تقارير

مابين المكاسب المالية ونسيان الأصالة .. “القات” نبتة خبيثة تهدد شجرة البُن الأصيلة..!

سمانيوز / تقرير / سامية المنصوري

احتلت شجرة القات المركز الأول بالزراعة في بعض محافظات الجنوب، ما أدى إلى تدهور ثمرة البُن، رغم أنها كانت تحتل المركز الأول منذ مئات السنين في العالم.

كما تتسبب المبيدات التي تُرش على بعض أنواع القات في إتلاف التربة وتدمير فوائدها،

كما أصابت من يمضغ ويتعاطي شجرة القات بمختلف أنواع السرطانات، مثل سرطان الفم والبلعوم وغيرها.

وعلى الرغم أن غرسة القات ساعدت على تنمية الريف وزيادة الثروة الداخلية على حساب المزروعات التي اشتهرت بها الجنوب مثل البُن، ومن جانب آخر أثّر على اقتصاد الأسر في المدن، أصحاب الدخل المتوسط والمتدني ، فاستهلاك القات يأتي على حساب دخل الأسرة المتواضع الذي لا يتجاوز متوسطه ستة دولارات في اليوم. كما أن زيادة الطلب عليه وضعف تكاليف إنتاجه جعلت الفلاحين يستعيضون عن زراعة البُن وأنواع العنب والفواكه بزراعة القات الذي لا يتطلب غرسه وقطافه وتسويقه جهدا ولا الكثير من المال.

حيث أن أنواع القات كثيرة ولكل نوع تأثير مختلف ويستهلك المتعاطين الأنواع المحلية ، وكذلك القات المستورد من الحبشة.

ويبدأ مجموعة من الشباب في شن حملة ضد القات بسبب المساحات التي بات يحتلها في حياتهم اليومية، ويحاولون توعية الناس بخطورة الظاهرة التي طالت الجميع بمن فيهم الأطفال.

استبدال غرسة القات بالبُن :

يقول قاسم الشعيبي مغترب وهو من مواليد أمريكا : إن غرسة القات أثرت تأثيراً قوي في الوضع الاقتصادي، حيث أصبحت أغلب الأسر تعاني من الجوع بسبب إدمان رب الأسرة على القات، إضافة إلى هلاك التربة بالمبيدات والسموم القوية، ما أدى إلى عدم القدرة على استخدام التربة في السنين القادمة لزراعة الخضروات والفواكة وخصوصا ثمرة البُن.

وأضاف الشعيبي : أتذكر أن والدي أخبرني عن مديرية الحصين الواقعة في محافظة الضالع ، أنها كانت مشهورة بزراعة أفضل وأغلى أنواع الخضروات والفواكه بمافيها البُن، ولكن منذ أن وصلت إلى محافظة الضالع لم أر سوى غرسة القات منتشرة بشكل جنوني بكل الأراضي الزراعية في الضالع.

واختتم الشعيبي حديثه بأنه لن يعود إلى الغربة إلا بعد أن يغرس ثمرة البُن بكل الأراضي الزراعية التي ورثها من والده المتوفي قبل عام، ويتمنى من وزارة الزراعة بدعمه ومساعدته في عودة جودة البُن بالأراضي الزراعية، ويطالب المواطنون في الجنوب واليمن بعودة التنمية الاقتصادية وإعادة زراعة البُن التي اشتهر بها أجدادنا منذ مئات السنين.

الساعة السليمانية :

تقول إيمان عبدالله أستاذة التاريخ : أسوأ ما في شجرة القات أنها تحمل المرء على إذلال نفسه لفلان وفلان من الناس، رجاء أن يمنحوه شيئًا من ورقه الخضر المتلألئة، ومن سوء القات الغم الذي يعلو (المولعي) قبيل الظهر، رغم الحصول على تخزينة اليوم، ولكن يظل يفكر كيف السبيل إلى الساعة السليمانية؟ ومن الضحية الذي سيتم عرط لتخزينة غدا”.

واضافت بنت عبدالله : تحتوي أوراق القات على مركبي الكاثين والكاثينون، واللذين يؤثران على الجسم بطريقة مشابهة لمنشط الأمفيتامين و لكن بقوة أقل، عند مضغ أوراق القات يدخل المريض في حالة من الغبطة والنشوة بالإضافة إلى شعور الشخص باليقظة والتنبه”.

القات يسبب الأمراض :

وبكل شفافية يقول معين مثنى وهو تاجر مواد تغدية : يعتبر القات أسوأ تأثير على جسم المتعاطي، حيث أنه يسبب الكثير من الأمراض منها يؤدي إلى صعوبة التبول وتعرض لارتفاع الضغط ويقلل من نقص البروتين.

وأضاف : من المتفق أن القات هو أحد النباتات المخدرة التي توجد بشرق أفريقيا واليمن، ويكون اكثرها تعاطيا بين الشباب وتعد عقبة كبرى بين جهود التنمية والمجتمع، مما يفرزه من أمراض اجتماعية وهو سلوك سيئ، لهذا أنصح بتبديل شجرة القات بشجرة البُن.

تسويق شجرة البُن :

ومن جانبها تقول فاطمة عبدالله وهي ربة بيت “:

تعتبر شجرة البُن هي الشجرة التي نعتز بها، لأننا أول من قام بزراعتها والمتاجرة بها وتسويقها قديماً” .

وأضافت : وعودة زراعة شجرة البُن وتسويقها إلى دول العالم شيء جميل ، فهذا سيكون خدمة لأنفسنا ولوطننا، والاقتصاد سيرتفع وهذه فائدة كبيرة لوطننا وشعبنا وداعم كبير للمستقبل.

على الدولة تقديم الدعم لزراعة البُن :

فيما يقول الضابط فيصل : شجرة البُن هي منذ القديم، لأن لا أحد زرع البُن غير نحن، والتجار كانوا يترحلون به في دول العالم. فترك زراعة البُن هو لقلة الإمكانيات الزراعية أما زراعة شجرة القات لأن حصاده سريعاً ولا يكلفهم كثيراً وإذا كلفهم فعند بيعه يكسبون بعكس زراعة البُن التي تكلف ولا تجني مالا كثيرا ، فلو قامت الدولة بدعم المزارعين سوف تكسب وترفع اقتصاد بلادنا.

طقوس القات :

ويقول رسمي الحجاجي من اهالي قرية مرفد مديرية الحصين : لا يمكن لأحد أن يقدم بديلا فأنا أتعاطى القات لأن اليمن بلد مغلق ليس فيه متنفس آخر ، ولا حتى قاعة سينما، إنها لحظات السعادة الوحيدة التي يعيشها الرجل لنفسه ، الحياة دونه ملل.”

وشرح أن القات ليس فقط العشبة التي نمضغها ونخزنها داخل الفم ، ولكنه كل الطقوس المصاحبة له، الأكلات والأغاني والنقاشات..” موجهة لنا دعوة “للتخزين”.

ويشعر الحجاجي بالنشوة عندما يتناول القات : إنه يعطيني نشاطا غير عادي وقدرة على الكلام لا أملكها بعيدا عنه، لا يمكنني الاستعاضة عنه، في البداية يبدو طعمه المر غريبا لكن سرعان ما تعودت عليه، مشكلتي الوحيدة معه أنه يحرمني من النوم، ربما لعملي المتواصل في المساء لحراسة القات.

حيث أن القات يضعف الشهية ويراه البعض حلا لمشكلة الغذاء وتعزز مزاياه الاجتماعية من مكانته بين الجنوبيين واليمنيين. كما أنه يؤثر على الشهية “لذلك كلنا نحيفون، بل أن كثيرا منا يرون فيه حلا لمشكلة الغذاء لأنه يساعد على توفير الوجبات.

ويضيف الحجاجي : أشعر بالذنب كلما استهلكته فأنا على وعي بكل آثاره لكننا في حاجة إلى انفتاح حتى يتخلوا عنه تدريجيا، أما في هذه الظروف فكل دعوة لمنعه فاشلة.”

برأيكم هل من الممكن أن يمتنع الجنوبيون واليمنيون عن تعاطي شجرة القات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى