رغم الجرح جراء الأطنان من البارود .. غزة حطمت كبرياء وطموح اليهود
كتب :
عبدالله الصاصي
مهما تجبر المتغطرسون وفي ظنهم أن القوة هي الحل في كل الأحوال فقد خاب ظنهم في غزة ذات المساحة الجغرافية الأقل حجماً وتعدادا بشريا .
غزة التي حملت الجور حتى امتصت الضربة بفداحتها وقوة فاعليتها رغم الضحايا التي قدمتها في سبيل الثبات والانتصار.
غزة تنتصر رغم عدد الضحايا والذي بلغ خمسين ألف شهيد غير من لازالوا تحت ركام المباني التي ظلت تخر على رؤوس ساكنيها في ظل الهجمة الشرسة بمختلف القنابل شديدة الانفجار التي سقطت إبان الحرب التي تجاوزت مدتها العام وجرح خلالها قرابة المائة ألف من النساء والشيوخ والأطفال.
ظل العالم بأسره يشاهد القتل والدمار الذي وقع على غزة وأهلها يتساقطون وبيوتها تتحول يوماً بعد يوم إلى أطلال وتحته انفس زهقت دون وجه حق ، ولارحمة ولاشفقة من قادة الدول التي تشكلت فيها منظمات حقوق الإنسان ونصبت لها مقام في مجلس الأمن الدولي ، ومع ذلك عجزت عن الفعل المنوط بالوظيفة التي وجدت لأجلها عندما لم تستطع وقف تيار الدم في غزة.
كان ظن اليهود أن التقنية العسكرية التي بحوزة الجيش الإسرائيلي ، وجسارة جهاز الموساد الاستخباري ورديفه الشاباك ، بالإضافة إلى الدعم بالأسلحة المتطورة والفتاكة من قبل دول الغرب والتي فتحت خزائن السلاح والمال أمام إسرائيل لتأخذ مابدا لها بصكوك مفتوحة وبذلك تكون لهم الغلبة ، بعد الإبادة لسكان غزة تحت ضغط السلاح الفتاك الذي تلقيه الطائرات من الجو والبوارج من البحر والدبابات والمدفعية الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على الأرض.
لكن ذلك لم يحصل منه شيء وسكان غزة صامدون يشيعون شهداءهم ويضمدون جرحاهم تحت القصف الهمجي الذي طال المستشفيات ليقتل المصابين والمرضى في مشهد أسطوري لم يشهده التاريخ الحديث أبداً.
لم ير سكان العالم صمود وثبات شعب على وجه الأرض ، مثلما شوهد من سكان غزة سواء من رجال المقاومة أو من الشيخ والطفل الذي لايستطيع حمل السلاح ، والأعظم الذي أذهل المتابعين للحرب على غزة هو قوة رباط الجأش الذي تحلت به النساء الغزاويات وهن أمام جثامين أطفالهن المطوية في الأكفان في لحظات الوداع الأخيرة وهن صابرات محتسبات ،حابسات الدموع في الماقي ، ليس لهن من خيار سوى رفع أكفهن إلى الله المنجي من هول الكارثة الدموية التي صنعها ونفذها رعاة الفكر الخاطئ من اليهود ومن هاودهم من قادة الأنظمة الغربية الذين يدعون بالديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان واحترام النفس الآدمية أمام الكاميرات في المحافل ، وأذنابهم بعددهم وعتادهم يدمرون بيوت غزة ويقتلون وينكلون بأهلها ، وأولئك القادة أمام الشاشات يشاهدون وحشية المجازر في غزة ولايحركون ساكنا حيالها.
لكن هيهات فالله لم يغفل عن أهالي غزة التضحية والثبات على الحق ، غزة الدرس الأكبر في التاريخ الماضي والحاضر لليهود وأعونهم ، غزة التي كسرت طموح اليهود ومسحت بكبريائهم الأرض وعطلت خطط وبرامج مشروعهم التوسعي إلى الأبد.