الشيكات الصادرة وشطبها أو اختفائها ، وكذلك واقعة نشر وثائق رسمية عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مشدداً على الرفع بالنتائج بصورة عاجلة.

فساد وقلة حياء :

وبحسب وثيقة مسربة فإن أسباب لجوء أمين عام مجلس الوزراء مطيع دماج للتحقيق في اختفاء شيكات من مكتبه عقب توجيه رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك بإلغاء ختم (دماج).

وحسب المصادر فإن اختفاء تلك الشيكات، جاء عقب إقدام باحارثة على انتزاع توجيه من رئيس الوزراء بإلغاء ختم الأمين العام لمجلس الوزراء (دماج) واعتماد ختم آخر في تجاوز لمهامه واختصاصاته الوظيفية، ما دفع دماج إلى التحقيق في اختفاء بعض الشيكات المتعلقة باستحقاقات موظفي الأمانة العامة.

وكانت مصادر إعلامية تداولت خلال الأيام الماضية تقارير إخبارية عن قيام أنيس باحارثة باقتحام اجتماع داخلي بمبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء خاص بالتحقيق في مخالفة القانون باختفاء شيكات من دائرة الشؤون المالية والإدارية.

وذكرت تلك التقارير أن باحارثة قام وأثناء تأدية اللجنة المكلفة بأمر إداري لمهامها، باقتحام الاجتماع ورفع الصوت والتلفظ بكلمات نابية غير مسؤولة مانعاً استكمال إجراءات التحقيق في الحادثة.

وفي بلاغ بعثه الأمين العام لمجلس الوزراء مطيع دماج، إلى رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، أوضح أن باحارثة “أثار بتصرفه الفوضى داخل مبنى الأمانة العامة وأمام الموظفين في انتهاك للوائح المنظمة لعمل الأمانة العامة ومكتب رئيس الوزراء، كما قام بأخذ موظفي الدائرة المالية وأقلهم في سيارته إلى خارج مبنى الأمانة العامة.

وحسب البلاغ فإن باحارثة زعم بأن تلك الممارسات جاءت تنفيذا لتوجيهات رئيس الوزراء.

تجدر الإشارة إلى أن باحارثة إلى جانب عمله كمدير لمكتب رئيس الوزراء، يشغل أيضاً منصب رئيس الهيئة العامة للاراضي، ورئيس هيئة الاستثمار، وهو ما يعتبره ناشطون إجراء مخالفا للقانون والتوجهات المعلنة لرئيس الحكومة أحمد بن مبارك بمكافحة الفساد والإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية كعنوان للمرحلة الراهنة.

تصرفات صبيانية كشفت المستور مع :

وكانت الأمانة العامة لرئاسة الوزراء في العاصمة عدن قد شهدت في وقت سابق اشتباكات بالأيدي وسب وشتم وتبادل الاتهامات وتكسير أبواب المكاتب داخل المبنى الحكومي بين كل من مطيع دماج، الأمين العام لمجلس الوزراء، وعلي النعيمي، مساعد مدير مكتب رئيس الوزراء، وموسى الصريب، رئيس دائرة السكرتارية في الأمانة العامة، وعلي القحوي، مدير عام الموارد من جهة، في مواجهة موظفين من مكتب أنيس باحارثة، مدير مكتب رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، ويعود هذا الخلاف إلى قضايا مالية واختلاس أموال الدولة، حيث تصاعدت الاتهامات المتبادلة بالفساد بين الجانبين.

وأشارت المصادر إلى أن قوة أمنية تدخلت فورًا لاحتواء الوضع وفرض النظام، حيث تمكنت من فض الاشتباك وتهدئة الأوضاع.

في سياق متصل أفادت مصادر أن دماج مستمر في التصعيد ضد رئيس الحكومة والمالية رداً على قرار إلغاء التعامل مع كافة الوثائق والشيكات التي تذيل بتوقيعه وتغيير ختم الأمانة العامة لمجلس الوزراء واستبداله بختم الدائرة المالية والإدارية بشكل مؤقت حتى إشعار آخر .

ونشر الإعلامي نسيم البعيثي وثيقة سرية بتاريخ 20 أكتوبر 2024م من الأمين العام لمجلس الوزراء (دماج) موجهة إلى رئيس الحكومة الدكتور أحمد عوض بن مبارك يستنكر خلالها الإجراءات التي اتخذتها وزارة المالية بإشعار محافظ البنك المركزي بمذكرة صادرة بتاريخ 7 أكتوبر 2024م، بوقف التعامل معه.

وعبر دماج خلال مذكرة أخرى بتاريخ 31 أكتوبر 2024م عن استهجانه وغضبه الشديد ضد الإجراءات المتخذة من قبل وزارة المالية الموجهة للبنك المركزي والتخاطب بشكل مباشر دون إشعار الامانة العامة لمجلس الوزراء.

ويرى مراقبون أن تسريب مثل هكذا مذكرات أمر خطير غير مسبوق.

في سياق آخر يرى مختصون أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة المالية تؤكد سحب الثقة عن الأمين العام مطيع دماج بشكل غير معلن وهو ما يفسر أسباب الحملة الإعلامية التي يشنها دماج ضد رئيس الحكومة ومدير مكتبه عبر وسائل إعلامية مقربة منه.

ختامًا ..

إن الصراع الدائر في دوائر مجلس الوزراء يعكس حالة الفساد غير العادي المستشري هناك والتواطؤ العلني غير المسبوق مع الفاسدين. ذلك يستدعي إجراء غربلة وإعادة تصحيح المسار. فهل يفلح بن مبارك في تطهير محيطه من الفاسدين؟ أم ينقصه الدعم والشجاعة للقيام بذلك؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى