تقارير

كيف تحفز طفلك على أداء واجباته المدرسية؟

سمانيوز /إعداد/ نوال باقطيان

معارك مع أطفالهم لحثهم على إنجاز واجباتهم المنزلية، والتي على مر الأيام والشهور والسنين قد تتحول إلى أعباء تثقل كاهل الأسرة.
وبشأن حل الواجبات اليومية، تقدم أستاذة أصول التربية والمناهج، لينا مدلج، نصائح أساسية تساعد الأطفال في إنجاز واجباتهم المدرسية بسلاسة، من خلال ابتكار حيل وحلول لزيادة تركيز الطلاب وتحسين انتباههم، وغرس حب التعلم في نفوسهم. وتنصح الخبيرة لينا مدلج بما يلي:

-بيئة ملائمة ومريحة:

ضرورة الاسترخاء والابتعاد عن القلق والتوتر قبل الجلوس مع طفلك لحل الواجبات الدراسية، مع تهيئة المناخ المنزلي بالتخلص من الملهيات، وتوفير بيئة مريحة وملائمة تساعد الطفل على إتمام واجباته المنزلية في جو من الراحة والمودة، بحيث لا يشعر الطفل بأنه أمام مهمة يومية ثقيلة.
وتشمل التهيئة المكان والإضاءة المناسبة، وتوفير المستلزمات والأدوات الضرورية، فضلاً عن خلو البيت من الضوضاء والمؤثرات السلبية.

وتنصح “لينا” بتخصيص مكان للقيام بالواجبات، مما يوفر للطفل ظروفاً أفضل للدراسة والنجاح، ويمكن توفير مساحة مناسبة من غرف نومهم، أو أي غرفة على أن يكون الهدوء هو سمة المكان.

-الابتعاد عن العدوانية:

عدم التركيز على الأخطاء التي قام بها الطفل في واجباته الدراسية، والابتعاد عن العدوانية لدى الإشارة لها، وببساطة نطلب من الطفل أن يرينا كيف توصل لإجاباته، ولماذا يعتقد أن هذا هو الجواب الصحيح.
وهذه الطريقة حل ليعيد الطفل تفكيره وتحليله عند حل المسألة مرة أخرى، وبالتالي سيكتشف خطأه بنفسه، وبإمكان الأهل معرفة نقاط ضعف أولادهم.

-تنظيم وقت الدراسة والراحة:

مساعدة الطفل لتنظيم وقته بين الدراسة والراحة وحل واجباته المدرسية، والعمل على الحد من مسببات الاستهلاك السلبي للوقت التي تشتت الطفل وتصرفه عن أداء واجباته.
كما يجب الاهتمام بتخصيص أوقات لراحة الطفل ونومه، وتناول وجباته اليومية بانتظام، ومساعدته في تقسيم الواجبات إلى مهام صغيرة لا يشعر خلال إنجازها بأنه أمام عبء كبير.

-الحرص على مدح الطفل:

مدح الطفل بدل انتقاده أمام الآخرين من أفراد الأسرة، يعطيه دفعة لتنمية شخصيته وثقته بنفسه وتقدير ذاته، وسيشعر بأن الأهل شركاء في عملية تعليمه. وتنصح “لينا” بتجنب النقاش الحاد والصراع في كل مرة يدرس فيها الطفل لامتحان معين أو حل الواجب المنزلي، بل يجب تشجيعه على تجربة أشياء جديدة والتوقف عن الخوف من الفشل. وهذه الطريقة تساعد في بناء الإبداع والابتكار لدى الطفل، والاهتمام بالتعلم والاستكشاف.

ويجب اتباع وسائل التحفيز، والابتعاد عن صيغ الترهيب والضغط العصبي، حتى لا يتحول الأمر إلى “كابوس” ينتظره الطفل يومياً. كما يجب ضع أهداف واقعية، والحرص على الثناء على الطفل.

-الإحساس بالمسؤولية:

الحل الأمثل – بحسب الخبيرة لينا مدلج – الوصول بالطفل إلى مرحلة الإحساس بالمسؤولية تجاه واجباته المدرسية، من خلال التقليل من تذكير الطفل بها، وألا يكون عند الوالدين مانع من إيقاع العقاب المألوف من قبل المدرسة الذي يترتب على عدم حل الواجب، لأن ذلك يعلم الطفل تحمل مسؤولية واجباته المدرسية.

فالقاعدة التربوية الأهم في حل الواجبات المدرسية، تحقق الإحساس بالمسؤولية المبكرة عند الطفل، ومن ثم على الوالدين تركه يعتمد على نفسه ويعتاد القيام بواجباته كجزء من مكونات شخصيته وثقافته، لكن ذلك لا يمنع تقديم المساعدة له عند الحاجة.

إذ يشعر الأطفال، في بعض الأحيان، بضغوط نفسية وعصبية لرغبتهم في مسايرة زملائهم ذوي المستوى الدراسي المتقدم، لذلك يجب إخبار الطفل أن عليه أن يحاول دائماً بذل أقصى ما في وسعه، بدلاً من إخباره أنه يجب أن يكون الأفضل.

-إعطاء مساحة للطفل:

غالباً ما يرغب الآباء والأمهات في بعض الوقت للراحة أو للتركيز في عمل ما، لكن هذا لا يجب أن يكون على حساب الطفل، إذ يجب إعطاء مساحة للطفل، بغض النظر عن سنه.

ولهذا تأكدوا دائماً من أن أطفالكم لديهم مساحة للعب وأيضاً للاهتمام بأمورهم الخاصة، دون أن يسمعوا في كل مرة عبارة “ابتعد من هنا، لا نريد إزعاجاً”، بحسب “لينا”.

-توفير وجبة خفيفة صحية:

الطفل الجائع يصبح طفلاً عصبياً، وعليه فقبل أن يجلس للقيام بالواجبات المنزلية يجب الحرص على توفير وجبة خفيفة صحية، تساعده في التركيز بعمله حتى يحين موعد وجبة العشاء.

-التركيز على تفوق الطفل قد يدمر حبه للتعلم:

ليس للواجبات المنزلية أهمية كبرى إذا أحسن استخدام الفترة التي يقضيها التلاميذ في مدرستهم، فالتعلم داخل الصف كاف لبناء شخصية الطفل معرفياً ونفسياً، فيما الواجبات تستخدم كتشخيص لصعوبات تعلم فردية، ويمكن إعطاؤه لتثبيت المعلومة، وربط المدرسة بالمنزل وتنمية الشعور بالمسؤولية، ولا بد من أن تراعي تمارين الواجب الكم والكيف والتوازن.

والهدف الأساسي من التعلم أن يكون التلاميذ سعداء وواثقين من أنفسهم، فلا فائدة من الواجب إذا تحول إلى قصاص، ولم يحفز الطفل على القيام به بالسعادة نفسها التي يعيشها عندما يلعب مع أصدقائه. ويجب تذكر بأن لكل طفل قدرات معينة، وعلى الأهل والمدرسة أن يدركا هذا الأمر، فلا يصران على أن تكون العلامات الجيدة هدفاً بحد ذاتها، فالتركيز على تفوق الطفل قد يدمر حبه للتعلم.

-تنظيم جدول أسبوعي:

يعد التنظيم مهارة تحتاج لوقت طويل كي يكتسبها الطفل، ولكن النتائج ستكون مذهلة، لذا شجعوا الطفل على تصميم وتلوين جدوله الأسبوعي، ثم القيام بلصقه بجوار فراشه أو على خزانته.

-تزيين ركن بالمذاكرة:

وتختتم الخبيرة لينا مدلج نصائحها بالتأكيد على تشجيع الطفل على تزيين الركن الخاص بالمذاكرة، مثلا ببعض الزرع، وبحاملة أقلام ملونة يضع فيها أقلامه، وكذلك بلوحة من رسوماته المفضلة تلصق على الحائط، فكلها عوامل تجعل وقت المذاكرة أكثر متعة.

-فوائد الواجبات المنزلية:

قبل أن تتساءل: كيف أجعل الطفل يكتب الواجب الدراسي؟ قد يتوجّب عليك أن تشرح له أهمية الواجبات المنزلية في صقل شخصيته، وهي كما يأتي:
• تعزيز الشعور بالاستقلالية والاعتماد على النفس، مما يزيد من ثقة الطفل بنفسه.
• دعم مهارة إدارة الوقت، وذلك من خلال وضع الأهداف ضمن إطار زمني محدد والالتزام بها.
• تدريب الطفل على الدقة والنظام، وإنجاز المهمّات على أكمل وجه.
• تنمية الشعور بالتحدي ومواجهة الصعوبات بعزيمة.

-متى تطلب مساعدة المعلم؟

إليك بعض الحالات التي يتوجب فيها اللجوء إلى المعلّم للمساعدة:
• صعوبة إنجاز الطفل لمهامه المدرسية، على الرغم من محاولاتك لمساعدته.
• التعليمات غير واضحة أو يصعب فهمها من قبل طفلك.
• عدم توفّر المصادر أو المواد اللازمة لمساعدة طفلك في إنجاز مهامه.
• كون بعض المهام صعبة للغاية أو سهلة للغاية بالنسبة لقدرات طفلك.
• كون الغرض من بعض المهام غير واضح للطفل، الأمر الذي يجعله يفقد الدافع لإنجازها.
• اختلاف كمية الواجب المنزلي بشكل كبير من يوم لآخر، الأمر الذي يسبب صعوبة في التنظيم.

بعد أن تعرّفت إلى كيفية حل مشكلة الواجبات المدرسية عند الأطفال، أصبح الوقت مناسباً لخوض غمار التجربة، وتجعل من الواجبات المدرسية رحلة ممتعة في عالم التعليم والمعرفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى